ضابط الشرطة المستقيل، محمد أبو العز
• انقطاع الاتصالات في يناير 2011 «خلى كل ضابط يشتغل بدماغه»
• لم تتعرض أي جهة أمنية لي بسوء بعد إصداري «تعليمات سيادتك»
• تعيين وزير مدني لـ«الداخلية» لن يكون مفيدًا.. وتطبيق القانون كفيل بإصلاح الوزارة
قال ضابط الشرطة المستقيل، محمد أبو العز، «عنف الداخلية في أحداث ثورة 25 يناير أدى إلى تفاقم الوضع، وبعد أن كان التظاهر بهدف إقالة وزير الداخلية، تحول إلى الهتاف بإسقاط النظام بأكمله.. كان من الممكن تجنب كل ذلك بالابتعاد عن العنف».
«أبو العز» تحدث إلى «بوابة الشروق» قبل إقامة حفل توقيع كتابه الجديد «تعليمات سيادتك»، رافضًا وصفه بالضابط التائب أو العفيف، مبررًا استقالته بأنها مجرد موقف شخصي، و«لا أطالب أي ضابط بأن يفعل مثلي، ولست أكفأ من أي ضابط آخر في الوزارة».
وأشار إلى أن أنه استقال قبل أحداث محمد محمود وليس بعدها، كما يدعي البعض، منوهًا إلى أن كتابه يتحدث عن جوانب إنسانية، ولا يشير فيه إلى قضايا فساد أو فضح أشخاص أو إهانة أحد، فالكتاب يهدف إلى الإصلاح، ولذلك قدمته كتجربة إنسانية تركز على كيفية تطبيق القانون.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
• في البداية.. كضابط شرطة سابق كيف ترى 25 يناير ودور الداخلية فيها؟
«أحداث 25 يناير، قامت بالأساس للمطالبة بإقالة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ولذلك تم اختيار يوم عيد الشرطة لذلك»، مشيرًا إلى أن اختيار هذا اليوم كان له مغزى، والطريقة التي تعاملت بها قوات الشرطة هي التي جعلت الوضع يتفاقم، ولذلك انضم للثورة جموع كثيرة، ما أدى إلى مطالبة الثورة بإسقاط النظام بأكمله، وكان من الممكن تجنب كل ذلك إذا لم يتعامل الأمن بهذا العنف.
• السجون تعرضت للاقتحام مساء 28 يناير 2011.. في رأيك هل للشرطة دور في ذلك؟
لا أظن أن يكون للداخلية دور في اقتحام السجون.. كنت في عملي يومها ولم نتلق تعليمات بذلك، لكن انهيار الأمن المركزي أدى إلى انهيار الشرطة بشكل عام، وفي هذا اليوم انقطعت التعليمات نتيجة انقطاع الاتصالات يومها بين الضباط وقادتهم، وهذا ما أدى إلى هروب المساجين.. «في النهاية كل واحد تعامل من دماغه».
• وكيف استقبل زملاؤك الضباط إصدارك كتاب «تعليمات سيادتك»؟
«الصدمة» كانت رد فعلهم على إصداري الكتاب، لأن «تعليمات سيادتك» قدم حقائق بديهية وتجربة إنسانية، ولم يهتم بكشف فساد أو فضح أشخاص بعينهم، كما كان متوقعًا، فالكتاب يهدف إلى معرفة ما الفرق بين جهاز الشرطة والجيش، فالجيش مهمته الأساسية تتلخص في الحرب، أما الشرطة فمهمتها تنفيذ القانون.
• البعض يتحدث عن تعرضك لمضايقات أمنية بسبب الكتاب..فما ردك؟
لم تتعرض أي جهة أمنية لي بسوء.. كما لم يحدث اتصال بيني وبين أي مسئول بوزارة الداخلية منذ صدور الكتاب.
• إعادة هيكلة الداخلية وإصلاحها أهم مطالب الشارع المصري الآن.. في رأيك كيف يتحقق ذلك؟
لابد أن يكون هناك سيادة للقانون، وأن تحترم الدولة هذا القانون، وتطبيقه على جميع الناس سواسية بدون فرق، فالضباط حتى الآن لا يعلمون الكثير عن القانون، ومن السخرية أنه في «الوقت الذي يتحدث المواطن البسيط عن قانون الطوارئ خلال ثورة يناير لم يكن الضباط أنفسهم يعلمون شيئًا عنه».. وعند تحقيق ذلك سيفعل شعار «الشرطة في خدمة الشعب».
• كيف ترى مطالب تعيين وزير داخلية من خارج جهاز الشرطة؟
لا أعتقد أن تعيين وزير مدني سيكون مفيدا للداخلية، فالوزارة تحتاج لوزير يعلم خباياها والتفاصيل الصغيرة الموجودة بها، ويكون على دراية ووعي بمشاكل الضباط، بالإضافة إلى أن ظروف البلد حاليا صعب على وزير مدني التعامل معها.
• حدثنا عن رؤيتك كضابط لـ«30 يونيو» وما تبعها من أحداث؟
بشكل عام «30 يونيو» كانت ثورة شعبية على نظام الإخوان، الذي لم يختلف كثيرًا عن نظام مبارك، والصراع على السلطة تسبب في سقوط ضحايا من الإخوان والشرطة، وضحايا ليس لهم علاقة بهذا الصراع من الطرفين.. «حزين جدًا على كم الدم الذي أهدر بعد 30 يونيو»، ولكن التهديدات المستمرة التي يتعرض لها ضباط الوزارة، رفعت درجة المسئولية لديهم.
• نعود للوراء.. حدثنا عن رؤيتك لأحداث شارع محمد محمود «الثانية»؟
«أحداث غريبة جدًا.. الشرطة بدأت بالهجوم على أهالي الشهداء.. كان عمل غير عقلاني وغير مبرر، وعندما أفكر لمعرفة ما الهدف من ذلك لا أصل لشيء.. أحداث محمد محمود، راح خلالها ضحايا كثيرة جدًا، بسبب هذا الهجوم العنيف من الشرطة، وكان سببًا فيما وقع من أحداث متتالية».
• وماذا عن فض اعتصام «رابعة»؟
«اعتصام الإخوان وأنصارهم بميدان رابعة العدوية من الواضح أنه راح فيه أعداد قتلى كتير.. وده كان شيء مؤلم.. الداخلية كانت سببا في كثرة أعداد القتلى.. كان من الممكن فض الاعتصام بحل سياسي، أو الفض يكون بطريقة احترافية فنتجنب كل هذه الأعداد من القتلى».
• ولكن رجال الشرطة يتعرضون لاغتيالات واستهداف عنيف حاليا؟
منذ 30 يونيو وحتى الآن كل ما يحدث يدخل في إطار حرب البعض يرى أنها «حرب على السلطة بين طرفين أو حرب دولة على الإرهاب»، وفي إطار الحرب «كل طرف بيطلع كل اللي عنده»، وراح ضحايا كثيرة في هذه الحرب، والضباط أنفسهم مهددون في حياتهم جامد الفترة اللي فاتت.
الأزمة الحقيقية التي تواجه الضباط أنهم لا يمتلكون الإمكانية الفنية أو الاحترافية التي تحمى حياتهم، أثناء العمل، ولا الرؤية الفنية عند الوزارة التي تقدر تحقق من خلالها ما تريده بأقل الخسائر سواء بين صفوف ضباطها أو الطرف الثاني.
• تحدثت عن أخطاء لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.. هل تفادى وزراء الداخلية الذين أعقبوه هذه الأخطاء؟
لم يتفاد أي وزير أخطاء العادلي، والوزارة تتبع نفس الأسلوب، واستمرار أداء الداخلية بوضعها الحالي سيؤدي إلى كوارث.
• انقطاع الاتصالات في يناير 2011 «خلى كل ضابط يشتغل بدماغه»
• لم تتعرض أي جهة أمنية لي بسوء بعد إصداري «تعليمات سيادتك»
• تعيين وزير مدني لـ«الداخلية» لن يكون مفيدًا.. وتطبيق القانون كفيل بإصلاح الوزارة
قال ضابط الشرطة المستقيل، محمد أبو العز، «عنف الداخلية في أحداث ثورة 25 يناير أدى إلى تفاقم الوضع، وبعد أن كان التظاهر بهدف إقالة وزير الداخلية، تحول إلى الهتاف بإسقاط النظام بأكمله.. كان من الممكن تجنب كل ذلك بالابتعاد عن العنف».
«أبو العز» تحدث إلى «بوابة الشروق» قبل إقامة حفل توقيع كتابه الجديد «تعليمات سيادتك»، رافضًا وصفه بالضابط التائب أو العفيف، مبررًا استقالته بأنها مجرد موقف شخصي، و«لا أطالب أي ضابط بأن يفعل مثلي، ولست أكفأ من أي ضابط آخر في الوزارة».
وأشار إلى أن أنه استقال قبل أحداث محمد محمود وليس بعدها، كما يدعي البعض، منوهًا إلى أن كتابه يتحدث عن جوانب إنسانية، ولا يشير فيه إلى قضايا فساد أو فضح أشخاص أو إهانة أحد، فالكتاب يهدف إلى الإصلاح، ولذلك قدمته كتجربة إنسانية تركز على كيفية تطبيق القانون.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:
• في البداية.. كضابط شرطة سابق كيف ترى 25 يناير ودور الداخلية فيها؟
«أحداث 25 يناير، قامت بالأساس للمطالبة بإقالة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، ولذلك تم اختيار يوم عيد الشرطة لذلك»، مشيرًا إلى أن اختيار هذا اليوم كان له مغزى، والطريقة التي تعاملت بها قوات الشرطة هي التي جعلت الوضع يتفاقم، ولذلك انضم للثورة جموع كثيرة، ما أدى إلى مطالبة الثورة بإسقاط النظام بأكمله، وكان من الممكن تجنب كل ذلك إذا لم يتعامل الأمن بهذا العنف.
• السجون تعرضت للاقتحام مساء 28 يناير 2011.. في رأيك هل للشرطة دور في ذلك؟
لا أظن أن يكون للداخلية دور في اقتحام السجون.. كنت في عملي يومها ولم نتلق تعليمات بذلك، لكن انهيار الأمن المركزي أدى إلى انهيار الشرطة بشكل عام، وفي هذا اليوم انقطعت التعليمات نتيجة انقطاع الاتصالات يومها بين الضباط وقادتهم، وهذا ما أدى إلى هروب المساجين.. «في النهاية كل واحد تعامل من دماغه».
• وكيف استقبل زملاؤك الضباط إصدارك كتاب «تعليمات سيادتك»؟
«الصدمة» كانت رد فعلهم على إصداري الكتاب، لأن «تعليمات سيادتك» قدم حقائق بديهية وتجربة إنسانية، ولم يهتم بكشف فساد أو فضح أشخاص بعينهم، كما كان متوقعًا، فالكتاب يهدف إلى معرفة ما الفرق بين جهاز الشرطة والجيش، فالجيش مهمته الأساسية تتلخص في الحرب، أما الشرطة فمهمتها تنفيذ القانون.
• البعض يتحدث عن تعرضك لمضايقات أمنية بسبب الكتاب..فما ردك؟
لم تتعرض أي جهة أمنية لي بسوء.. كما لم يحدث اتصال بيني وبين أي مسئول بوزارة الداخلية منذ صدور الكتاب.
• إعادة هيكلة الداخلية وإصلاحها أهم مطالب الشارع المصري الآن.. في رأيك كيف يتحقق ذلك؟
لابد أن يكون هناك سيادة للقانون، وأن تحترم الدولة هذا القانون، وتطبيقه على جميع الناس سواسية بدون فرق، فالضباط حتى الآن لا يعلمون الكثير عن القانون، ومن السخرية أنه في «الوقت الذي يتحدث المواطن البسيط عن قانون الطوارئ خلال ثورة يناير لم يكن الضباط أنفسهم يعلمون شيئًا عنه».. وعند تحقيق ذلك سيفعل شعار «الشرطة في خدمة الشعب».
• كيف ترى مطالب تعيين وزير داخلية من خارج جهاز الشرطة؟
لا أعتقد أن تعيين وزير مدني سيكون مفيدا للداخلية، فالوزارة تحتاج لوزير يعلم خباياها والتفاصيل الصغيرة الموجودة بها، ويكون على دراية ووعي بمشاكل الضباط، بالإضافة إلى أن ظروف البلد حاليا صعب على وزير مدني التعامل معها.
• حدثنا عن رؤيتك كضابط لـ«30 يونيو» وما تبعها من أحداث؟
بشكل عام «30 يونيو» كانت ثورة شعبية على نظام الإخوان، الذي لم يختلف كثيرًا عن نظام مبارك، والصراع على السلطة تسبب في سقوط ضحايا من الإخوان والشرطة، وضحايا ليس لهم علاقة بهذا الصراع من الطرفين.. «حزين جدًا على كم الدم الذي أهدر بعد 30 يونيو»، ولكن التهديدات المستمرة التي يتعرض لها ضباط الوزارة، رفعت درجة المسئولية لديهم.
• نعود للوراء.. حدثنا عن رؤيتك لأحداث شارع محمد محمود «الثانية»؟
«أحداث غريبة جدًا.. الشرطة بدأت بالهجوم على أهالي الشهداء.. كان عمل غير عقلاني وغير مبرر، وعندما أفكر لمعرفة ما الهدف من ذلك لا أصل لشيء.. أحداث محمد محمود، راح خلالها ضحايا كثيرة جدًا، بسبب هذا الهجوم العنيف من الشرطة، وكان سببًا فيما وقع من أحداث متتالية».
• وماذا عن فض اعتصام «رابعة»؟
«اعتصام الإخوان وأنصارهم بميدان رابعة العدوية من الواضح أنه راح فيه أعداد قتلى كتير.. وده كان شيء مؤلم.. الداخلية كانت سببا في كثرة أعداد القتلى.. كان من الممكن فض الاعتصام بحل سياسي، أو الفض يكون بطريقة احترافية فنتجنب كل هذه الأعداد من القتلى».
• ولكن رجال الشرطة يتعرضون لاغتيالات واستهداف عنيف حاليا؟
منذ 30 يونيو وحتى الآن كل ما يحدث يدخل في إطار حرب البعض يرى أنها «حرب على السلطة بين طرفين أو حرب دولة على الإرهاب»، وفي إطار الحرب «كل طرف بيطلع كل اللي عنده»، وراح ضحايا كثيرة في هذه الحرب، والضباط أنفسهم مهددون في حياتهم جامد الفترة اللي فاتت.
الأزمة الحقيقية التي تواجه الضباط أنهم لا يمتلكون الإمكانية الفنية أو الاحترافية التي تحمى حياتهم، أثناء العمل، ولا الرؤية الفنية عند الوزارة التي تقدر تحقق من خلالها ما تريده بأقل الخسائر سواء بين صفوف ضباطها أو الطرف الثاني.
• تحدثت عن أخطاء لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.. هل تفادى وزراء الداخلية الذين أعقبوه هذه الأخطاء؟
لم يتفاد أي وزير أخطاء العادلي، والوزارة تتبع نفس الأسلوب، واستمرار أداء الداخلية بوضعها الحالي سيؤدي إلى كوارث.
0 التعليقات:
Post a Comment