قتلى فض اعتصام رابعة

في مثل هذا اليوم منذ عاميين، اتخذت الحكومة المصرية قرار هو الأبرز بفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بميداني رباعة العدوية بمدينة نصر، نهضة مصر بالجيزة في ظل جدل واسع على كافة المستويات الشعبية والرسمية والدولية ..



الببلاوي.. قرار الفض قاسي ولكن لا بديل آخر

"قرار فض الاعتصام كان قاسيا جدا، لأننا نعلم أن هناك أرواح ستذهق لكن لم يكن أمامنا بديل أخر، فقلبى كان ولازال مطمئن تجاة القرار، ولو عاد بى الزمن لوافقت على الفض لاستعادة هيبة الدولة وسيادة القانون"، هكذا قال الدكتور حازم الببلاوى، رئيس وزراء مصر السابق وقت فض الاعتصام.

وأضاف في تصريحات سابقة لـ " الديلى نيوز إيجيبت"، أحيانا نضطر لتطبيق قرارات صعبة لها أثار سلبية لكن فى مجملها إيجابية، هذا ماحدث فى قرار الفض، الذي تم وفقا للقانون والدستور"، مؤكدًا أن المعتصمين هم أول من أطلقوا النيران على قوات الفض، في حين التزمت الشرطة بأقصى درجات ضبط النفس، وبذلت جهدها لتقليل الخسائر.


البرادعي .. الاستقالة

بينما كانت الاستقالة هي رد الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، على فض الاعتصام بالقوة، قائلًا في نص استقالته :" لقد أصبح من الصعب على أن أستمر فى حمل مسئولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها، ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميرى ومواطنى خاصة مع إيمانى بأنه كان يمكن تجنب إراقتها، وللأسف فإن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفا، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله ".


الطيب .. لم أعلم بالفض

أما شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فتبرأ من علمه مسبقا بفض الاعتصام، إذ أكد في بيان له يوم الفض، إنه علم به من خلال الإعلام وأن الأزهر عند موقفه بأن استخدام العنف لا يمكن أن يكون بديلا للحلول السياسية، داعيًا لعدم إقحام الأزهر في الخلاف السياسي، وتغليب الجميع للمصلحة الوطنية والاستجابة لجهود المصالحة.


النور ..أدان ثم بارك

ورغم أن حزب النور أدان الاعتصام وقال المتحدث باسم الحزب في بيان له حينها، إن فض الاعتصام بالقوة لن يساعد على حل الأزمة، بل يعقدها، إلا أنه عاد بعد بضعة أشهر ليطالب في حوار تلفزيوني له بمكافأة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم على فض اعتصامي رابعة والنهضة، بينما تبرأ أمين الحزب جلال مرة من الاعتصام وممن شارك فيه وساعد على فضه.


صباحي.. الفض صحيح

وقال حمدين صباحي، المرشح الخاسر في سباق الانتخابات الرئاسية، خلال حوار تلفزيوني سابق، إن فض اعتصام ميدان رابعة العدوية كان قرارا صحيحا، محملًا جماعة الإخوان مسؤولية الدماء التي أسيلت أثناء الفض.



دول تؤيد وأخرى تعارض

وكذلك انقسمت الدول حول فض اعتصام رابعة، فمنهم من أدان طريقة الفض وآخرون أيدوا الحكومة المصرية فيما فعلته، وعلى رأس الدولة التي وقفت في صف فض الاعتصام بالقوة، المملكة العربية السعودية، إذ دعا الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المصريين والعرب والمسلمين، إلى التصدي لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر، مشددا أن السعودية شعباً وحكومة تقف مع مصر ضد ما وصفه بالإرهاب والضلال والفتنة.


وكذلك دولة الإمارات أيدت أيضا فض الاعتصام، وأصدرت وزارة خارجيتها بيانًا قالت فيه إنها تتفهم الإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية، وأضافت :" مما يدعو للأسف، أن جماعات التطرف السياسي أصرت على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة اليوم".



قطر وتركيا .. مجزرة

أما قطر فأصدرت بيان دعت فيه السلطة للتوقف عن استخدام القوة مع المعتصمين والامتناع عن الخيار الأمني، وفي نفس الاتجاه وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في بيان له فض الاعتصام بـ " المجزرة،" قائلا :" الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، يجب أن توقف هذه المجزرة فورا".


وأدانت حكومة جنوب إفريقيا استخدام قوات الأمن المصري للعنف أثناء عملية الفض وقال المتحدث باسم وزارة العلاقات والتعاون الدولي كلايسون مونيلا: "إن الفقد المأساوي لحياة المصريين يقضي علي تطلعات المصريين للديمقراطية التي خرجوا بالملايين من أجلها خلال الانتخابات الرئاسية في العام الماضي".



الدول الأوربية .. جريمة ضد الإنسانية

وعلى الصعيد الدولي، اتخذت أمريكا موقفا معادي للحكومة المصرية على إثر قرار فض الاعتصام بالقوة، ودل عليها تصريحات المسؤوليين بالحكومة الأمريكية منها ما قاله جون كيري، وزير الخارجية :" الحكومة الموقتة والجيش عليهما مسؤولية منع المزيد من العنف وطرح خيارات بناءة من بينها تعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية"، معتبرا أن عملية الفض تتعارض مع تطلعات المصريين للسلام والديمقراطية وضربة خطيرة للمصالحة.



وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد إلغائه للمناورات العسكرية المشتركة بين مصر والولايات المتحدة :" التعاون التقليدي مع مصر لا يمكن أن يستمر كما كان وهناك من يقتلون في الشوارع"، وكذلك أدان الاتحاد الأوروبي فض الاعتصام واعتبر أن السلطات المصرية مارست العنف ضد المعتصميين.


وأدانت فرنسا طريقة فض اعتصامي رابعة والنهضة، وطالبت الحكومة المصرية بعدم استخدام العنف غير التناسب للقوة تجاه المعتصمين، وتغليب منطق التهدئة، كما استدعي الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، سفير مصر في باريس إلى قصر الإليزيه، في اليوم التالي للفض، وقال “الأولوية هي العودة للحكم المدني وإبعاد الجيش".


وقال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، إن السلطات المصرية اختارت استخدام القوة للرد على المظاهرات وفض الاعتصام، وفي اعتقادنا أن هذا الرد ليس مناسب للتحديات التي تواجهها البلاد".


ووصفت منظمة هيومان رايتس واتش، فض الاعتصام في تقرير صادر عنها بأن ما حدث في رابعة جريمة ضد الإنسانية استخدمت فيها قوات الأمن المصرية القوة المميتة على نطاق واسع ومباغت لتفريق الاعتصامات، ما أدى إلى أخطر حوادث القتل الجماعي، على حد تعبيرها، وحملت المسؤوليية للرئيس عبد الفتاح السيسي، باعتباره وزيرا للدفاع وقتئذ، ووزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -