رصدت وكالة (الأسوشيتيد برس) الأمريكية للأنباء ما جاء في كلمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماع الغرفة الأمريكية على هامش المؤتمر الاقتصادي الذي يبدأ في وقت لاحق اليوم الجمعة بمدينة شرم الشيخ.
وجاءت كلمات كيري تشجيعية لجهود مصر في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لكن دون أي مساعدات عسكرية جديدة كما طلب سابقًا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحسب الوكالة.
وأشارت إلى أن ما يكبل يدي كيري هو أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستؤكد على أن مصر تحقق تقدما فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان أو أن تضطر للتنازل عن ذلك مقابل أمنها القومي، لذا عليها أن تقوم بشيء وفقا للميزانية الفيدرالية للعام الحالي لإلغاء الحظر عن مئات الملايين من الدولارات في شكل مساعدات عسكرية لمصر.
وقال كيري أيضا: "إن الاستثمار ضروري لاستعادة الثقة بمصر وإرساء الاستقرار في المنطقة".. مضيفا أن ذلك الجزء من العالم وهِب كمًا كبيراً من القدرات التجارية وأن أمريكا وشركاتها استثمرت ملياري جنيه في مصر خلال العام الماضي.
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، لم يكن مخولا لهم الحديث علنا عن المداولات الداخلية وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم، فإن كيري كان يأمل خلال رحلته التي تستمر لمدة 3 أيام في مصر أن يعلن للحكومة عن تسليم طائرات إف -16 المقاتلة.
لكن لم يتم تحقيق خطوة للأمام خلال محادثات البيت الأبيض على مدار الأسابيع الماضية حول المساعدات التي تم تعليقها منذ 21 شهرا عندما أطاح السيسي، القائد السابق للجيش والقوات المسلحة المصرية، بأول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر وهو الإسلامي محمد مرسي.
الولايات المتحدة أمدت مصر بملايين الدولارات في إطار مساعدة حليفتها لمكافحة الإرهاب، لكن تعطلت تلك المساعدات نتيجة للانقلاب "على حد وصفها"، حيث تقول مصر إنها تحتاج تلك المساعدات لمواجهة التهديدات المتزايدة من المتشددين الذين يزحفون على الحدود من ليبيا الفوضوية أو في شبه جزيرة سيناء.
الإدارة الأمريكية ترى أن المساعدات ضرورية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة، لكن في الوقت نفسه لا يمكنها توفير قرابة نصف قيمة المساعدة العسكرية السنوية لمصر "1.5 مليار دولار" بجانب المساعدات المعلقة منذ سنوات، حتى تقوم بأي من شيئين.
فإما أن تؤكد الإدارة ما تحرزه حكومة السيسي من تقدم في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم بالقانون أو أن تطالب الكونجرس بإقرار المساعدات لأنها في مصلحة الأمن القومي للبلاد.
الإدارة الأمريكية لديها تحفظات على الخيارين، فهي لا تريد دعم قمع الحكومة المصرية، التي جاءت في أعقاب الانقلاب، للمعارضين السياسيين والتي بدأت بقتل وحبس اﻵلاف، فضلا عن المحاكمات الجماعية والأحكام بالإعدام.
المسئولون يقولون إن رحلة كيري لم تكن تتعلق بالأمور العسكرية بل بالمؤتمر الاقتصادي، لاسيما مع حضور كبار المسؤولين التنفيذيين لشركات "جنرال إليكتريك" و "مايكروسوفت" وشركات أخرى.
0 التعليقات:
Post a Comment