ضمن ملف "حوارات عن مصر" قامت "مبادرة الإصلاح العربي" بترجمة تقرير أصدره معهد كارنيجي الأمريكي، تحت عنوان "سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر وتحدياتها" وهو التقرير الذي كتبته "ميشيل دون" إحدى أبرز 10 مستشارين يعتمد عليهم الرئيس "باراك أوباما".

يقول ملخص التقرير: بمجرد أن تبدأ رئاسة "عبدالفتاح السيسي" فإن الولايات المتحدة الأمريكية في حاجة ماسة إلى استراتيجية جديدة في علاقاتها مع مصر. فقد كانت سياسة أمريكا تجاه مصر غير حاسمة في كثير من الأحيان؛ إذ كانت تتحرك بحتمية واحدة ثابتة: الانسجام مع من يكون في السلطة بهدف استمرار التعاون الأمني.

تتوقع هذه الورقة أنه لن يكون هناك انتقال ديمقراطي في الوقت الحالي، لذا لا ينبغي على واشنطن أن تتظاهر بأي شيء خلاف ذلك، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج للحفاظ على بعض التعاون مع حكومة السيسي المستقبلية. وعليها إيجاد الوسائل لدعم المطالب القوية القادمة للشعب المصري من أجل الحصول على الخبز والحرية والعدالة. يجب أن ترتكز مثل هذه الاستراتيجية على تقييم صريح لسؤال (ماذا) أكثر من (لمن) يتوجب على الولايات المتحدة أن تقدم الدعم.

وتقترح الباحثة عدة معايير لعملية إعادة التقييم تلك. من بين تلك المعايير المقترحة: الشراكة في الحرب على الإرهاب، العمل على تجاوز حالة الاستقطاب وفتح المجال لحرية التعبير ونشاط المجتمع المدني، دعم الإصلاحات الحكومية في المجال الاقتصادي، وأخيرا دعم إدماج السكان في سيناء وإعمارها حتى لا تصبح قاعدة للتطرف.

وتقول مقدمة التقرير: كانت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر، ومنذ ثورة عام 2011، غير حاسمة في بعض الأحيان، إلا أنها كانت تتحرك بحتمية واحدة ثابتة: الانسجام مع من يكون في السلطة بهدف استمرار التعاون الأمني. وفي حين تبدو هذه السياسة منسجمة مع روح الواقعية نفسها، إلا أنها أنتجت لدى كل الأطراف: القوميين، الإسلاميين، العلمانيين، عداء تجاه الولايات المتحدة، وأثارت الريبة والشكوك حول نواياها.

وبعد أن يستعرض التاريخ ملخصا لعلاقة أمريكا بمصر، مؤكدا أن التعاون الأمني هو المسار الوحيد الذي بقي ثابتا من الارتباط الأمريكي مع مصر، وأن "الانقلاب العسكري ضد مرسي وضع هذه العلاقة على المحك". يقول: "يبدو أنه لا يمكن تجنب بعض درجات غضب المصريين، حيث إن الولايات المتحدة كانت تتعاون بشكل لصيق مع نظام مبارك المخلوع. ونشرت الحكومة المدعومة عسكريا بشكل متعمد المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأمريكية (أُلِفَت قصص منسوبة لمصادر رسمية مجهولة حول التآمر الأمريكي مع الإخوان المسلمين لتهريب الأسلحة والإرهابيين إلى مصر) كأسلوب لمجابهة الضغط الأمريكي، ولمواجهة احتجاج المجموعات الليبرالية، التي يُنظر إليها على أنها مرتبطة بالغرب. ولا شك في أن جزءا من اللوم عن تنفير كل الأطراف يقع على عاتق الإدارة الأمريكية، بسبب تلك السياسة قصيرة النظر التي كانت تخدم أهدافها الذاتية ولكن يعوزها التناسق والانسجام".

المصدر: الجزيرة مباشر مصر







0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -