بالأمس مرت الذكرى الـ87 على ميلاد الرئيس المخلوع حسنى مبارك قضى 30 منها فى الحكم رغم وجود قاعدة شعبية ليست بالقليلة كانت رافضه لسياساته.
ست أسباب كانت بمثابة "حصن" لمبارك ونظامه بحسبب محللين سياسيين ضمنت له البقاء في الحكم لثلاثة عقود كانت قابلة للزيادة وهى"أنه لم يشتبك مع القضايا التي تثير الرأى العام، وخنق الحركات الليبرالية واليسارية التي تحلم بالتغير، واعتمد على حزب الدولة، وضعف الحياة الحزبية وعدم قدرتها على التنظيم، ومحاصرتها أمنيا، ,اعتماد سياسة الحزب الواحد".
لم يقدم شيئا
لم يشتبك مبارك مع قضايا يمكن أن تثير الرأي العام بالإيجاب أو السلب، "فلم يعمل شيئا يذكر، فرغم تمتع مصر بسلام كامل من عام 1974 إلا أنها لم تتحول لكوريا الشمالية مثلا أو سنغافورة لكنها بقيت كما هي بكل مشكلاتها، والمواصلات والبطالة والصحة، وغيرها كما هي بل تفاقمت لحد غير مسبوق في عهده" هكذا يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي.
ويضيف: "فى الجانب السياسي حاول مبارك خنق الحركات الليبرالية واليسارية التي كانت تحلم بتغير الوضع، لكنه سمح لجماعة الإخوان المسلمين أن توسع من قاعدتها الشعبية خلال فترة حكمه على حساب التيارات الأخرى، لكى يستخدمه كورقة ضغط داخليا وخارجيا، فكان يخيف الولايات المتحدة بتلميحات أنها الوريث الشرعي له، وكذلك يخيف كبار العائلات وأصحاب المصالح لكى يضمن دعمهم".
ويفسر أستاذ السياسية عودة رموز مبارك للحياة السياسية حاليا بأن الثورة المصرية لم تكن ثورة راديكالية بل كانت تميل إلى الإصلاح فلم تقتلع جذور النظام القديم، وتحاسبهم بقوانين الثورة، لذلك بقى مبارك ونظامه في صدر السلطة ولو بشكل غير مباشر، ويظهرون حاليا بموافقات أمنية وسياسية بدليل ظهور البعض واختفاء أخريين.
حزب الدولة
قرابة عشر مرات اقترع فيها المصريون لتشكيل البرلمان المصري من 1981 العام الذى تأسس فيه الحزب الوطنى الديمقراطي، ورغم خروج تظاهرات سبقت التاريخ ولحقته على يد طلاب مرة، وأخرى لعمال وثالثة لسياسيين إلا أن الحزب حاز على غالبية الأصوات في كل مرة، فما السر فى ذلك؟ يجيب الدكتور مختار الغباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، لأنه كان حزب الدولة.
يقول غباشي: "كل مؤسسات الدولة كانت تابعة للحزب، وكودرها قيادات به، إلى جانب ضعف الأحزاب السياسية المنافسة له، ورضائها بلعب دور الكومبارس فكانت مفككة وهزيلة لدرجة تجعل من المستحيل أن يحل أحدها مكان المنحل".
ويضيف: "القوى السياسية التي كانت موجودة قبل الثورة كلها انكرت مبارك ونظامه بالقلب فقط، ولم تترجم هذا الإنكار لفاعليات أو سياسيات، واختاروا أضعف الأدوار، واكتفى قياداتها بالتعيين في مجلس الشورى، ولم يخلقوا البديل لكى يغيروا من وضع الدولة البائس".
محاصرة المنافس
يتفق معه حسين عبد الرازق عضو الهيئة العليا لحزب التجمع في أن القوى السياسية طوال فترة حكم مبارك لم تكن منظمة، ولم تستطع أن تطرح نفسها كبديل عنه.
ويؤكد: "الأحزاب السياسية منعت 23 عاما متوالية من التواجد، ولما عادت في سبعينات تعرضت لحملات شرسة من قبل السلطة وقتها، وأجهزتها الإعلامية جعلت المواطنين يعزفون عن المشاركة السياسية، واستمرت سياسية الحزب الواحد".
وتابع، "عمل مبارك على تعبئة الرأي العام ضد الأحزاب ومحاصرتها سياسيا وأمنيا حتى لا تتمكن من منافسة حزبه، ورغم وجود حركة معارضة ليست بالضعيفة قادتها الأحزاب وبعض النقابات كالصحفيين والمحاميين والمهندسين إلا أنها لم تكن منظمة بشكل قادر على التغير".
0 التعليقات:
Post a Comment