الرئيس مستاء و منزعج من تزايد الاضطرابات العمالية و المطالب الفئوية ، الرئيس يرى أن الاضطرابات مؤامرة و تعطل الانتاج و الصناعة، بالرغم من أن الدول الصناعية الكبرى هى اكثر الدول التى إضرابات و مطالبة بالحقوق عموما.
الرئيس مستاء و منزعج من تزايد الاضطرابات و لذلك من الطبيعي أن تجد رئيس اتحاد العمال يسلم الرئيس وثيقة تؤكد ان العمال لن يقوموا بأي إضرابات في الفترة القادمة، فأحلام الرئيس أوامر بالنسبه لرئيس اتحاد العمال الذي في مصر تجده يمثل وجهة نظر الحكومة و أصحاب رأس المال و ليس وجهه نظر و مطالب العمال ، فلا فارق بين اتحاد عمال مدجن في عهد مبارك أو اتحاد عمال صوري في عهد السيسي .
الرئيس مستاء و منزعج من الاضطرابات العمالية ، لذلك ليس من الغريب و لا عجيب أن تحكم المحكمة الإدارية العليا بأن الإحالة للمعاش هى عقوبة الاضراب ، و استندت المحكمة إلى شرط وضعه « الرئيس المؤمن » محمد انور السادات قبل أن يغتاله الاسلاميون الذين أطلقهم و دعمهم في عهده و هو الموافقة على العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و لكن بما لا يخالف الشريعة الاسلاميه.
ولكن كيف كان سيستغل الرئيس المؤمن الراحل هذا الشرط ؟ هل كان ينوي أن يستغله كما استغل جحا مسماره الشهير ؟ الله أعلم ... فقد قتل الاسلاميون المؤمنون الرئيس المؤمن بعد أن وضع هذا الشرط الذي يدل على الايمان الشديد و لم تتح له الفرصة لاستغلال التفسيرات المطاطية للشريعة.
و ها هو الرئيس الضرورة قاهر الاسلام السياسى و الليبرالية و الاشتراكية ايضا و هازم الأحزاب وحده استطاع استغلال شرط الشريعة الاستغلال الامثل.
لا اعتقد أن مرسى كان ليجرؤ أن يفعلها ، اتذكر أننا أقمنا الدنيا و لم نقعدها عندما حاول الاخوان و السلفيون وضع شرط عدم مخالفة الشريعه في كل مواد الدستور و خصوصا المادة التي تتحدث عن احترام المعاهدات الدولية ، أتذكر أني شخصيا انسحبت من الجمعية التأسيسية للدستور في 2012 بعد نقاش مع الاخوان حول ضرورة احترام المعاهدات الدوليه لحقوق الانسان، كان هذا النقاش بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، فقد اعتبر بعض الاعضاء الاخوان أن المعاهدات الدوليه هي مجرد مؤامرات دولية ضد القيم الاسلامية ، و اعتبر البعض الأخر أن منظمات حقوق الانسان المصريه هم مجرد خونة و عملاء الغرب الكافر الذى يريد نشر العلمانية و الكفر. ومن مفارقات القدر أن منظمات حقوق الإنسان التي كان يسبها الاخوان هي نفس المنظمات و الجمعيات الحاليه التي تدين أي ظلم أو انتهاكات يتعرض لها الاخوان أو أي شخص ، فهذه المنظمات تدافع عن مبدأ ، وكل إنسان يعمل بأصله .
_لا فارق كبير بين تيار الاسلام السياسى الذي كان يريد استغلال شرط الشريعة و تفسيره للشريعة من أجل السلطة و الحكم والتحكم ، و بين السيسي ونظامه الذي يدعي الحفاظ على الدولة المدنية و في نفس الوقت يستغل الدين و الشريعة عند الحاجة ، فالصراع على السلطة ليس إلا ، وليس على الشريعه أو الدين أو التدين. فقد أستغل ما يسمى التيار المدني الدين في السياسة عشرات المرات من قبل كان ابرزها عندما حرموا مقاطعة استفتاء 2014 أو التصويت ب( لا) على الدستور .
_ لا فارق كبير بين الاصولية/ الفاشية الدينيه التي تستغل المشاعر الدينية في السياسة و تستغل التفسيرات المتشددة من اجل الوصل للسلطة و البقاء فيها و بين الاصولية الفاشية العسكرية و الدولجيه التي تستغل المشاعر الوطنية من أجل المزيد من القمع و الفساد و الاستبداد و النهب .
فالنظام الحالى ذو المكون العسكري يستغل الدين احيانا و المشاعر الوطنية احيانا اخرى من أجل تثبيت حكمه و لا مانع من المزايدة على الاخوان عملا بمبدأ «اللي تغلب به العب به » .
_ الرئيس المخلص الضرورة لا يريد إضرابات عمالية أو احتجاجات فئوية .
و لا حتى أي احتجاجات ، إذا فلتبدا كتيبة الاعلاميين في الحديث عن الاضطرابات العمالية التي تحركها المؤامرات الخارجيه ، و لتبدأ نغمة الاستقرار و العجلة ، ثم يبدأ القضاء في اصدار احكام قاسية و فصل و سجن ونقل و تشريد ، و اخيرا حكم الادارية العليا بالاحالة للمعاش لأن الاضطرابات تخالف الشريعة الاسلاميه.
و لتذهب المادة 15 من الدستور إلي الجحيم ، وليذهب الدستور كله الي الجحيم ، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، معركة السيسي من أجل تثبيت حكمه و تثبيت مصالح تحالف العسكر و رأسمالية المحاسيب
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment