قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن دول مجلس التعاون الخليجي تنظر إلى فرنسا كرهان جديد بديلا لحليفها الأمريكي الذي أزعجت سياسته الملكات السنية خاصة تجاه سوريا وإيران.
ووصل الرئيس فرانسوا أولاند إلى الرياض أمس الاثنين وأجرى مباحثات مع الملك سلمان، حيث أشار إلى أن دعوته لحضور أعمال القمة الاستثنائية لمجلس التعاون الخليجي، "شرف" بالنسبة إليه، مشددا على عزم الدبلوماسية الفرنسية على المساهمة بحل مسائل ونزاعات منطقة الشرق الأوسط.
وتحت عنوان "دول الخليج تراهن على فرنسا" أوضحت الصحيفة أن زعماء الخليج بسطوا السجادة الحمراء لأولاند في رسالة واضحة إلى أمريكا قبل 10 أيام من سفرهم إلى الولايات المتحدة ولقائهم باراك أوباما، ومن المقرر أن يكون أولاند ضيف شرف القمة.
وأشارت إلى أنه من المصادفة أن آخر زعيم أجنبي حضر قمة دول مجلس التعاون الخليجي كان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في ديسمبر 2007 بقطر إلا أن الوضع الهادئ قد تلاشى.
ويأتي هذا في الوقت الذي تخشى فيه دول المنطقة من تقارب محتمل بين واشنطن وطهران، خاصة أن نفوذ إيران الشيعية مستمر في الصعود بقوة على حدود السعودية من العراق إلى اليمن، تؤكد الصحيفة.
ورأت لوموند أن هذه اللفتة بمثابة تحية لمواقف الرئيس الفرنسي في الأزمات الإقليمية، لا سيما في سوريا، وإشارة إلى خيبة الأمل من واشنطن، تجاه موقفها من الاتفاق المحتمل نهاية يونيو المقبل بشأن الملفّ النووي الإيراني
المستشار الخاصّ لمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية فرنسوا هايسبورغ، أكد أن الاستقبال الخاص لأولاند في السعودي يوضح إلى أي مدى ينظر الخليج إلى فرنسا ومواقفها تجاه قضايا الشرق الأوسط خاصة بعد والتحوّل الأمريكي في صيف 2013 عندما تراجع باراك أوباما عن توجيه ضربات عسكرية ضد تظام الأسد.
وأوضحت لوموند أن دول مجلس التعاون تخشى اليوم من تكرار الموقف الأمريكي نفسه نحو إيران والتوصل إلى اتفاق بأي ثمن قبل 30 يونيو؛ فيما تعرب فرنسا عن مخاوفها من رفع العقوبات الدولية ضدّ إيران والذي سيكون له أثر حاسم في موازين القوى في المنطقة، بحسب مقربين من أولاند.
ودول الخليج تتفق مع هذا الرأي على نطاق واسع؛ حيث تؤكد أن إيران ستمتلك المزيد من الموارد، ويمكنها بذلك أن ترفع حجم مساعداتها العسكرية للنظام السوري أو للميليشيات الشيعية في العراق ولبنان واليمن، وويدق هذا الاحتمال ناقوس الخطر في الرياض التي تخوض منذ أكثر من شهر عملية ضد الحوثيين في اليمن لمنعهم من السيطرة على مختلف أنحاء البلاد.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment