الاناضول

ذكرت صحيفة " يو اس ايه توادي" الأمريكية أمس الاثنين أن الاضطرابات الحالية في مصر التي أعقبت قيام قوات الأمن بفض اعتصامين لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي الأربعاء بالقوة ألقت بظلالها بشدة على صناعة السياحة التي تعد أحد أهم مصادر الدخل القومي في البلاد.

وأدى فض قوات الأمن لاعتصامي رابعة والنهضة إلى مقتل 578 شخصا على الأقل، حسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية، فيما قال التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي، إن القتلى بلغ 2600 ،والمصابين 7 آلاف ، كما قتل 173 شخصا في أنحاء مصر الجمعة من بينهم 95 في وسط القاهرة، كما أعلنت الحكومة عن سقوط 79 قتيلا، و549 مصابا في أرجاء البلاد السبت.

وقال مراسل الصحيفة الذي زار منطقة الأهرامات بالجيزة أول أمس السبت إن المنطقة بدت وكأنها منطقة عسكرية محصنة أكثر من كونها منطقة جذب سياحي، تجذب الملايين من الزوار، حيث الحواجز المعدنية والدبابات والرجال الذين يرتدون ملابس الجيش الذين يسدون الطريق إليها الماضي.

ونقلت الصحيفة الأمريكية في تقريرها عن مواطن مصري اسمه صابر يقدم خدمات ركوب الخيل والجمال في منطقة الأهرام للسياح قوله في لهجة استنكارية " هل هذا هو شارع الأهرامات؟ .. لا أصدق أنه هو... أشعر بحالة ذهول".

وتذكر الصحيفة أن صناعة السياحة تعرضت للتدمير الأسبوع الجاري، حيث أغلقت المتاحف والمواقع الأثرية ابوابها واندلعت أعمال عنف ونهب ، الأمر الذي أغرق هذه الصناعة.

وذكر المواطن المصري " لقد توقف عملي " بينما كان يقف بين مجموعة من الرجال بدون عمل وعدد من الخيول. "لا يأتي أحد" في إشارة إلى عدم توافد السائحين.

كما تنقل الصحيفة عن محمد صبرى، الذي يعمل في قسم الحجز بفندق فور سيزونز القاهرة قوله :" لا يمكننا أن نقبل أي حجوزات حتى السبت المقبل لأنه كما تعلمون، توجد أوضاعا سيئة حول الفندق. "

وجرى إلغاء الكثير من الحجوزات في فندق مينا هاوس، الذي أقيم في عام 1869 باعتباره فندقا للاستجمام للأسرة المصرية الحاكمة عند سفح الأهرامات، حسبما قال نائب مدير الفندق أحمد سالم، والذي ألقى باللوم على الحكومة المصرية التي فرضت حظر التجول من السابعة مساء إلى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي في إلغاء الحجوزات ، وفي الواقع " لا توجد فكرة واضحة حول ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة."

ويشير إلى أنه في يوم الجمعة ألغت شركتان ألمانيتان وهما ''توماس كوك'' و''توي'' للسياحة رحلاتهما إلى مصر حتى 15 سبتمبر/ أيلول المقبل، نظراً للاضطرابات التي تشهدها مصر.

وذكرت شركة ''توماس كوك'' في مقرها بمدينة أوبارورزل الألمانية، أن أسباب إلغاء الرحلات هي الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر وإرشادات السفر الأخيرة للخارجية الألمانية، والتي أوصت بعدم السفر إلى جميع أرجاء مصر.

وأضافت الشركة أن الإلغاء يسري أيضاً على الشركات الأخرى التابعة لـ''توماس كوك''، وهي ''نيكرمان'' و''بوخر'' و''أوجر''. وحذت بلدان أوروبية أخرى نفس المسلك ، كما جددت وزارة الخارجية الامريكية الخميس تحذيرها للمواطنين لتجنب السفر الى مصر.

ويقول سالم إن قوات الأمن قامت بحماية الأهرام نهاية الأسبوع الماضي "ليس لأنها غير آمنة .. إنه تدبير أمني: إنها واحدة من أهم الأماكن في مصر."

ويشير التقرير إلى قيام لصوص بنهب متحف الآثار بمدينة ملوي في محافظة المنيا بصعيد مصر ليلة الخميس الجمعة ، وتم تحطيم النوافذ الزجاجية وسرقة مئات القطع الأثرية، وتم ترك القطع الأخرى مدمرة على الأرض.

وقال وزير الآثار المصري محمد ابراهيم السبت إنه لم تتعرض أي مواقع أثرية أخرى للهجمات وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المتاحف والمواقع التاريخية.

وذكرت الصحيفة الامريكية أن الضربة الجديدة لصناعة السياحة في مصر بدأت عندما خرجت مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي نهاية يونيو/ حزيران، ولكن المشاكل تعود إلى فترة الثورة ضد حكم الرئيس المخلوع مبارك في عام 2011.

والسياحة هي واحدة من أكبر الصناعات في مصر، وتوظف 2.83 مليون شخص، وفقا للاتحاد المصري للغرف السياحية، وهي مجموعة غير حكومية، ولا يضم الرقم العمال غير الرسميين.

وقال الاتحاد إن السياحة في عام 2011، ساهمت بحوالي 11.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر حيث بلغت إيراداتها 8.7 مليار دولار، وفي عام 2011، انخفض عدد السائحين إلى مصر بمقدار الثلث عن العام السابق عليه.

وتحسنت صناعة السياحة في مصر قليلا في عام 2012، وشهد عدد السائحين ارتفاعا في بداية عام 2013، وفقا للإحصاءات الرسمية، دون حدوث تعافي كامل، وخاصة في القاهرة.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري في بيان اليوم الاثنين، إن عدد السائحين القادمين لمصر خلال يونيو/ حزيران الماضي وهو أخر شهر من ولاية الرئيس المعزول محمد مرسي، بلغ 989 ألف سائح، بزيادة بلغت نسبتها 16.4%، عن نفس الشهر من العام الماضي 2012 الذي سجل 850 ألف سائح.

وتقول " يو اس ايه توادي" إن الانكماش المستمر في صناعة السياحة مدمر لكثير من المصريين الذين يعملون مرشدين سياحيين، ويبيعون الهدايا التذكارية مثل ورق البردي والعطور، أو تقديم خدمة ركوب الخيل في الصحراء.

وتشير إحصاءات وزارة السياحة المصرية، إلى تراجع أعداد الوافدين إلي مصر خلال يوليو/ تموز الماضي بنحو 20%، ليصل إلى 800 ألف سائح، مقارنة بنحو مليون سائح خلال نفس الشهر من العام الماضي.

وتوقع الهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، في وقت سابق أن تصل خسائر قطاع السياحة خلال شهر أغسطس/أب الجاري، إلى 6.5 مليار جنيه ( 928.5 مليون دولار)، بسبب تجميد عدد من الشركات العالمية رحلاتها إلى مصر على خلفية الاضطرابات السياسية وأعمال العنف التي تشهدها البلاد

وتنقل " يو اس ايه توادي" عن محمد حوري / 21 عاما / بينما يمسك زمام الحصان " ليس لدي أي أموال ... الخيول لا تجد ما تأكله" ويأمل أن يعاود السائحون القدوم.



ويقول مارثا كوجيل ، متطوع نرويجي يقدم الدواء والغذاء للخيول في الجيزة إن وضع السياحة حاليا أسوأ مما كان عليه في عام 2011، "إنها كارثة حقا"، لأن الكثيرين من العاملين في السياحة ليس لديهم وظائف بديلة، في ظل تزايد معدل البطالة، كما يتراجع الاقتصاد على مدى العامين الماضيين كما يوجد توقف في الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

ويذكر كوجيل " يأتي الكثيرون إلي ويقولون لي إنهم لا يجدون ما يطعمون به خيولهم".

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -