سيف عبد الفتاح
سحنة الوطن باتت حمراء، أشلاء تنضح بالدماء، أجواء تملأها ضوضاء من نحيب وبكاء، وابتهال ودعاء. على الأرض، يسقط شهيد في إثر شهيد، وأرواح ترقى نحو السماء. وفي الأفق شفق أحمر على صفحته، ترتسم صورة غروب يهددنا بليلةٍ ليلاء، ويتوعّدنا بالموت الأحمر، يُسنّ له قانون أحمق، ويقضي به قضاء كالوباء. لا يعرف غير البراءة للأشقياء، والإعدام للأبرياء، بل العظماء. لا يرى الوطن إلا من وراء نظارة سوداء، وطناً أسود في أحمر من طينة كربلاء. حكم الوباء على الشرفاء العظماء بارتداء البذلة الحمراء.
أيتها البذلة الحمراء: هذا أوان أيامك العقيمة السقيمة، أيام الانقلاب الذي لا يعرف للإنسان، ولا للحياة الإنسانية، قيمة. هذه سوقك الرائجة التي تُعرض فيها الأوطان، ويباع الإنسان بأبخس ثمن. يدفع بك قاض باع نفسه للشيطان إلى مدع للإفتاء، يتاجر بالدين والإيمان، إلى عسكر جعل من نفسه سلاحاً للظلم والطغيان، إلى حبل ومقصلة وسجان، وكلهم يسبحون بحمد السلطان، وينسون الديان.
هل تعلمين، أيتها القماشة الحمراء، أنك تتحدثين بغير لسان؟ وتشهدين على ما يجري في أرضنا من ظلم وعدوان وإذلال وامتهان؟ وأنك وحدك كافية لإثبات أن منظومة الانقلاب إلى عدم وإعدام، وأن متعهدي استيرادك وفرضك علينا ليس لهم إلا أن يرتدوك يوماً ما؟ سترتدين إليهم، قصاصاً بالعدل والحق. متعهدوك اليوم هم سارقو الوطن ومغتصبو الدولة وخائنو الأمانة، والغادرون على كل لون ومن كل طريق. إنهم عسكر وشرطة وقضاة وسحرة، تآمروا لكي يجعلوا من الوطن سجناً كبيراً، ومن المواطن مشروع إعدام أو قتل في أي مكان، ومنك، أيتها البذلة الحمراء، جائزة لكل حر مناضل يأبى الضيم، ولا ينزل على إرادة الفسدة المجرمين.
وهل تعلمين من هؤلاء الذين يلبسونك اليوم ويظهرون وقد كسوت أبدانهم؟ إنهم أفضل أهل مصر، إنهم العلماء والمفكرون والأدباء والمهندسون والأطباء والمدرسون والطلاب والشباب والصبية والعمال والفلاحون والحقوقيون وقضاة ومحامون وصحفيون وإعلاميون، والنواب والوزراء والمحافظون، والرئيس الشرعي الذي هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر كله، وآخرهم حتى هذه اللحظة. هؤلاء هم المتدثرون بلونك الأحمر القاني، الأحرار الأبرار، المهددون بالموت بغياً وطغياناً؛ ليخلو الوطن لذئاب وكلاب، ويحلو الذل لعبيد وأذناب.
أيها العظماء الذين يهددهم المنقلب المغتصب بالموت: سلام عليكم في كل وقت وحين، سلام وسكينة على قلوبكم من رب العالمين، سلام وتحية لعزائمكم التي لا تلين، وهتافاتكم التي لا تستكين. حكم الظالمون عليكم بالإعدام، ولا يملكون إلا أن ينفذوا إرادة الله وهم صاغرون، مهما تكبروا وتجبروا، يملأهم حقد صارخ ورغبة عمياء في الانتقام ممن أرادوا إنهاء عهد استبدادهم، وإنزالهم من مقام التأله واستعباد الإنسان. اليوم عندهم يوم الانتقام من الثورة، ومن كل الذين هتفوا بسقوطهم، ولو من باب الحماسة والانفعال. يريدون إعدام روح التغيير في الوطن. وجهلوا أنها سنة ماضية قاضية، وأن التغيير حقيقة واقعة، ليس لوقعتها كاذبة.
ردكم القوي على هذا التهديد بكل هذا التحدي، بكل هذا الاستخفاف بالخطر والإقبال عليه، يزلزلنا قبل أن يزلزل المتجبرين، يوقظ فينا طاقاتٍ لا حدود لها، قبل أن يهجم على وحشيتهم بكل عنفوان الإيمان. ولقد انكسرت شوكتهم وشاهدنا ارتعاشات منصاتهم وارتجافات أبواقهم، جراء ردكم الفوري القوي على هذه التوعدات بالموت. جعلتم منها شهادة حياة وإحياء لنا، كما أنزلتم عليهم غيمات الخزي والخذلان ظاهرة فاضحة.
ولكن، أيها العظماء الذين يهددهم المنقلب بالموت، وهو لا يملك نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. لن نقف هكذا مستسلمين لعجز أو قلة حيلة، ولن نترك هذه العصابة العميلة تتلاعب بمصائرنا، ولكم علينا ألا ندع سبيلاً لاستنقاذكم، إلا سلكناه، ولا رادعاً لإيقاف المهزلة إلا استعملناه. ولن نقدم المرثيات أو نكتفي بالمدائح، بل سنسعى من كل باب لوقف المذبحة التي تتسع فوق حدود الوطن. إن نصرتكم واستنقاذكم أوجب واجبات الثورة اليوم، والقصاص لكل مصري آذوه مبدأ لا تهاون فيه، وهم، مثلنا، على يقين أن المسألة مسألة وقت، تنعدل فيه الموازين، وينتهي فيه انقلابها.
لكم علينا عهد ونحن أهل وفاء، ألا نفرط في ثورتنا شبراً واحداً، وألا نتراجع عن طريقها خطوة واحدة، وأننا، ما وسعنا الجهد، لن نكل ولن نمل من مطاردة السفاحين، وملاحقة المجرمين، حتى تنالهم يد القصاص العادل، وتطالهم أقدار الله العادل.
أيها العظماء: لن تضاموا، وأبشروا. سوف نخلع عن جسد الوطن هذه البذلة الحمراء، ونمزقها معاً في ميدان الأحرار والتحرير، سوف يلبسها كل من قتل أو شارك في قتل أو حكم بقتل البريء، أو حرض على القتل. طلب كبيرهم التعجيل بالإعدام، وسوف ينال ما طلب، وينقلب السحر على من انقلب، وخان واغتصب، وافترى وكذب. هذه سنن لا تجامل ولا تحابي ولا تداهن ولا تتبدل ولا تتحول.
سنلتقي قريباً تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان، في الأرض والدنيا أولاً. وسوف نستعيد معاً وطننا وثورتنا ونضالنا وحريتنا وإنسانيتنا وكرامتنا. يقيناً لا شك فيه، وسوف يزول عن وجه الوطن ذلك الدم المسفوح، ويعلي همتكم جيل مخلص وفي لا يخون، ويرفع رايتكم ما قدمتم وتقدمون من جهاد وكفاح عظيم.
أحكام إعدام للأوطان، تقويض للكيان والبنيان. هذه صنعة المستبد والطغيان، قتل لمستقبل الإنسان، ممارسة لتخريب مادة العمران، ترهيب وترويع وإزهاق للأمن والأمان، المنقلب الغادر يطارده قتله وتطارده غدرته. هذا حال كل خوان جبان، هذا قدره ومكان جوقته ومسانديه، ليس لهم إلا كل هوان. كلهم، ورب الكعبة، مهان، مهان، انعدام ضمير فى شكل إعدام إنسان ومستقبل أوطان.
أما أنتم كرماء شرفاء عظماء، أقدامكم في الأرض وأعناقكم في السماء، ولا تزيدكم المواقف إلا عظمة وقوة، فشدوا أزرنا، وادعوا بالنصر لنا، فالخزي لهم والنصر لكم ولنا.
