تواصل عاصفة الحزم هجماتها بهدف إضعاف القدرات القتالية للحوثيين وإجبارهم على القبول بالجلوس على مائدة التفاوض لوضع حل توافقي ﻷزمة اليمن، وفقا لخبراء.
وعلى الرغم من استمرار القصف الجوي ﻷسبوع كامل إلا أن الحوثيين لم يخضعوا بعد لرغبة دول عاصفة الحزم لتكون الخطوة القادمة أمام هذه الدول هي الدخول البري.
مصر ضمن عشرة دول تشارك في عاصفة الحزم، ولها تجربة سابقة سنة 1962 في الحرب البرية في اليمن، فقدت فيها أكثر من 5 آلاف جنديا شهيدا هناك، خبراء عسكريون حذروا مصر من مغبة التدخل بريا، مؤكدين أن ذلك يعد غباء عسكريا لعدة أسباب.
تدخل مصر بريا في اليمن "غباء عسكريا"
قال اللواء محمود زاهر، الخبير اﻻستراتيجي، إن مصر لو تدخلت بريا في اليمن فإن ذلك يعد "غباء عسكري"، للمخاطر التى ستواجهها القوات المصرية خاصة التضاريس اليمنية الصعبة والتى ﻻ يصح معها إلا حرب العصابات، مضيفا أن تجربة مصر "السيئة" –حسب وصفه- في الستينات أثناء عهد الرئيس جمال عبد الناصر خير دليل على ذلك.
وأشار إلى أن التدخل البري على الشعب اليمني نتائج سيئة سياسيا حتى مع مؤيدي تحالف عاصفة الحزم، باﻹضافة إلى أن التدخل البري يعد استنزافا للأرواح والمال والجهد.
ولفت إلى الدخول في الحرب البرية ممكن لكن الانتهاء منها معقد للغاية، مطالبا مصر بألا تسمح بدخول جندي مصري الحدود اليمنية وإذا قررت قيادة العاصفة حزم ذلك فعلي القوات المسلحة المصرية ألا تدخل الحدود اليمنية وأن تقف في موقف دفاعي على الحدود السعودية لحمايتها .
استنزاف للأرواح واﻷموال
اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع اﻷسبق، أكد أن الحملة البرية في اليمن محفوفة بالمخاطر نظرا لطبيعة الأراضي الجبلية هناك ولذلك ﻻ يجب أن تتورط مصر في مثل هذا المأزق الذى سيسبب الكثير من التعقيدات والخسائر في اﻷرواح واﻷسلحة، حسب قوله.
ولفت مساعد وزير الدفاع اﻷسبق، إلى أن التدخل الجوي يساعد كثيرا في شل حركة الحوثيين وقصف معسكراتهم ومخازن اﻷسلحة وإحداث أكبر خسائر ممكنة، لكنه على الرغم من ذلك ﻻ ينهي الحرب ويتطلب اﻷمر التواجد على اﻷراض لتحقيق الهدف المطلوب من الحرب.
وأضاف أن السعودية قائدة العاصفة حزم لم تتخذ قرارا بالحملة البرية بعد، لكنها قد تتخذه ﻹرغام الحوثيين علي القبول بالتفاوض في ظل استمرار الحملة الجوية أسبوعا كاملاَ، مشيرا إلى أن تواصل القصف الجوي للحوثيين سيؤدي نفس الغرض ويجبرهم في الفترة المقبلة على الرضوخ لمائدة التفاوض.
تكرار لتجربة سيئة
ووصف العميد علاء عابد، الخبير الأمنى، التدخل البرى من قبل القوات المصرية فى اليمن بأنه يعني الغوص في المستنقع اليمني والجبال والمرتفعات الجبلية حيث التضاريس الوعرة التى سيصعب معها سير الدبابات والعربات المدرعة، ﻻفتا إلى أن مصر خاضت هذه التجربة فى بداية الستينات فى عهد عبد الناصر وكانت تجربة سيئة، كما أنها ستكون حربا طويلة الأمد باهظة التكاليف المادية والبشرية وغير مضمونة النتائج.
ورأى عابد، أن التدخل البرى من قبل الدول المشاركة فى عاصفة الحزم أمرا مستبعدا في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه لو أصرت القوات على الدخول بريا لليمن فلابد من الاستعانة بقوات الجيش اليمنى نفسه، حيث يكون دليلا لأنه أعلم بطبيعة بلاده وتضاريسها من غيره.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment