هل تمسك جواز سفرك المصرى بيديك بفخر واعتزاز فى كل المطارات التى تذهب اليها أم تحاول اخفاءه قدر الإمكان ؟ هل تجيب باعتزاز حين يسألك احدهم من أى البلاد أنت ؟ هل تخشى من ان تقول لأحدهم انك مصرى حتى لا يسألك عن الجمل والاهرامات فقط ؟ هل تشعر بالغيرة من الذين يحملون جوازات سفر أجنبية أو خليجية وتتمنى لو تحظى بنفس التيسيرات التى تتاح لهم لمجرد جنسيتهم التى يحملونها ؟ هل تم توقيفك فى مطار دولة اخرى وتعرضت لتفتيش اضافى ومضايقات لمجرد أنك مصرى ؟

هل سافرت لبلد ما وتعرضت لمشاكل تحتاج لتدخل سفارة وطنك ولكنك لم تجد العون وشعرت بمزيد من الغربة ؟ هل عجزت عن ركوب أوتوبيسات النقل العام بسبب الزحام وغلاء التذكرة فاشتريت موتوسيكل ( مكنة صينى ) وصرت تتنقل بها وزوجتك خلفك تمسك فيك بقوة حتى لا تقع وهى تحمل طفليكما ؟ هل وقفت فى طابور أنابيب البوتاجاز عدة ساعات فى يقظ الصيف وحين وصلت للنهاية اخبروك ان لا توجد أنابيب ؟ هل تعرضت يوما للظلم وتم اغتصاب حقك لأنك لا تملك واسطة او لان من ظلمك من أبناء الكبار وذوى النفوذ ؟ هل كنت يوما من المتفوقين وفشلت فى الحصول على وظيفة رفيعة تستحقها لان اهلك من بسطاء الناس وملح الارض ؟ هل حلمت بان تمتلك شقة صغيرة بسعر معقول وفشلت فى ذلك لغلاء الأسعار بينما علمت ان أحد الباشوات اشترى متر الارض بنصف جنيه وباعه بثمانية آلاف جنيه ؟ هل قام احدهم بتوقيفك فى كمين وقام بالتحفيل عليك بسبب أمراض نفسية يعانى منها ؟ هل تم اعتقالك يوما ظلما ؟ هل تم تلفيق تهم لك ومحاكمتك عليها وادانتك رغم انها ملفقة ؟ هل فقدت الأمل فى المستقبل فى وطنك الذى تعيش فيه ؟ هل قمت بالتقديم فى طلبات الهجرة لكل الدول المتاحة ؟ هل كنت يوما من المبتكرين والمخترعين فوجدت من يتبناك ونفذت مشروعك ؟

هذه عدة أسئلة لمن يثرثرون عن الوطنية والانتماء فما هى اجاباتهم ؟ لا اطلب منك عزيزى القارىء ان تسقط هذا المقال على قضية محمد سلطان وغيره ، فبيننا من يجلسون على الأريكة ويستمتعون بتوزيع صكوك الوطنية وممارسة الاستربتيز الوطنى ، ومن هؤلاء من اذا تلقى صفعة على قفاه من مخبر سيسرع بطلب لجوء لدى سفارة اسرائيل نفسها بينما هو يزايد على شخص معتقل لمدة عامين بلا تهمة واضحة ويطلب منه الثبات ! لا يعنينى ما فعله سلطان ولا ما قاله فهو يخصه وسيحمل تبعاته لكن يعنينى انت أيها القارىء العزيز الذى صار مطلوبا منك ان تسب محمد سلطان حتى تكون وطنيا عنتيلا وان تنسى فى نفس الوقت ان النظام الذى تؤيده هو الذى صك قانون إسقاط جنسيتك المصرية حتى تحصل على الحرية طالما كنت تحمل جنسية اخرى ، لماذا تنسى ان الشعار المرفوع الان منذ قضية صحفيى الجزيرة هو ( تنازل عن جنسيتك واحصل على حريتك)

عزيزى الوطنى المحروق اوى هناك فتاة بريئة اسمها يارا سلام واخرى اسمها سناء سيف وماهينور المصرى وغيرهن كثيرات وهناك شاعر رقيق اسمه عمر حاذق وطفل معتقل منذ عام ونصف اسمه محمود محمد ومعهم كثيرون معتقلون بلا جرم ارتكبوه او ضحية لقانون مشوه وغير دستورى ،، لماذا لا نسمع صوتك فى نصرة هولاء ؟ هولاء لا يحملون جنسية اخرى تخرجهم من غياهب السجون فلماذا لا تحيى صمودهم وتدين جلادهم وتطلب الحرية لهم ؟ اعرف أن حزقك الوطنى المستمر هو حزق أحول ذو اتجاه واحد لا يرى الا ما ترتضيه السلطة ، أعلم أنك تتلقى دروس (الوطنية الحزقية) من عدة مخبرين وصبيان للسلطان من الذين ابتلانا القدر بوجوههم الكالحة وأصواتهم المنفرة كاعلاميين مفروضين على كل الشاشات،لذلك فنحن نعرف نوع الوطنية التى تحركك وتصيبك بتسلخات نفسية تجعلك تستمرئ توزيع صكوك الوطنية على البشر

لا أطلب منك سوى إثبات وطنيتك لنا ، حيث عليك أن تخوض تجربة خفيفة للاعتقال الممتع والرمى فى قاع السجون ولا مانع من بعض الترحيب بك ببعض جرعات الكهرباء فى اعضاءك الحساسة حتى نستفز كل مفردات وطنيتك بالتوازى مع فصلك من عملك وتشريدك وربما مصادرة أموالك وسننتظر منك عقب خروجك خطبة عصماء عن حبك للوطن وانتماءك اليه وإصرارك على البقاء فيه

حينها سنجثوا على أقدامنا ونقر بوطنيتك ونعترف بخيانة الجميع ، أقسم بالله دون شك ولا تردد أنك لن تستطيع خوض التجربة ، لماذا ؟ لاننا بالبلدى ( عارفين اخرك ) ! فبالله عليك توقف عن الحزق والمزايدة لأن الوضع لا يحتمل وتكفينا الخيبة التاريخية التى وصلنا اليها بفضل أمثالك من أعضاء تيار الحزق الوطنى والتعريض اللارادى !

نحن نعيش فى مجتمع يعشق التمثيل ويدمن الوصاية على البشر ولا يخجل الناس فيه من تبنى مواقف متناقضة حسب أهواءهم وميولهم السياسية وربما التطبيلية ، اذا واجهت هؤلاء بالمنطق والحجة قالوا لك ( على قلبنا زى العسل ) وحينها ينتحرالمنطق لأن الغائط لا يتحول أبدا لعسل !

نحن نفخر بوطننا رغم كل مانلقاه فيه لكننا لانطبل ولا نزعم أنه أفضل بلاد الأرض لكننا سنظل نناضل ونعمل من أجل أن يصبح أفضل بلاد الدنيا بالفعل والانجاز وليس الشعارات والتطبيل وخطابات الحنجوريين

لا نريد لأبناءنا أن يتسارعوا للهجرة وترك وطنهم ، لانريدهم يبحثون عن جنسية أخرى لتحميهم من الأذى فى بلادهم ،نريد وطنا للجميع الكل فيه سواء ، نريد دولة القانون الذى يحقق العدالة الحقيقية ولا يتحول لأداة للظلم ، نريد الوطن الذى حين نذكر اسمه يتنبه الجميع احتراما وتقديرا لأنهم يسمعون اسم بلد يضيف للحضارة الانسانية ،، هذا طريق طويل ليس أمامنا سوى أن نمضى فيه وإن عاجلتنا أجالنا فهذه وصيتنا لأبناءنا .. ابنوا الوطن الذى تفخرون به وترفعون رؤوسكم بعزه ومجده وكرامة أبناءه ..


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -