أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية المفتوحة د. سامي ناصر خليفة أن الدعم الملياري لمصر لن يحدث مرة أخرى وهذا بالطبع لا يعني التخلي نهائيا عن مصر فسيكون هناك دعم لكن لن يكون كسابقة.


وأضاف في حواره لـ"مصر العربية" أن نجاح المؤتمر الاقتصادي المصري مرهون بالعديد من التحديات التي يجب على مصر أن تواجهها وأن تتعامل معها بحكمة بدلا من الاندفاع نحو اتخاذ قرارات من الممكن أن تشكل قلق للجانب المصري فعلى سبيل المثال فلا يمكن القبول أن توضع حركة المقاومة الإسلامية حماس على قائمة الإرهاب.



في البداية هل تتوقع أن ينخفض الدعم الخليجي لمصر في الفترة القادمة؟


الدعم الخليجي الملياري لمصر كانت له العديد من الأسباب وخاصة فيما يتعلق بنجاح الثورة المصرية الثانية وتقوية شوكة النظام الجديد حتى يستطيع أن يتمكن وكان هذا الامر منسجما مع الهجمة على التيارات الإسلامية وخصوصا الإخوان المسلمين من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ما دفعه الى القيام بإعطاء مساعدات مليارية إلى مصر، ولذلك أعتقد أن الدعم الخليجي لمصر لن يتوقف ولكن لن تكون تلك المساعدات التي حصل عليها النظام المصري الحالي إبان الثورة الثانية.



وما الذي اختلف اليوم عن السابق؟


هناك العديد من الأمور التي اختلفت اليوم عن السابق فالقيادة السعودية تغيرت، وأصبحت هناك قيادة جديدة بالإضافة إلى التقارب التركي السعودي فأصبحت التحديات التي تواجه مصر الآن تحديات داخلية وخارجية فلم يعد الأمر قضية ثورة مصرية ثانية وعلاقة النظام بالتيار الإسلامي في مصر المتمثل في الإخوان المسلمين لكن الأمر يتعلق بالتحديات الخارجية التي تواجه مصر من ناحية وتواجه دول مجلس التعاون الخليجي من ناحية أخرى مثل التحديات في اليمن وسيطرة الحوثيين عليها والانتقال من العاصمة صنعاء إلى عدن فالواقع السياسي تغير على الارض لذلك الوضع اختلف كثيرًا عن السابق وأحسب أن هناك ترددًا خليجيًا واضحًا في الاندفاع نحو الدعم المالي الكبير لمصر كما حدث في السابق.



هل تتوقع أن تترك دول الخليج مصر تواجه تحدياتها وحدها؟

لا أعتقد أن دول الخليج ستقوم بهذا الأمر ولن تتركها وحدها تواجه التحديات فهناك تدخلات ليس لها علاقة بالدعم المادي فهناك دعم لإعادة توازن القوى في المنطقة كما أن هناك دفعًا من ناحية تحييد الأمور في مصر .



هل تعتقد أن المؤتمر الاقتصادي المصري والذي سيقام هذا الشهر سينجح؟

نجاح المؤتمر الاقتصادي المصري مرهون بالعديد من التحديات التي يجب على مصر أن تواجهها وأن تتعامل معها بحكمة بدلا من الاندفاع نحو اتخاذ قرارات من الممكن أن تشكل قلق للجانب المصري فلا يمكن القبول أن توضع حركة المقاومة الإسلامية حماس على قائمة الإرهاب فمصر تشعل الجبهة الخارجية عليها بالإضافة إلى إشغال جبهتها الداخلية فمثل هذه الأمور تربك الأوضاع في الداخل المصري فمصر تحتاج في الفترة القادمة إلى دعم اقتصادي كبير ولا يمكن أن ينمو الاقتصاد في دول تعج بالمشكلات فالمستثمرون دائما ما يقومون باستثمار أموالهم في بيئة هادئة ومن غير المعقول أن يضع المستثمر مليارات دون أن توجد ضمانات حقيقية له.



وكيف يمكن لهذا المؤتمر أن ينجح؟

نجاح هذا المؤتمر يعتمد على قدرة النظام المصري على تحييد الملفات الساخنة قدر الإمكان والسعي نحو استقرار الجبهة الداخلية قدر الإمكان فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن لا تكون هناك بيئة تشريعية في مصر .



ما رأيك في تغير الموقف السعودي من الوضع المصري؟

هناك مؤشرات كثيرة بالفعل تؤكد على أن الموقف السعودي تغيير كثيرًا عن ذي قبل فالقيادة السياسية الجديدة في السعودية تعيد قراءة المشهد من جديد وهذا الأمر يوجد العديد من الأدلة عليهم وعلى رأسها التقارب السعودي التركي والتقارب القطري السعودي بالإضافة إلى أن القيادة السعودية الحالية لا ترى في الإخوان المسلمين الخطر الذي يهدد أمن دول الخليج بالدرجة التي كانت عليها قبل ذلك فأعتقد أنها تحاول الآن البحث ناحية لعب دورًا توافقيًا كما حدث بين قادة مصر وتركيا وقطر.

كما أن القيادة السعودية أصبح لها رؤية أكثر وضوحا فيما يتعلق بالقضية السورية والعراقية والدفع ناحية التسريع بحلول سريعة لها وهذا مالم نراه في السابق فهناك العديد من المؤشرات الإيجابية ولكن يبقي الارتباط بالمشروع الأجنبي هو التحدي والمؤثر الأكبر على القيادة السعودية وعليها أن تقرأه جيدا .



ماذا تقصد بالمشروع الأجنبي؟

الإدارة الأمريكية فقد أصبحت الآن أكثر وضوحا فيما يتعلق بأمن إسرائيل فهي تحاول إغراق المنطقة كاملة في مشكلات للمحافظة في النهاية على أمن واستقرار إسرائيل ولو أن هذا الأمر يتحسن في ظل القلاقل التي تعيشها المنطقة لظلت تدعم تلك القلاقل.



هل ترى في الأفق شيء بعد وجود أردوغان والسيسي على أرض واحدة على الرغم من عدم وجود لقاء مشترك؟


اعتقد أن هناك مبادرة لتفعيل المشتركات بين الرباعي القطري والسعودي والمصري والتركي وقد يكون الابرز على الطاولة هو الملف اليمني، وأعتقد أن اجتماع أربع قيادات بحجم هذا الرباعي في عاصمة كبيرة مثل الرياض يوحي بالعديد من الأمور ولا يمكن أن يكون الملف المطروح إلا ملفًا ساخنًا وقد يكون المطلب الأهم هو أمن واستقرار الحدود وعلى القيادة المصرية مراجعة القرار القاضي باعتبار حركة المقاومة الإسلامية حماس إرهابية لان هذا الأمر لا يصب في صالح الوضع المصري.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -