بالرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بداعش هو تنظيم سني متشدد إلا أن لم يخدم السنة في العالم العربي حتى الآن بل كان بمثابة الخنجز الذي يطعنهم في ظهورهم ففي سوريا تعتبر المعارضة السنية أهم أعداء داعش وفي العراق شرد داعش آلاف من السنة في الرمادي وعدد من المناطق الأخرى ومؤخرا تنبى التنظيم عدد من العمليات الإرهابية داخل السعودية وهي أكبر دولة سنية في المنطقة.
ويصعب فهم وجود مثل هذا التفاهم السري المزعوم بين بعض قيادات داعش وقيادات النظامين السوري والعراقي. فداعش يسعى لمحاربة الشيعة ناهيك عن العلويين؟ ولكن كلا النظاميين السوري والعراقي حاولا الاستفادة من وجود داعش لخدمة مصالحهما السياسية.
فالنظام السوري المسنودي من إيران لم يحارب داعش وتركه يشتبك مع الجيش السوري الحر لكي ينهكه ويشغله عن القتال ضده. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فلقد استغل النظام السوري وجود داعش في سوريا لكي يؤكد ادعاءه للعالم عن وجود ارهابيين قادمين من خارج الحدود السورية لزعزعة الامن السوري
وربما ساعدت ممارسات داعش المتطرفة في إقناع حكومات أمريكا وأوروبا بالسماح لبشار الأسد في البقاء بالحكم وضرب ثوار سوريا السنيين ليس حبا بنظامه ولا كرها بثوار سوريا ولكن خوفا من استغلال داعش للفوضى التي سيحدثها انهياره.
فحرب داعش في سوريا تركزت على مقاتلة الجيش الحر وليس على قتال النظام السوري. وكانت مواجهات القتال لصالح داعش التي فرضت نفوذها على شمال شرق سوريا وغيرها من المناطق .
وأدت ظروف حروب الثورة السورية الى زيادة قوة داعش العسكرية. وتوسعت مناطق نفوذ داعش الى الأطراف الشرقية لمدينة حلب التي تحاصرها في الوقت الحاضر قوات النظام من جنوبها وغربها وأما حلب نفسها فما زالت تحت سيطرة ثوار سوريا. وإذا تمكنت قوات بشار الاسد من اقتحام حلب فقد تتجه شرقا وتدخل في صدام مسلح بري مباشر مع قوات داعش او تنسحب داعش من أمامها.
وأما في العراق فان حرب داعش منذ يومه الاول كانت ضد قوات المالكي مع وجود مواجهات ومصادمات مع قوات العشائر والقوات الكردية (البشمركة) .
علاقة إيران
بتاريخ 24 إبريل 2014 أشارت صحيفة التايمز في لندن لتورط اللواء علي مملوك، مسؤول أمني كبير سوري والعقيد حيدر حيدر في التنسيق مع داعش لتسهيل انضمام 2500 مقاتل عراقي إلى داعش في منطقة حلب.
ثم تناقلت وكالات الأنباء بتاريخ 14 سبتمر 2014 خبرا مفاده "أن ايران انضمت إلى جهود العرقلة التي تقودها كل من موسكو ونظام الأسد، لمنع تشكيل تحالف دولي يكلف بمواجهة التطرف والإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا.
ويأتي الموقف الإيراني،بحسب ما نقلته وسائل الإعلام قبيل مؤتمر دولي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس، ويبحث تقاسم أدوار الدول المشاركة في الحرب المعلنة على التنظيم".
وفي 24 ابريل الماضي كشفت صحيفة التايمز اللندنية أن نظام الأسد اخترق داعش بأوراق ثبوتية مزورة لمتطوعين شيعة.
وأضافت أن القوات النظامية لا تستهدف المناطق التي يسيطر عليها التنظيم الذي كان مرتبطا بتنظيم القاعدة.
وتابعت الصحيفة أنه بتمكينه لداعش القيام بارتكاب هجمات ارهابية استطاع الأسد الادعاء بأن الثورة التي امتدت لثلاث سنوات ضد نظامه ليست إلا خطة جماعات ارهابية بدلا من ثوار معتدلين. الأمر الذي وضع بريطانيا وحلفاءها في وضع صعب مع تنامي الخوف من وقوع السلاح بأيدي الإسلاميين المتطرفين.
كشفت وثائق مخابراتية غربية اوائل عام 2014 أن شركات وأشخاصًا إيرانيين أو مقيمين في إيران يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم من السلطات الإيرانية، ليكونوا في خدمة النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية، وخصوصًا المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الاسلامية من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى.
وتقول مصادر ايرانية ان الهدف من دعم داعش هو مساعدة النظام السوري بالظهور للعالم أنه يحارب الارهاب. ويقول باحث في الشؤون الايرانية فتحي السيد من مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية في مقابلة مع موقع الشرفة الاخباري ان العلاقة بين النظام السوري وداعش واضحة للعيان. حيث يسمح نظام طهران لكوادر القاعدة المقاتلة في التحرك بسهولة مع توفير المال اللازم لجبهة النصرة وداعش.
المخابرات الإيرانية
ومن جانبه قال المحلل السياسي الأردني والكاتب نهاد إسماعيل أن داعش هي اول جماعة من تصميم وهندسة المخابرات الايرانية بقيادة ابو بكر البغدادي.
وأضاف في مقال له على أحد الصحف العربية علينا أن لا نصدق أكاذيب حسن نصر الله ان حزب الله يحارب التكفيريين لأن هذه الجماعات التكفيرية الإرهابية سميها ما شئت هي في الحقيقة حليفة للنظام السوري ويتم إدارتها وتحريكها من قبل المخابرات الإيرانية.
وأضاف أن داعش لم تخض اي معارك ضد النظام او حزب الله ولم يقم النظام بمهاجمة داعش التي تقاتل الجيش السوري الحر ولا تقاتل النظام. ولوحظ أيضا أن داعش دمرت مقامات صوفية في الرقة ولم تلمس المقامات والأماكن الشيعية المقدسة. كما لم تتعرض داعش لأي مواقع استراتيجية للجيش السوري في الرقة وهي المطار ومركز قيادة اللواء 17 وكتيبة 93.
وتابع: "في حلب أدخلت داعش مناطق تحت سيطرتها جنوب حلب وسلمتها للجيش النظامي واحتلت أجزاء في المناطق الشرقية والشمالية والغربية للمدينة. ولم تلمس بأذى قريتين تحت سيطرة النظام وهما نبل والزهرة رغم أهميتهما الاستراتيجية".
ظروف سوريا والعراق
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي السعودي عثمان الرواف فإن حرب داعش في سوريا تركزت على مقاتلة الجيش الحر وليس على قتال النظام السوري. وكانت مواجهات القتال لصالح داعش التي فرضت نفوذها على شمال شرق سوريا وغيرها من المناطق.
وأضاف في تحليل نشره بموقع إيلاف أن ظروف حروب الثورة السورية أدت الى زيادة قوة داعش العسكرية وتوسعت مناطق نفوذ داعش إلى الأطراف الشرقية لمدينة حلب التي تحاصرها في الوقت الحاضر قوات النظام من جنوبها وغربها وأما حلب نفسها فما زالت تحت سيطرة ثوار سوريا.
وأضاف أما في العراق فان حرب داعش منذ يومه الأول كانت ضد قوات المالكي مع وجود مواجهات ومصادمات محدودة مع قوات العشائر والقوات الكردية (البشمركة) .
وتابع: "على الرغم من أن ايران ونظامي بشار والمالكي وحزب الله اللبناني وبعض الفصائل الشيعية الأخرى كما ذكرت سابقا هم الذين بدؤوا في إشغال فتيل الصدام الطائفي المذهبي بين الشيعة والسنة في المنطقة إلا انه من الواضح إلا أن تنظيم داعش يتغذى ويزداد قوة من مسألة زيادة حدة هذه الفتنة.
وأضاف : "فكلما توسع حجم الهوة بين السنة والشيعة كلما قوي داعش والعكس صحيح ايضا. وقد يكون هذا هو السبب الذي يجعل بعض قادة تنظيم داعش يستفزون ايران ويهددون بتدمير الأضرحة التي يعتبرها الشيعة مقدسة عندهم.
وأوضح أنه يصعب توقع صدور تصريحات معتدلة من داعش تجاه الشيعة . فمن مصلحة داعش تدعيما لقوتها واستقطابا للسنة المتحمسين الى صفوفها أن تصعد من خطابها المذهبي ضد الشيعة وخطابها التحذيري الندي لإيران".
داعش يقسوا على سنة العراق
سلطت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية اليوم الثلاثاء الضوء على أزمة اللاجئين العراقيين، مشيرة إلى نزوح ما يزيد على مائة ألف شخص أغلبهم من السنة بسبب القتال الدامي بين القوات العراقية وتنظيم (داعش) الإرهابي، وتحقيق الأخير مكاسب بانتزاع مساحات شاسعة من الأراضي من أيدي الجيش العراقي في محافظة الأنبار.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - أنه كان من المفترض أن يكون هذا الشهر هو الشهر الذهبي للاجئين عندما بدأت الحكومة العراقية في إحراز تقدم كاسح في محافظة الأنبار، واستعادة بعض الأراضي التي احتلتها داعش العام الماضي وامتدت من الحدود السورية إلى الضواحي الغربية لبغداد، ولكنه بدلا من ذلك، اضطر الآلاف من العراقيين للفرار من الأنبار منذ بداية أبريل الجاري عقب تدمير منازلهم في هجمات وحشية لداعش، ما يعد دليلا على أن الجماعة المسلحة لا تزال قادرة على شن الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن ما يزيد عن مائة ألف لاجئ داخلي جديد، معظمهم من السنة، احتشدوا بسبب القتال حول العاصمة الإقليمية، الرمادي، خلال الأسابيع الماضية في الوقت التي تحاول فيه داعش استكمال سيطرتها على المدينة الرئيسية.
وأضافت أن “الدواعش” بدأوا الآن شن هجمات جديدة في أماكن أخرى في الأنبار، حيث يحذر مسئولو المساعدات من إمكانية نزوح وتشريد الكثير من العراقيين بسبب هجوم متوقع لداعش في الأسابيع المقبلة.
داعش في أكبر دولة سنية
للأسبوع الثاني على التوالي باتت المساجد السعودية هدفاً لانتحاريي تنظيم داعش، الذي بات يعلن عن عملياته الانتحارية التي تستهدف مساجد المنطقة الشرقية في السعودية، تحت عنوان فرع التنظيم في ولاية نجد، في ما يشكل خرقا أمنيا لأمن المملكة في لحظة داخلية وإقليمية حرجة.
التطور الخطير الذي تمثل، أمس، باستهداف مسجد الإمام الحسين في منطقة العنود في مدينة الدمام، التي تعدّ عاصمة المنطقة الشرقية، بمفجر انتحاري تنكر بزيّ امرأة، بات ينبئ بتكرار مشاهد العنف الطائفي التي أطلقها تنظيم "القاعدة" باستهداف المساجد أسبوعيا في أعوام العنف الطائفي في العراق.
ولم ينجح انتحاري الدمام الذي تبناه تنظيم داعش في بيان له، أمس، بالوصول إلى بوابة المسجد، حيث اشتبه به عدد من المصلين واندفعوا نحوه ما دفعه إلى تفجير نفسه بين السيارات ليوقع ثلاثة قتلى وثلاثة جرحى أصيبوا بجروح خطيرة، ليتم بذلك تفادي كارثة محتمة في حال تمكنه من الدخول الى باحة المسجد.
وعقب وقوع التفجير، قالت وزارة الداخلية السعودية عبر حسابها في موقع تويتر إن الانفجار نتج عن قيام شخص متنكر بزي نسائي بتفجير نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد أثناء توجه رجال الأمن للتثبت منه»، كما حددت السلطات السعودية عدد ضحايا التفجير بالأربعة، محتسبة بذلك المفجر الانتحاري نفسه.
وقال نشطاء إن شبانا يجرون عمليات تفتيش في المسجد اشتبهوا في شخص يحاول دخول المسجد ويرتدي زيا نسائيا، وأضافوا أن الانتحاري تحرك بعيدا وفجر نفسه بين السيارات، لافتين إلى أن أحد الضحايا من المصلين ويدعى عبد الجليل طاهر الأربش عاد مؤخرا من الدراسة في الولايات المتحدة هو من اشتبه بالانتحاري.
والتفجير هو الثاني خلال أسبوع في المنطقة الشرقية، إذ فجر انتحاري نفسه الجمعة الماضية في أكبر مساجد بلدة القديح في القطيف أثناء صلاة الجمعة ما أسفر عن سقوط نحو 20 قتيلا وجرح أكثر من 100 جريح.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment