"مصر تكافح لإحتواء أنفلونزا الطيور".. بهذا العنوان سعى موقع المونيتور الأمريكي لتسليط الضوء على التحديات التي تعرقل جهود مصر للقضاء على الفيروس الذي فشلت محاولات الحكومات المتعاقبة للسيطرة عليه منذ ظهوره قبل 9 سنوات.
التقرير الذي أعده أليكسندر ليدينج-كوكس الصحفي الاقتصادي المعني بالشأن الشرق أوسطي، أظهر أن الفشل المتكرر للسلطات في أحتواء الفيروس جعل القاهرة تحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي ظهر بها الفيروس مثل الصين وإندونيسيا، خاصة مع تسجيل حالة إصابة كل يوم على مدار 100 يوم.
وإلى نص التقرير:
إن العدد المرتفع لحالات الإصابة بأنفلونزا الطيور في مصر لا تنذر بخير، حيث تبدو الحكومة مكتوفة الأيدي أمام تلك الأزمة الخطيرة، فمصر تشهد زيادة في أعداد المصابين بعدوى إنفلونزا الطيور ( المعروف علميا بـ إتش5 إن1)، بالرغم من كونها في منتصف محاولتها الثالثة في تسع سنوات للسيطرة على الوباء.
ووفقا لخبراء ووثائق اطلع عليها المونيتور، فإن الجهود السابقة التي بذلتها الحكومات المصرية المتعاقبة قد تم تقويضها بسبب غياب الإرادة السياسية فضلا عن التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة إذا ما أرادت أحتواء الفيروس تلك المرة.
فاستراتيجية الصحة الحيوانية واستدامة العيش في العام 2010 ، أول محاولة حكومية لإحتواء الفيروس في العام 2006 عبر الإعدام الجماعي وتعويض المزارعين، قد عانت من سوء الإدارة وغياب الشفافية وتضارب المصالح بين "المؤسسات الرئيسية" جنبا إلى جنب مع فقدان المعايير الصحية الفاعلة من جانب الفرق المعنية بمكافحة الوباء.
ويقول خبراء الصناعة إن الكثير من التوصيات التي جاءت في تقرير 2010 والتي وافقت عليها الحكومة لم يتم تنفيذها، وتنتظر الحكومة الأن تقريرا نهائيا حول المشكلة من المنظمات الدولية الذين اجتمع ممثلوها بمصر في مارس الماضي: منظمة الأغذية والزراعة "فاو" ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسيف وكذا خبراء من وحدة الأبحاث الطبية الثالثة التابعة للبحرية الأمريكية.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن مصر سجلت، بدء من الـ 31 مارس الماضي 119 حالة إصابة مؤكدة بفيروس " إتش 5 إن 1، من بينها 30 حالة وفاة، في حين تأتي الصين في المرتبة الثانية بنحو أربع حالات فقط وحالة وفاة واحدة، علما بأن بكين كانت تتساوى مع القاهرة في إجمالي عدد الحالات في بداية العام الجاري منذ 2003، لكنها أضافت حالتين جديدتين فقط ليصبح العدد الإجمالي للإصابات بها 199، مقابل 329 حالة مسجلة في مصر.
وقال هندريك جان بيكيدام ممثل منظمة الصحة العالمية لدى مصر إن أرقام هذا العام تضع مصر في مقدمة كل الدول الاخرى التي سجلت حالات إصابة بفيروس " إتش 5 إن 1 " مثل الصين وإندونيسيا وفيتنام وكمبوديا.
وأضاف بيكيدام في تصريحات لـ المونيتور أنه "لا يوجد على الإطلاق دولة تسجل ما يزيد عن 100 حالة إصابة في 100 يوم فقط، ولذا فإنه ثمة شيء ما يحدث في مصر".
ولعل السبب الأبرز في انتشار رقعة الإصابة بهذا الوباء الخطير في مصر هو أن الكثير من المصريين يسكنون مع الدجاج في منازلهم وشققهم، حيث قدرت " فاو" أن 66 من إجمالي 76 حالة إصابة بـ " إتش 5 إن1” تم اكتشافها من الـ 18 من يناير وحتى الـ 7 من فبراير الماضي كانت متركزة في المنازل.
وثمة سبب أخر يتمثل، بحسب الأخصائيين الصحيين، في أسواق الطيور في مصر التي يتمثل ما بين 60-70% من الاستهلاك المحلي، وفقا لـ طارق توفيق المدير الإداري لشركة القاهرة للدواجن ونائب رئيس إتحاد الصناعات المصرية.
وأكد توفيق على أن الحكومة المصرية لم تلتزم في الماضي بتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تقلل من مخاطر إنتشار فيروس إنفلونزا الطيور في مصر.
وأوضح أنه كان قد صدر قرار وزاري في 2006 يقضي بحظر نقل الدجاج الحي بين المحافظات للحيلولة دون اتساع دائرة الفيروس، لكن مصر لم تستطع ضمان تنفيذ بند القرار على الأرض.
وعلاوة على ذلك، كان ثمة أيضا مشكلات تتعلق بشكل خطة تعويض المزارعين الذين يقومون بالإبلاغ عن حالات إصابة بإنفلونزا الطيور، موضحا أن أي مزرعة كانت ترشد عن إصابة بالفيروس، يتم وضعها تحت الحجر الصحي لمدة ستة شهور، ما دفع الكثير من أصاحبها إلى عدم الإبلاغ بسبب ضألة قيمة التعويض وعدم تغطيتها للخسائر الت تتكبدها المزرعة جراء وضعها قيد الحجر الصحي.
ومن بين المشكلات التي قوضت جهود أحتواء وباء إنفلونزا الطيور في مصر هو الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد منذ ثورة الـ 25 من يناير 2001 والتي دفعت مئات، إن لم يكن ألاف، الأسر إلى العمل بمزارع الطيور بعد فقدان العائل الرئيس لتلك الأسر وظيفته في قطاعات أخرى مثل السياحة.
ومن ثم، فإن أعدادا متنامية من منتجي الدجاج غير المسجلين لا يستحقون التعويضات إذا ما أبلغوا عن إصابة بالفيروس.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment