أصبح الرعب هو المسيطر على أهالي محافظة أسوان كلما أصيب أحدهم بمرض تكون نتيجته هي الذهاب إلى مستشفى كوم أمبو.. يشعر حينها المريض أنه ذاهب بلا عودة.
افتراش الطرقات، والجلوس على البلاط أو الحصيرة بديلاً للكراسي .. شيء عادي داخل طرقات وعنابر مستشفى كوم أمبو..
"من دخل فيها مفقود ومن خرج منها مولود".. لسان حال العامة في أسوان بسبب الإهمال في مستشفي كوم أمبو المركزي.. أحد أكبر المستشفيات بالمحافظة.. وتخدم نحو 50 ألف مواطن وأكثر.
يعاني المستشفى من نقص شديد في الأطباء، الذين دائمًا ما يتركون المستشفى من أجل عياداتهم الخاصة التي تدر عليهم أموالاً طائلة من قيمة الكشف العالي التي لا يقدر مريض المستشفي الحكومي علي دفعها، فضلاً عن "التزويغ" قبل مواعيد الانصراف، وخاصة في الاستقبال وهو ما يتسبب في وقوع مشاكل بين أهالي المرضى، والعاملين بالاستقبال لعدم وجود طبيب.
وشهد مستشفى كوم أمبو منذ أشهر قليلة ماضية، واقعة اقتحام أسرة مريض وتحطيمها لعدم وجود طبيب معالج.
مقلب زبالة.. حال عنابر مستشفى كوم أمبو.. فالجميع من مرضى، وزائرين دائمًا ما يشتكون من قلة النظافة بالمستشفى، فضلاً عن قيام المريض بنفسه بحمل القمامة، والتخلص منها.
عدم آدميتها.. رأي جميع المرضى والزائرين حول دورات المياه بالمستشفى، نظرًا لما تعانيه من تعطل كل أعمال السباكة بها إلى جانب الرائحة الكريهة المنبعثة من الحمامات.
إهمال، وقلة الأطباء، وقلة النظافة، وإهمال الممرضات، واشتراك الرجال والنساء في السراير، وأدوية غير متوفرة.. حال وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى.
التقت "بوابة الأهرام" مصدرًا طبيًا، وعددًا من المرضى، للوقوف على أسباب الإهمال بمستشفى كوم أمبو.
كشف أحد العاملين بالمستشفى أنه لا توجد تذاكر خاصة بالاستقبال حيث يتم الاستعانة بأوراق من الخارج يتم فيها تسجيل اسم المريض لدخول الاستقبال.
وأوضح مصدر طبي داخل المستشفى- رفض ذكر اسمه- أن إدارة المستشفي قامت بشراء أدوية بالملايين من أموال الدعم، وهي أدوية لا يحتاج لها المريض حيث تم وضع تلك الأدوية في حجرة خاصة بالدور الثاني للمستشفى والتي لا تستخدم لعلاج المرضى خلال فترة وجودها حتى انتهت صلاحيتها، حيث تم تقديم مذكرة لمديرية الشئون الصحية، والتي قررت تشكيل لجنة برئاسة مدير الصيادلة بأسوان لمعاينة الأدوية منتهية الصلاحية، حيث تم تحويل ملفها إلى النيابة العامة باعتبار أنه إهدار للمال العام.
ويقول نادي عبد اللطيف، أحد المترددين على وحدة الغسيل الكلوي، "غياب الأطباء في متابعة عملية الغسيل هي أهم مشكلة تواجهني، فعند حدوث أي مشكلة أثناء عملية الغسيل أضطر للمناداة بصوت عال للممرضات واللاتى دائمًا ما يكبرن دماغهن، فضلاً عن سوء النظافة".
ويقول مصطفى أحمد- مريض- "أنا مشكلتي الكبرى داخل وحدة الغسيل هي النظافة، فأنني لا أجد ما ألقي فيه القمامة، وأضطر لإلقاها في الأرض، أو تحت السرير.
ويضيف: إلى جانب القمامة، هناك مشكلة عدم وجود أدوية تعقيم للذراع الذي يتم من خلاله تركيب جهاز الغسيل، ولذلك نقوم بتعقيم أيدينا بمحاليل، ونقوم بشرائها من الخارج.
وقالت رجاء مصطفى وهي مريضة بالفشل الكلوي، "أجلس أثناء عملية الغسيل بجوار سرير رجل يقوم بالغسيل هو الآخر كما لو كانت وحدة الغسيل لا يوجد بها أسرة لدرجة أنهم وضعوا الرجل بجوار السيدة في عنبر السيدات لإجراء عملية الغسيل، فضلاً عن عدم متابعة الممرضات لها أثناء الغسيل".
"المياه أغرقت العنبر، وأتوسل للممرضات أن يساعدونا ولكن لا حياة لمن تنادي".. هكذا حكت لنا مرافقة لأحد المرضى بأحد العنابر بالمستشفى، كاشفة تعرض مريضة للوقوع علي الأرض بعد أن انهار بها أحد الأسرة بعنبر 19 وذلك لسوء حالة السرير.
فيما أكد مريض بقسم الرجال بالمستشفي أن الأطباء يتركون أصحاب الخبرة القليلة، ويقضون معظم وقتهم بالعيادات الخاصة، قائلاً "ولو حضر دكتور كبير فإنه يكتفي بالمرور على مرضى العلاج المجاني وكده يبقى كتر خيره".
وتؤكد لنا أمل محمد نور- مريضة- أنها أصيبت بكسر وحين ذهبت للمستشفى ظلت بالاستقبال لتبحث عن طبيب أو ممرضة ينقذها ولم تجد طبيب تخصص عظام موجود مما جعل الألم ينهش فيها حتى جاء من ينقذها.
وفي سياق آخر، أوضح لنا الدكتور محمد سرور نائب مدير الصحة بأسوان، أنه في حالة صدور شكوى من مريض بصفة شخصية يتم التحقيق فيها فورًا مع المقصر، مشيرًا إلى أنه لو ثبت تقصيره يعاقب، موضحًا أنه في حالة الشكوى الجماعية، يوفد مندوب من المديرية للتحقيق فيها حتى يتم إنهاء تلك المشكلة الخاصة، مؤكدًا أنه لا يتم التقصير في شكوى أي مريض.
تقرير الاهرام
0 التعليقات:
Post a Comment