منذ 5 أشهر تشهد مدينة الرمادي -عاصمة محافظة الأنبار أكبر المحافظات العراقية- حصاراً من جانب مسلحي داعش وتحديداً بعد أن دخلوا إلى مناطق البو فراج والبو ذياب والبو عيثة ومناطق الصوفية والبو سود والبو غانم شمالي المدينة وقطعوا عن المدينة المياة وهو ما تسبب في أوسع موجة نزوح لسكانها .
وحذر النائب عن محافظة ديالى فرات التميمي من نزوح أكثر من 130 ألف مواطن من أهالي قضاء بلدروز بسبب قطع تنظيم "داعش" المياه عنهم منذ أيام فيما انتقد صمت بعض وسائل الإعلام عن نقل "جرائم داعش" بحق الأبرياء.
وقال التميمي في تصريحات صحفية إن "تنظيم داعش قطع مياه الشرب عن اهالي قضاء بلدروز (30 كم شرق بعقوبة) والقرى المحيطة به منذ عشرة أيام متتالية من خلال إغلاق تدفق المياه الى قناة الروز الإروائية القادمة من سد الصدور (45 كم شمال شرق بعقوبة)، والذي يخضع لسيطرة التنظيم منذ أسابيع عدة".
وأدت الانتكاسة الأمنيّة الخطيرة في مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار) إلى موجة نزوح كبيرة، دفعت بمئات العوائل إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمناً، فيما كشف الوجه الثاني للأزمة عن مدى تلاحم أبناء الشعب العراقي، من خلال استقبال أهالي كربلاء للنازحين من الأنبار.
وقال عضو مجلس عشائر الأنبار، الشيخ غانم العيفان إنّ "الهجمة الشرسة التي نفّذها تنظيم داعش على مدينة الرمادي أدت إلى موجة نزوح كبيرة في المدينة"، مبينا أنّ "مئات العوائل تركت منازلها وأموالها وسياراتها ونزحت، بحثا عن المناطق الأكثر أمنا".
وأضاف، أنّ "مئات العوائل اتجهت، منذ سيطرة داعش على منطقة البوفراج ومن ثم بعد سيطرته يوم أمس على البوغانم وتوغله في الرمادي، نحو محافظة كربلاء"، مبينا أنّ "أهالي كربلاء بدورهم استقبلوا بحفاوة النازحين، وفتحوا لهم دورهم، وقابلوهم بحسن الضيافة والكرم".- بحسب ما نشره العربي الجديد-.
وأشار العيفان إلى أنّ "الأزمة عكست المنبع الأصيل للعشائر العربية في كربلاء وفي العراق، ووحدة وتلاحم الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته"، وقال: "ليس شيئاً جديداً على أهالي كربلاء وأهالي المحافظات الجنوبية أن يفتحوا مضايفهم ومنازلهم، مرحبين بالنازحين، بغضّ النظر عن الانتماء، فإنّ الكرم ديدنهم".
من جهته، قال الشيخ نائل الخيكاني، وهو أحد شيوخ محافظة كربلاء، إنّ "الأزمات العراقيّة مشتركة، والعدو مشترك، ويجب على كل العراقيين أن يتوحدوا في وجه داعش وفي وجه أيّ تدخل خارجي يريد السوء بالعراق".
الأنباء التي يتناقلها الجميع في داخل مدينة الرمادي تشير إلى انسحاب كثير من القطعات التابعة للقوات الأمنية التي ابتدأت بانسحاب قوات الحشد الشعبي من مواقع تموضعها في الأنبار وتحديدًا في الرمادي وضواحيها تلتها انسحابات لقوات تابعة للجيش والشرطة مما ساهم في احتلال مناطق جديدة من قبل مسلحي تنظيم داعش.
هذا الانسحاب أفزع أهالي الرمادي الذين قرروا النزوح من المدينة والهروب من الموت بعد أن شاهد الجميع المجازر التي يرتكبها مسلحو تنظيم داعش عند دخولهم لأي مدينة، فكانت سلسلة الإعدامات التي نفذها المسلحون بحق أبناء مناطق البو فراج والبو غانم، دافعًا قويًا للهروب الجماعي لسكان الرمادي من الموت على يد المسلحين.
عشرات الآلاف من سكان الرمادي اتجهوا صوب العاصمة بغداد سالكين طريق المخاطر باتجاه منطقة الخالدية مرورًا بمنفذ الصديقية وصولاً إلى عامرية الفلوجة 60 كم شرق الرمادي ثم الاتجاه إلى العاصمة بغداد.
وقال مثنى محمد صالح أحد النازحين من مدينة الرمادي "هذا ماكسبناه من أكاذيب السياسيين وسارقي أموال الشعب والمتاجرين بأرواحنا ودمنا، اليوم أنا أخرج من بيتي بعد معاناة أشهر من الجوع وضنك المعيشة وحصار من قبل المسلحين، واليوم أحمل أطفالي على ظهري وأسير بهم على أقدامي إلى العاصمة بغداد هربًا من الموت". - بحسب ما نشره صحيفة الشرق الأوسط-.
وأضاف: "أنتم الآن تشاهدون هذه الطوابير من البشر الذين يسيرون معنا هربًا من الموت، كيف لنا أن نثق بحكومة لا تستطيع حتى من توفير وسائل نقل لتنقذ مواطنيها من الموت، كيف لنا أن نثق بعد الآن بأنهم سيدافعون عنا، وهم أصلاً عاجزين حتى على توفير وسائل نقل لآلاف العائلات التي تركت منازلها".
التدريسية في ثانوية الرمادي، وسن كمال محمد، من سكان منطقة الجمعية وسط مدينة الرمادي، قالت: "إن ما شهدته مدن الأنبار من حال سيئ كله بسبب متاجرة حكومة الأنبار وسياسيوها الذين باعوا الأرض والضمير وهربوا إلى عمان وإربيل وسكنوا الفنادق الفارهة هم وعوائلهم وتركونا نحن البسطاء نواجه الموت بين مطرقة (داعش) وسندان الحكومة الفاسدة".
وأضافت قائلة: "خرجنا من بيوتنا ولم نتمكن من حمل أي شيء، خصوصًا وأننا نتجه إلى العاصمة سيرًا على الأقدام، وأساسًا كنا لا نملك في البيت خزينًا من المواد الغذائية بعد الحصار على المدينة الذي قارب 6 أشهر.، أنا الآن أسير ولا أعرف إلى أين أتجه وماذا سأطعم أطفالي، إنها عملية إبادة جماعية وجريمة اشترك بها كل السياسيون ومن دون استثناء".
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment