"أستغل الفكاهة في حث الناس على التفكير وليس مجرد الإضحاك" .. كانت تلك بعض الكلمات التي جاءت خلال حوار أجرته هيئة الإذاعة البريطانية مع مقدم البرامج الساخر باسم يوسف.
وإلى نص الحوار:
يبدأ باسم يوسف حديثه عن الثورات قائلا: "الناس يعتقدون أن الثورات سهلة لكن لا توجد ثورة تحدث في 18 يوما، إنها عملية طويلة للغاية لا تحدث في أيام قليلة".
وينظر باسم يوسف للأثار المترتبة على ثورة 25 يناير في مصر، حيث بدأت رحلته منذ أربع سنوات كطبيب في التظاهرات ضد حكم حسني مبارك، قبل أن يبدأ عمل الفيديوهات الساخرة في منزله ويقوم بنشرها لاحقا على موقع يوتيوب.
وبعد نشر 9 حلقات حصل يوسف على عقد للعمل في إحدى القنوات التليفزيونية ومُنِح لقب "جون ستيوارت مصر"، لكن العام الماضي اتخذت السلطات المصرية قرارا بوقف برنامجه حيث طالت عروضه الساخرة، التي تتمتع بشعبية كبيرة، حُكام البلاد.
الرئيس المصري السابق والمسجون حاليا محمد مرسي كان هدفا متكررا للسخرية في برنامج باسم يوسف وكذلك الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، لكن ذلك كلفه كثيرا: الاعتقال والترهيب والذي آل في نهاية المطاف به لوقف بث برنامجه ومغادرة البلاد في يونيو الماضي بسبب مخاوف تتعلق بسلامته.
وكانت إحدى الشائعات التي تناولتها الصحافة ووسائل الإعلام هي أن صديقه جون ستيوارت حاول تجنيده كجاسوس ويعلق باسم قائلا "ضحكت كثيرا لسماع ذلك إنه أمر مضحك للغاية والأكثر إثارة للضحك هو أن البعض يصدق فعليا ذلك" .. هذا أمر مضحك لكنه مخيف أيضا وغير مطمئِن ويوضح ما يمكن لوسائل الإعلام فعله في عقول الناس".
علاقته بجون ستيوارت
يقول باسم عن علاقته بجون ستيوارت إنهما التقيا عدة مرات على مدار السنوات الماضية وكان "حبا من أول نظرة"، وتبادلا الظهور في برنامجيهما في مصر والولايات المتحدة، حيث ظهر باسم منذ أيام قليلة في برنامج "ذا ديلي شو" مع ستيوارت كمراسل في شؤون الشرق الأوسط، وظهر أيضا ستيوارت مرة في برنامج "البرنامج" قبل أن يتم إيقافه.
وفي سؤال لباسم وجهه له مراسل (بي بي سي) "من أشهر اﻵن في مصر، أنت أم ستيوارت؟ ويرد باسم ساخرا "دعني أقول أن جون ستيوارت أكثر شهرة اﻵن عما كان عليه منذ أربعة أعوام، الأمر هو اتفاق بيبني وبين جون ستيوارت لذا فهو يجعلني مشهورا في العالم الغربي وأنا أجعله مشهورا في مصر".
وفي الوقت الحالي يسافر يوسف حول العالم ويتلقى الجوائز ويحاضر في جامعة هارفارد ويعمل أيضا في البحث عن مواهب على شبكة الإنترنت لأحدث مشاريعه "تيوب ستار نتورك" وهي شبكة لاكتشاف المواهب وتنميتها ومقرها في مدينة دبي الإماراتية.
وأنهى باسم يوسف عرض برنامجه في عام 2014 قائلا "تعبت من الحرب والقلق بشأن سلامتي وسلامة عائلتي".. ويسأل مراسل بي بي سي باسم "لكن هل تغير شيء منذ ذلك الوقت؟"
ويرد باسم قائلا "أتمنى أن يعود البرنامج يوما ما، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث اﻵن، ولا أعتقد أيضا أن الظروف مناسبة لأن يعود البرنامج للظهور، إن ذلك أمر خارج عن إرادتي".
باسم كان أكثر حرصا في رده حينما سُئِل عما إذا كان ظهور برنامج ساخر في مصر آمنا حيث يقول "لنأمل أن يكون آمنا".
كوكب غير عادل
يتحدث باسم كثيرا عن ثورة مصر التي لا يبدو أنها حققت وعدها بالديمقراطية للجميع حيث يقول: "لا أعتقد أن ذلك الكوكب عادلا فالتاريخ يرسم صورة رائعة عندما يكتبه المنتصر، لكنه كوكب ينتمي للقوي والأكثر قدرة وعادة هولاء هم الطغاة، لذا لا أرى أن العدالة تتحقق للمظلومين والضعفاء".
ويضيف "لا أعتقد أن ذلك حدث منذ سنوات قليلة، لكنك تفكر في ذلك عندما يحدث في أجواء تجعلك تنظر للأمور بشكل مختلف، لذا أعتقد أن العالم غير عادل على الإطلاق للعيش فيه، حيث مررنا بأربعة أعوام غاية في الصعوبة كانت مثل قطار الموت (قطار موت من المشاعر والأحاسيس والتغيرات السياسية) وأثر على الجميع، ولا يمكنك تبسيط الأمر فعليا في أن تكون متفائلا أو متشائما".
ويرد باسم على نظرة الغرب إليه بأنه واجهة لمصر الليبرالية الجديدة حيث يقول: "هذه مجاملة لطيفة، وجه مصر الليبرالية، هل لدينا مصر ليبرالية؟ إذا كان الأمر كذلك سأكون سعيدا بأنني واجهتها".
دفع الناس للتفكير
يقول باسم إنه يقوم حاليا بإعطاء محاضرات في هارفارد تحمل رؤية جديدة لبرنامجه حيث يروي قصة الثورة من خلال أعين الساخر، فضلا عن مشاركته في كتابة فيلم (كوميديا العرب) الذي يقول إنه يدور في إطار إرهابي كوميدي.
ويبدو أن باسم يوسف سيظل مرتبطا للأبد بالثورة المصرية، التي صنعت اسمه، والتي تبدو أيضا أنها في نهاية المطاف قد خذلته، لكن بعد ثورة غيرت بلاده وحياته، لا يزال باسم يسعى لإيجاد طريقة لعودته في عالم جديد.
ويقول باسم "إنني في حيرة من أمري لأنهم يصفونني بالممثل الهزلي، لأنه عندما أقول إنني ممثل هزلي، يتوقع الناس أنني سأطلق النكات، لكنني أستغل الضحك والفكاهة لحث الناس على التفكير".
ويضيف "لا أعرف ماذا تسمون ذلك، فكاهي؟ ساخر؟ كوميدي متشائم؟ لا أعرف، لكن الساخرون قد يكونوا عابسين للغاية، والساخر العابس، مثل شخصية فارس الظلام، يمكن أن يكون اسما جيدا لبطل خارق".
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment