«محمد فوزي» من طالب صيدلة يحمل أحلامًا كبيرة إلى مجرد رقم ضمن قائمة طلاب «محتجزين»، بعد فض اعتصامي أنصار جماعة الإخوان المسلمين في رابعة العدوية والنهضة.
«محمد- طالب بكلية الصيدلة بجامعة المنصورة»، لم يتجاوز عمره 22 عامًا، تم القبض عليه يوم 5 مارس الماضي بدكرنس، مع زميل آخر له بنفس الكلية يدعى رامي وفا، وطالب ثالث يدعى محمد مصطفى من كلية الهندسة، وتم اتهام الثلاثة بكتابة عبارات مسيئة للجيش والشرطة على الجدران، وإثارة الشغب والعنف والانضمام لجماعة محظورة.
«أجيال انتهى حلمها»
في الوقت نفسه، نشرت صفحة «الحرية للجدعان» على فيس بوك، الرسالة الثانية التي كتبها محمّد من محبسه، والتي تساءل فيها: «مين قال إن الأفكار أقوى من الرصاص؟.. كثير من الأفكار والثورات والجدران هزمها الرصاص.. كثير من الأجيال انتهت أحلامهم بعد قمعها».
ويضيف: «مخبرٌ بدين يعلِّق فتى نحيلا من ذراعيه.. وبعد أن يهوى عليه ركلاً ولكمًا، ثم يصرخ: عليَّ الطلاق الواد دِه واخد ترامادول يا باشا.. ما بيحسش. فالولد يضحك، ولم يتعاط أي مخدِّر، وليست لديه أي قدرة على تحمُّل ما هو أكثر.. كل ما في الأمر أنه لا يعرف أي شيء عما يسألونه عليه فعلاً».
«بعد الصدمة.. آمن بعمق»
لا تزال رسالة طالب الصيدلة تحمل دموعه معها، ليواصل حديثه قائلا إن كل الجماعات البشرية التي تمر بمرحلة حروب أو كوارث أو مذابح أو ثورات، تصاب بصدمة و«بهوس الاكتئاب، والإسكيزوفرينيا والبارانويا».
ثم يضيف: «هذا يعني أننا كجبلٍ قُدِّرَ له أن يحيا صدمات عدة، قد انقسم لنصفين، إما مؤمنين إيمانا عميقًا وإما مرضى.. مجانين».
«شباب صوّرهم الإجهاد كمجرمين»
فيما يصور «محمد» مشهدًا عاشه مع رفاقه: «طابور من الشباب غير المذنبين الذين أضفى الإجهاد عليهم هيئة المجرمين.. يدخلون تباعا على وكيل النيابة الأنيق الذي يسأل بشكلٍ آلي (طلباتك؟) ليجيب الشاب بشكلٍ عفويٍ (إخلاء سبيلي.. أنا محبوس ليه؟.. أنا عندي امتحانات»، ثم يوقِّع على المحضر الذي يُجدَّدُ فيه الحَبسُ للجميع لخمسة عشر يوما أخرى.
بعد الـ15 يوما يدخل نفس الفتى النحيل إلى وكيل النيابة، ويتجدد الحديث: «طلباتك؟..عايز أتحبس 15 يوم جداد بعد إذنك.. ليه؟.. لا أبدًا.. أنا قولت أختصر بس، ما حضرتك عارف إن قرار الـ15 محسوم قبل ما تشوفني أصلا.. فعلى إيه نضيع وقت حضرتك الثمين».
فيما ينهي «محمد» رسالته بأنه يعلم جيدًا أن العبث سيد الموقف، ولكن الكرب يولد الإبداع، على حد وصفه.
ونشرت «بوابة الشروق» مقطع فيديو يعرض صورًا كثيرة من حياة عمر، لكنها لم تستطع الوصول إلى صانعه أو من قام بنشره:
0 التعليقات:
Post a Comment