سحنة الوطن باتت حمراء، أشلاء تنضح بالدماء، أجواء تملأها ضوضاء من نحيب وبكاء، وابتهال ودعاء. على الأرض، يسقط شهيد في إثر شهيد، وأرواح ترقى نحو السماء. وفي الأفق شفق أحمر على صفحته، ترتسم صورة غروب يهددنا بليلةٍ ليلاء، ويتوعّدنا بالموت الأحمر، يُسنّ له قانون أحمق، ويقضي به قضاء كالوباء. لا يعرف غير البراءة للأشقياء، والإعدام للأبرياء، بل العظماء. لا يرى الوطن إلا من وراء نظارة سوداء، وطناً أسود في أحمر من طينة كربلاء. حكم الوباء على الشرفاء العظماء بارتداء البذلة الحمراء.
أيتها البذلة الحمراء: هذا أوان أيامك العقيمة السقيمة، أيام الانقلاب الذي لا يعرف للإنسان، ولا للحياة الإنسانية، قيمة. هذه سوقك الرائجة التي تُعرض فيها الأوطان، ويباع الإنسان بأبخس ثمن. يدفع بك قاض باع نفسه للشيطان إلى مدع للإفتاء، يتاجر بالدين والإيمان، إلى عسكر جعل من نفسه سلاحاً للظلم والطغيان، إلى حبل ومقصلة وسجان، وكلهم يسبحون بحمد السلطان، وينسون الديان.
هل تعلمين، أيتها القماشة الحمراء، أنك تتحدثين بغير لسان؟ وتشهدين على ما يجري في أرضنا من ظلم وعدوان وإذلال وامتهان؟ وأنك وحدك كافية لإثبات أن منظومة الانقلاب إلى عدم وإعدام، وأن متعهدي استيرادك وفرضك علينا ليس لهم إلا أن يرتدوك يوماً ما؟ سترتدين إليهم، قصاصاً بالعدل والحق. متعهدوك اليوم هم سارقو الوطن ومغتصبو الدولة وخائنو الأمانة، والغادرون على كل لون ومن كل طريق. إنهم عسكر وشرطة وقضاة وسحرة، تآمروا لكي يجعلوا من الوطن سجناً كبيراً، ومن المواطن مشروع إعدام أو قتل في أي مكان، ومنك، أيتها البذلة الحمراء، جائزة لكل حر مناضل يأبى الضيم، ولا ينزل على إرادة الفسدة المجرمين.
وهل تعلمين من هؤلاء الذين يلبسونك اليوم ويظهرون وقد كسوت أبدانهم؟ إنهم أفضل أهل مصر، إنهم العلماء والمفكرون والأدباء والمهندسون والأطباء والمدرسون والطلاب والشباب والصبية والعمال والفلاحون والحقوقيون وقضاة ومحامون وصحفيون وإعلاميون، والنواب والوزراء والمحافظون، والرئيس الشرعي الذي هو أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر كله، وآخرهم حتى هذه اللحظة. هؤلاء هم المتدثرون بلونك الأحمر القاني، الأحرار الأبرار، المهددون بالموت بغياً وطغياناً؛ ليخلو الوطن لذئاب وكلاب، ويحلو الذل لعبيد وأذناب.
أيها العظماء الذين يهددهم المنقلب المغتصب بالموت: سلام عليكم في كل وقت وحين، سلام وسكينة على قلوبكم من رب العالمين، سلام وتحية لعزائمكم التي لا تلين، وهتافاتكم التي لا تستكين. حكم الظالمون عليكم بالإعدام، ولا يملكون إلا أن ينفذوا إرادة الله وهم صاغرون، مهما تكبروا وتجبروا، يملأهم حقد صارخ ورغبة عمياء في الانتقام ممن أرادوا إنهاء عهد استبدادهم، وإنزالهم من مقام التأله واستعباد الإنسان. اليوم عندهم يوم الانتقام من الثورة، ومن كل الذين هتفوا بسقوطهم، ولو من باب الحماسة والانفعال. يريدون إعدام روح التغيير في الوطن. وجهلوا أنها سنة ماضية قاضية، وأن التغيير حقيقة واقعة، ليس لوقعتها كاذبة.
ردكم القوي على هذا التهديد بكل هذا التحدي، بكل هذا الاستخفاف بالخطر والإقبال عليه، يزلزلنا قبل أن يزلزل المتجبرين، يوقظ فينا طاقاتٍ لا حدود لها، قبل أن يهجم على وحشيتهم بكل عنفوان الإيمان. ولقد انكسرت شوكتهم وشاهدنا ارتعاشات منصاتهم وارتجافات أبواقهم، جراء ردكم الفوري القوي على هذه التوعدات بالموت. جعلتم منها شهادة حياة وإحياء لنا، كما أنزلتم عليهم غيمات الخزي والخذلان ظاهرة فاضحة.
ولكن، أيها العظماء الذين يهددهم المنقلب بالموت، وهو لا يملك نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً. لن نقف هكذا مستسلمين لعجز أو قلة حيلة، ولن نترك هذه العصابة العميلة تتلاعب بمصائرنا، ولكم علينا ألا ندع سبيلاً لاستنقاذكم، إلا سلكناه، ولا رادعاً لإيقاف المهزلة إلا استعملناه. ولن نقدم المرثيات أو نكتفي بالمدائح، بل سنسعى من كل باب لوقف المذبحة التي تتسع فوق حدود الوطن. إن نصرتكم واستنقاذكم أوجب واجبات الثورة اليوم، والقصاص لكل مصري آذوه مبدأ لا تهاون فيه، وهم، مثلنا، على يقين أن المسألة مسألة وقت، تنعدل فيه الموازين، وينتهي فيه انقلابها.
لكم علينا عهد ونحن أهل وفاء، ألا نفرط في ثورتنا شبراً واحداً، وألا نتراجع عن طريقها خطوة واحدة، وأننا، ما وسعنا الجهد، لن نكل ولن نمل من مطاردة السفاحين، وملاحقة المجرمين، حتى تنالهم يد القصاص العادل، وتطالهم أقدار الله العادل.
أيها العظماء: لن تضاموا، وأبشروا. سوف نخلع عن جسد الوطن هذه البذلة الحمراء، ونمزقها معاً في ميدان الأحرار والتحرير، سوف يلبسها كل من قتل أو شارك في قتل أو حكم بقتل البريء، أو حرض على القتل. طلب كبيرهم التعجيل بالإعدام، وسوف ينال ما طلب، وينقلب السحر على من انقلب، وخان واغتصب، وافترى وكذب. هذه سنن لا تجامل ولا تحابي ولا تداهن ولا تتبدل ولا تتحول.
سنلتقي قريباً تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان، في الأرض والدنيا أولاً. وسوف نستعيد معاً وطننا وثورتنا ونضالنا وحريتنا وإنسانيتنا وكرامتنا. يقيناً لا شك فيه، وسوف يزول عن وجه الوطن ذلك الدم المسفوح، ويعلي همتكم جيل مخلص وفي لا يخون، ويرفع رايتكم ما قدمتم وتقدمون من جهاد وكفاح عظيم.
أحكام إعدام للأوطان، تقويض للكيان والبنيان. هذه صنعة المستبد والطغيان، قتل لمستقبل الإنسان، ممارسة لتخريب مادة العمران، ترهيب وترويع وإزهاق للأمن والأمان، المنقلب الغادر يطارده قتله وتطارده غدرته. هذا حال كل خوان جبان، هذا قدره ومكان جوقته ومسانديه، ليس لهم إلا كل هوان. كلهم، ورب الكعبة، مهان، مهان، انعدام ضمير فى شكل إعدام إنسان ومستقبل أوطان.
أما أنتم كرماء شرفاء عظماء، أقدامكم في الأرض وأعناقكم في السماء، ولا تزيدكم المواقف إلا عظمة وقوة، فشدوا أزرنا، وادعوا بالنصر لنا، فالخزي لهم والنصر لكم ولنا.
العربى الجديد
0 التعليقات:
Post a Comment