نادر بكار، نائب رئيس حزب «النور» لملف الإعلام عضو المكتب الرئاسي بالحزب، تحدث في حواره لـ«بوابة الشروق»، عن تحالفات النور مع الأحزاب الأخرى قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، فيما نفى الشائعات التي ترددت عن وجود اتصالات مع حزبي التجمع والمؤتمر، فضلا عن حديثه عن وجود تراجع تكتيكي لقيادات الصف الثاني لجماعة الإخوان، ما يفتح الباب للمصالحة وفقا لمعايير تحددها الدولة، وإلى نص الحوار..
• كيف يرى حزب النور خريطة الانتخابات التشريعية وهل هناك مخاوف من سيطرة رجال الأعمال على البرلمان في مواجهة الأحزاب عبر النظام الفردي؟
الحزب حريص على أن يكون مجلس النواب تأسيسيا؛ بمعنى أن دور البرلمان له جدوى في حياة المصريين، وأن يكون المتنفس الوحيد للتيارات السياسية، بعيدا عن فوضى الشارع، لأن مصر وصلت لحالة من الانفلات لا مثيل لها.
وفيما يتعلق بالربع للقائمة والثلاثة أرباع للفردي، أرى أن الحكومة القوية لن تشكل بأغلبية من المستقلين، وبالتالي يمثلون برلمانا مهلهلا.
ولكن في الوقت نفسه لا تستطيع أي دولة في العالم أن تنموا اقتصاديا من خلال الدخول في مواجهات مباشرة وغير مباشرة مع رجال أعمالها الشرفاء، مشيرا الى أن ضعف الأحزاب له علاقة بأنها لم تأخذ الوقت الكافي للممارسة السياسية لكي تخطئ وتصلح من أخطائها، والحسم في نتائج الانتخابات البرلمانية لن يأتي من جانب من يمتلكون أموالا، ولابد من وجود كوادر سياسية، ولو تغلبت القدرة المادية على البرنامج السياسي سوف تصبح مصر أمام مجلس شعب أشبه بالمجلس المحلي، ويكون أعضاؤه منشغلين بخدمة دوائرهم فقط.
• هل حزب النور قادر على تشكيل أغلبية في مجلس النواب القادم؟
- لا يوجد حزب في مصر قادر على تشكيل أغلبية في البرلمان القادم، وهذا الأمر في مصلحة المصريين من أجل التوافق والتنسيق، لأن هذا الوضع أفضل من أغلبية مهيمنة تقود مصر في اتجاه معين، فضلا عن أن حزب النور يطمح بشكل شخصي في تكرار تجربة الخمسين للدستور، والتي حصل فيها على قدر معقول من التوافق.
• هل يدخل النور في تحالفات برلمانية مع أحزاب سياسية أخرى بعد ما أثير عن وجود تنسيق مع حزبي التجمع والمؤتمر؟
حزب النور يطمح في تشكيل حكومة لا تزيد عن 20 حقيبة وزارية، وفتحنا باب الاتصال مع عدد من الأحزاب السياسية البارزة لا نريد أن نذكر أسمائها في الوقت الراهن، ولكن من خلال شروط ومعايير خاصة بالحزب، والحديث عن تحالفات مع حزب التجمع أو المؤتمر أمر غير صحيح وهي شائعات الغرض منها التأثير على الحزب قبل خوض سباق الانتخابات التشريعية وتسمى بالاستدراك الإعلامي.
• هل تلقى الحزب وعودا بتشكيل الحكومة بعد دوره البارز في الانتخابات الرئاسية ودعم السيسي؟
- لن نتلقَ أي وعود من الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشكيل الحكومة، والنور لن يتحمل فواتير انتخابية تعرضه بدورها لابتزاز من عدة أطراف سياسية، ولن ندخل في صدام مع مؤسسات الدولة، لإدراكنا بأن مصر في تلك المرحلة في أمس الحاجة الى الانضباط المنتظر تطبيقه من الرئيس السيسي القادم من المؤسسة العسكرية.
• هل تستمر حكومة محلب بعد تشكيل البرلمان الجديد؟
- الحديث عن الحكومة القادمة أمر سابق لأوانه، فضلا عن أن حكومة محلب تمتاز بالأداء الجيد والذي تفوق على من سبقها من الحكومات الأخرى.
ويجب على السيسي أن يضع جدولا زمنيا للإنجازات المقرر تحقيقها في أول عامين من ولايته، لاحتواء الغضب المسيطر على الشعب المصري بعد «ثلاثة سنوات عجاف».
• ما القوانين والإجراءات التي يرى حزب النور ضرورة تعديلها بعد ولاية الرئيس الجديد وتشكيل البرلمان؟
- هناك حزمة من الإجراءات التي وضعت أثناء المرحلة الانتقالية لا ينظر لها الحزب بعين الرضا، مثل قانون التظاهر، لأنه خرج بشكل معيب والطريق الوحيد لتعديله واحتواء غضب الشباب تجاه هذا القانون، هو تعديله من خلال البرلمان، ولابد من نقاش مجتمعي حوله.
ويجب على الرئيس السيسي أن يهتم بالنمو الاقتصادي السريع، لأن الطبقة الأدنى والطبقة الفقيرة في مصر لم تشعر على مدار السنوات الماضية بثمار التنمية الاقتصادية، على عكس عهد مبارك، فكان هناك نمو اقتصادي ملحوظ على الرغم من وجود فساد كبير.
• المصالحة مع الإخوان أمر واردا في السياسة المستقبلية للرئيس السيسي؟
لابد من وضع إطار قانوني وإجابات قطعية تلزم طرف الإخوان شريطة إعادة دمجهم في العملية السياسية والمجتمع المصري بشكل عام، ومن ضمن تلك الشروط قبولهم بإقصاء من تورط في الدماء ودعا إلى العنف بشكل مباشر.
و«النور» يرى أن هناك تراجعا تكتيكيا كبيرا وملحوظا من قبل قيادات الإخوان، خصوصا الصف الأوسط ويحاولون أن يعدلوا من سقف الطموحات غير العقلاني الذي وعدوا به جماعتهم من قبل فيما يتعلق بعودة الرئيس المعزول.
• ما السبب الحقيقي وراء الهجوم على حزب النور في الآونة الأخيرة من بعض الأحزاب والنخب السياسية؟
النور تحمل ضريبة القرار السياسي الواضح الذي اتخذه بدعم المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر، وكانت تكلفة هذا القرار كبيرة للغاية.
وأريد أن أقول، إن اتهامات حملة السيسي وحملة صباحي لحزب النور متناقضة ومتضاربة مع نفسها؛ بمعنى أن الحزب دعم السيسي لدرجة إنه خرق الصمت الانتخابي بوجود صور للمشير عند اللجان، وخلاف ذلك كما يدعون، فكيف لأعضاء الحزب أن يبطلون أصواتهم بلجان الاقتراع إذا تناولنا الأمور بشكل منطقي؟.
كما أن الحزب منشغل بالعمل على الأرض، ولا يهتم بالهجوم والانتقادات الموجهة إليه من الإخوان أو اليساريين، أما حديث النخب السياسية وبعض الأحزاب عن اتساق عمل الحزب مع أمن الدولة، واتهام البعض الآخر للنور بأنه حزب إرهابي، أكبر دليل على أن النور يتمتع بثقل سياسي كبير في المشهد المصري وأنه يسير على الطريق الصحيح.
• ألا يوجد من أثنى على حزب النور رغم ما تعرض له من انتقادات حادة في الآونة الأخيرة؟
بالطبع هناك إشادة إعلامية كبيرة حصل عليها الحزب من مقدمي البرامج الحوارية مثل لميس الحديدي وجمال عنايت وخيري رمضان فضلا عن أحد الأعضاء البارزين في حملة السيسي وهو المخرج خالد يوسف الذي تحدث بإنصاف عن الدور البارز الذي لعبه حزب النور في الانتخابات الرئاسية.
• ما السبب الرئيسي وراء دعمكم للسيسي واستبعاد حمدين صباحي؟
الحزب لجأ إلى التصويت الداخلي في دعمه للسيسي، وهو شيء لا يتوفر في غيرنا من الأحزاب السياسية وتناولنا فكرة الخبرة الحكومية في التعامل مع مؤسسات الدولة، خصوصا بعد التجربة القاسية من حكم محمد مرسي ونعلم جيدا أن مصر تمر بظرف استثنائي، والحزب لن يرضى برئيس يدخل من جديد في صدام مع مؤسسات الدولة.
والحزب وضع منذ البداية معايير لاختيار المرشح الرئاسي القادر على تحمل المسئولية الكبيرة فقد التقى أعضاء الحزب مع السيسي، وكذلك المرشح الآخر حمدين صباحي، ومبدئيا الحزب أشاد بحمدين صباحي الذي رفض الاستسلام للضغوط التي مورست عليه من أعضاء حملته وأعضاء حزب التيار الشعبي للانسحاب من السباق الرئاسي.
وأيقنا أن حمدين صباحي لا يملك الخبر الإدارية، بينما الرئيس السيسي يمثل الرجل الأنسب لتلك المرحلة وسوف تكون مؤسسات الدولة على توافق تحت القيادة التنفيذية له، وحديثنا أن السيسي هو الأنسب لرئاسة الجمهورية لا يعني على الإطلاق أنه الرجل الأفضل ولكنه المناسب لتلك المرحلة الاستثنائية من عمر مصر.
• الفتاوى التي أصدرها ياسر برهامي في الآونة الأخير.. هل أخذت من شعبية حزب النور؟
هناك ترصد إعلامي ومحاولات تشويه متكررة للدكتور ياسر برهامي من قبل إعلاميين وشخصيات سياسية بعينهم وبصفتي منتميا لحزب النور نريد أن تكون مرجعية المسلمين هي مؤسسة الأزهر الشريف، وأن يتعاظم دورها أكثر من ذلك ولكن في الوقت نفسه.
وكان في الوقت نفسه حزب النور قائما على مرجعية دينية، ووجوده بين الأحزاب السياسية دستوري مائة بالمائة بواقع المادة اثنين من الدستور الذي أعدته لجنة الخمسين، فضلا عن أنه حزب سياسي وليس حزبا سلفيا وليس مقتصر على السلفيين ونؤيد تبعيتنا لدولة القانون.
ويجب أن تكون جمعية الدعوة السلفية خاضعة بالكامل لوزارة التضامن الاجتماعي، مؤكدا أن حزب النور لا يخشى من شيء، وأما من يتساءل عن مصادر تمويل فيسأل في ذلك الجهاز المركزي للمحاسبات.
• ماذا عن اتهام البعض من حملتي السيسي وصباحي لكم بإبطال الأصوات في الانتخابات؟
الحزب لم يفتح تحقيقا داخل الهيئة العليا الخاصة به حول ما أشيع عن إبطال الأصوات من قبل الأعضاء، وهذا كلام فارغ ولم يحدث وقد نشرته صحيفة المصري اليوم لتشويه الحزب، وعلى المستوى الشخصي نقلت أكثر من 10 أخبار من المصري اليوم تفيد بأن هناك حشودا مكثفة لحزب النور في اليوم الأول من الانتخابات على لسان مراسليهم، وفي اليوم الثاني من الاقتراع قالت نفس الصحيفة إن الحزب لم يكن له تواجد على الأرض، ويكفينا آراء الناس في الشارع عن الدور القوي للحزب في دعم المشير في الانتخابات".
وأضاف، أن حزب النور قام بدور الإعلام البديل، واستطلعنا آراء المواطنين في الشارع، مشيرا الى أن الأحزاب التي هاجمت النور تريد إفساد الحياة السياسية في مصر ولا تريد التعددية.
وقال: "إذا كانت حملة السيسي تشكك في 13000 قاض إذا بالمرة نريد أن نعلم من الذي أعطى صوته لحمدين صباحي من المواطنين على مستوى محافظات الجمهورية.
وعن امتلاك حملة حمدين صباحي لمحاضر تفيد بخرق الصمت الانتخابي لأعضاء النور، أجاب بضرورة توجه الحملة من خلال أدلتهم إلى القضاء فورا ليفصل في الأمر، أما عن حملة السيسي فأريد أن أقول لهم إن المشير عبد الفتاح السيسي قد تأذى كثيرا من أسلوبهم لأن أعضاء الحملة أمامهم خياران، إما أن يظهروا أنفسهم كاذبين أمام الرأي العام أو يطعنوا في القضاة الشرفاء الذين أشرفوا على 13 ألف لجنة في شتى محافظات مصر، ودعنا نتحدث عن وجود مليون صوت باطل في انتخابات الرئاسية، وإذا قال أحد أعضاء حملة المشير إن صوتا واحدا من تلك الأصوات الباطلة يخص أعضاء حزب النور تصبح الانتخابات باطلة على الفور.
وأضاف، أن القضاة المشرفين على لجان الاقتراع لا يعلمون شيئا عن اتجاه تصويت المواطنين في اللجان سواء للسيسي أو صباحي، وبالتالي فإن ادعاء الحملة المتطوعة لدعم المشير بأنها تمتلك من الأدلة ما يفيد بإبطال الأصوات من قبل أعضاء حزب النور هذا يعد دليلا واضحا على أن أعضاء الحملة لديها ناس داخل اللجان تعرفوا على بعض أعضاء حزب النور وتخطوا دورهم من خلال التلصص لمعرفة أصوات الناخبين سوف تتوجه أي من المرشحين، مؤكدا أن القاضي داخل اللجنة يتحقق من الناخب من خلال بطاقة الرقم القومي فقط وليس من خلال الكارنيه المتعلق بعضويته لحزب ما، وإذا افترضنا أن حملة السيسي رصدت إبطال الأصوات في لجنة فكيف لها أن تتطلع على إبطال الأصوات في 13 ألف لجنة على مستوى الجمهورية، وبالتالي فهو أمر غير منطقي.
• لماذا لم يشارك حزب النور في حكومة ما بعد 30 يونيو؟
الحزب رفض منذ البداية الانضمام لحكومة الببلاوي التي صنعت القرارات المصرية بعد 30 يونيو، لأن الحزب السياسي المحترم لا يأتي معينا وإنما يأتي بإرادة شعبية وحزب النور، لم يغتنم مكسبا سياسيا من موقفه الوطني الذي اتخذه على عكس الأحزاب الأخرى التي سعت للمكاسب السياسية.
ومنها الحزب المصري الديمقراطي التي تشكلت منه حكومة الدكتور الببلاوي، وكان لها توجه حزبي وأكبر دليل على ذلك رفض الدكتور أحمد درويش الذي كان مرشحا لمنصب التنمية الإدارية بحجة وجوده أيام حكم مبارك، ولكن في الوقت نفسه كان هناك بعض الشخصيات التي تولت حقائب وزارية ذات طبيعة تكنوقراط أكلمت مهمتها بنجاح مع المهندس إبراهيم محلب مثل هشام زعزوع وزير السياحة والدكتور أشرف العربي وزير التخطيط.
الشروق
0 التعليقات:
Post a Comment