تظاهر نشطاء مصريون أمام الخارجية الألمانية عصر الخميس احتجاجا على المشاركة السياسية لمواطنتهم منى مكرم عبيد -التي اعتبروها ضالعة بشكل مباشر في الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي يوم 3 يوليو/تموز الماضي- في مؤتمر نسوي ألماني عربي مشترك عقد بمقر الوزارة طوال نفس اليوم.

ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كتبت عليها بالألمانية عبارات مناهضة "للانقلاب العسكري الدموي" وشعارات صمود اعتصام ميدان رابعة العدوية، وهتفوا بسقوط حكم العسكر ورفض مشاركة عبيد في المؤتمر.

وقال الإمام بأحد مساجد العاصمة الألمانية ومنظم المظاهرة خضر عبد المعطي إنهم عبروا باحتجاجهم عن رفضهم لتمثيل منى مكرم عبيد لمصر في المؤتمر النسوي، باعتبارها ضالعة ومتورطة بشكل مباشر في التمهيد للانقلاب على النظام الديمقراطي الذي جاءت به ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وأوضح عبد المعطي للجزيرة نت أن السياسية المصرية القادمة إلى برلين هي من أعلنت من أميركا أنها وسياسيين آخرين اجتمعوا قبل الانقلاب بوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي طالبهم وقتها بتفويض من أجل الانقلاب على رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي وحكومته.

واعتبر أن مشاركة منى عبيد في المؤتمر بالخارجية الألمانية "يأتي ضمن حملات يجوب فيها سياسيون مصريون دول الغرب للترويج للردة عن الديمقراطية وتزييف الحقائق، والادعاء أن ما جرى بمصر لم يكن انقلابا عسكريا".

وأشار عبد المعطي إلى أن السفارة المصرية في برلين تدخلت لدى منظمي المؤتمر النسوي وحالت دون مشاركته هو وستة أكاديميين مصريين فيه "إرضاء للسيدة عبيد بعد احتجاج شبان مصريين عند وصولها مطار برلين".

اعتراض وتحاشٍ

وداخل قاعة المؤتمر النسوي قال أحد المشاركين إن الممثلة الوحيدة لمصر هي سيدة داعمة للانقلاب العسكري، واستنكر "عدم إشارة أي من المشاركات إلى النساء الذين قتلتهم قوات الأمن والجيش في مصر بعد الانقلاب، وعدم وجود ممثلات في المؤتمر للمضطهدات في فلسطين وللمحجبات اللائي يمثلن 90% من النساء العربيات".

وأدى رفع مشارك آخر شعار رابعة العدوية وهتافه في القاعة بسقوط حكم العسكر في مصر وضد مشاركة منى عبيد إلى قيام رجال الأمن الألمان بإخراجه من المؤتمر.

ومن جانبها تحاشت منى عبيد العضوة بمجلس الشورى المصري السابق في كلمتها بالمؤتمر الإشارة إلى الأوضاع السياسية الحالية في بلادها بعد الانقلاب، وقالت إن الثورة المصرية وصلت إلى لحظة فارقة تواجه فيها الآن تساؤلا حول ضمانات تمكين النساء سياسيا واقتصاديا ومنحهم كوتة بنسبة 30% لدورتين قادمتين.

وجدد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله في كلمته بافتتاح المؤتمر تأكيده على مضي بلاده قدما بدعم التحولات العربية الراهنة الهادفة إلى إقامة دولة القانون واحترام حقوق الإنسان والمشاركة الواسعة.

وأشار إلى أن ما يجري في مصر وتونس واليمن من إعادة صياغة الدساتير يمثل فرصة تاريخية لتكريس المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع وفي القوانين.

مشروعات شراكة

من جهتها قالت وزيرة شؤون الأسرة الألمانية كريستينا شرودر إن مشروعات الشراكة التحولية التي تدعمها بلادها في تونس تمضي قدما وتركز على مساعدة النساء في الريف اقتصاديا ورفع مستوى الوعي لديهن.

وأشارت الوزيرة التونسية لشؤون المرأة سهام بادي إلى أن الخوف المشروع على حقوق المرأة في بلادها يقابله تصدي أصوات وقوى عديدة لأي محاولة للانتقاص من حقوق النساء.

ولفتت إلى أهمية المؤتمر النسوي في تغيير الأحكام النمطية المسبقة حول المرأة العربية، وذكرت أن العالم كله لا يخلو من منطقة توجد فيها أشكال متفاوتة من الإقصاء والعنف وعدم المساواة تجاه النساء.

وتعرضت السفيرة الألمانية في قطر أنجيليكا شكرجي إلى اختلاف الصور النمطية السائدة في بعض وسائل الإعلام الغربية للنساء في دول الخليج العربي عن واقعهن الحقيقي هناك.

وأشارت إلى أن زائرين غربيين كثيرين يتفاجؤون بوجود منتدى لسيدات الأعمال في قطر ودول خليجية أخرى، تدير فيها النساء العديد من الشركات الكبرى.
وتطرق المؤتمر -الذي اختتم مساء الخميس وغاب عن الحديث في جلساته النقاشية ممثلات للنساء في كثير من الدول العربية- إلى تجارب تنموية نسائية في تونس والسعودية وليبيا، وإلى تطور المشاركة السياسية للمرأة في المغرب.

وحمل المؤتمر السنوي الثاني لشبكات النساء الألمانيات والعربيات عنوان "نساء في الربيع لأجل تنمية مستدامة".

وعقد المؤتمر برعاية وزارة الخارجية الألمانية والمنظمة الأورومتوسطية للتعاون والتنمية، وشاركت فيه مائتا شخصية نسائية ألمانية ومائة شخصية عربية من مجالات مختلفة.


المصدر:الجزيرة

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -