فيما يشبه الخطابات السياسية التي اعتاد أن يلقيها خلال فترة توليه الحكم (1981 - 2011) والتي جاءت دومًا بلغة فصحي استعمل فيها تعبيرات مثل "أيها الأخوة" و"بني وطني"، ألقي الرئيس الأسبق حسني مبارك، المتهم في قضية قتل المتظاهرين بثورة 25 يناير، اليوم الأربعاء، أثناء دفاعه، خطابًا سياسيًا استعرض فيه "إنجازاته" وتاريخه العسكري وتحدث بلغة "الخطابات الرئاسية" المعتادة.

قال مبارك إنه اتخذ قرارًا بنزول القوات المسلحة يوم 28 يناير للحفاظ علي الأمن والأمان نظرًا لما تعرض له الوطن من اعتداء المتآمرين علي حد قوله.

وقال إنه في إطار استجابته لمطالب المتظاهرين، طرح خطوات واضحة تضمن انتقالًا سلميًا للسطلة في إطار الدستور والقانون بحلول انتخابات الرئاسة في سبتمبر 2011 أعلنها في خطابه للجماهير في الأول من فبراير "فسعي من أرادوا الانقضاض علي الدولة إلي تأجيج الأوضاع وزعزعة ثقة الشعب في قيادته بل والوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة".

وقال "بعد أن أصبحت متأكدًا من الهدف النهائي لهؤلاء وهو إسقاط الدولة ومؤسساتها قررت طواعية أن أتخلي عن منصبي وسلمت السلطة للقوات المسلحة ثقة في قدرتها في العبور بمصر وشعبها للأمن والأمان وقد كان".

وأضاف أن ضميرنا الوطني يملي علينا جميعًا إعادة قراءة الأحداث منذ عام 2011 وأن نري الأطراف العديدة التي تربصت بمصر.

وأضاف إنه إذ يدافع عن نفسه اليوم في مواجهة "التشهير والاتهام" لا يدعي لنفسه الكمال فالكمال لله وحده لكنه "بذل غاية جهده وطاقته وسوف يحكم التاريخ عليه وعلي غيره بما لنا وما علينا ومن المؤكد أن التوفيق لم يحالفه في بعض ما اتخذ من القرارات لكن هذا شيء طبيعي، ولكنه توخي صالح الشعب والوطن وفق قوله.

وأضاف "بالرغم مما تعرضت له من إساءة وتشهير واتهام لا أزال شديد الاعتزاز بما قدمته من عطاء لبني وطني، وشديد الاعتزازي ببني وطني ممن أيدوني وممن عارضوني".

وقال إن شخصًا كمثله "لم يكن ليأمر أبدًا بقتل المتظاهرين وإراقة دم المصريين وهو الذي أفني عمره في الدفاع عن المصريين".

وقال "قضيت حياتي مقاتلاً لأعداء الوطن، هكذا كان تعليمي وتدريبي منذ أن التحقت بالقوات المسلحة في 1949 ولم أكن لآمر أبدًا بقتل أي مصر تحت أي ظرف أو سبب ولكني لم يكن لأسمح بإشاعة الفوضي."

وأضاف أنه رفض زيارة إسرائيل طالما بقي الإحتلال ووقفت ضد الانقسام بين الضفة وغزة، ووقف مع المحاصرين ولكنه حافظ علي الأمن القومي المصري.

وقال إنه في عهده تحققت للشعب المصري طفرة كبيرة رغم الزيادة السكانية وارتفاع معدلات البطالة والإحصاءات أكبر دليل.

وأضاف "لا أبالي بأن يمحي اسمي من علي مشاريع قومية أو مؤسسات تعليمية أو ثقافية فهي وغيرها ستظل شاهدة علي ما حققناه ضمن شواهد عديدة علي اتساع أرض الوطن، فقد استعدت علاقات مصر المقطوعة مع الدول العربية ومقر جامعة الدول العربية، ولم أقبل أي تدخل أجنبي في شئون مصر أو أي تواجد عسكري أجنبي علي أراضينا".

أضاف الرئيس الأسبق أثناء دفاعه أمام محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة في أكاديمية الشرطة، أتحدث لحضراتكم باقتناع بأن عجلة التاريخ لن ترجع أبداً للوراء فالتاريخ يعنى أقدار الرجال مهما كانت محاولات الطمس والتزييف.

وأضاف مبارك ممسكًا بورقة مدون فيها كلماته التى يتليها أمام هيئة المحكمة:"إننى وقد قاربت مداولة المحكمة الموقرة على الانتهاء أشكركم على أنني أمارس حقي الذي كفله لى القانون في الدفاع عن نفسي".

وتابع مبارك:" تعرضت أنا وأسرتي لمحاولات ظالمة من الإساءة والتشهير، وتعرضت لحملات مماثلة تنتقص مما تحقق من إنجاز، مضيفا:" أننى أمثل أمام محكمة موقورة بعد أن مضيت 62 عامًا للوطن سنوات طويلة أمضيتها في خوض حروب، لم أكن يومًا ساعيًا وراء منصب أو سلطة وتعلمون الظروف العصيبة التي تحملت فيها الرئاسة خلفاً لرئيس اغتيالته يد الإرهاب.

وفي أثناء إنهاءه بعض الفقرات التي تلاها من الخطاب املكتوب نقل الرئيس الأسبق بين فقرة وأخري باستعمار تعبير "أيها الإخوة".

الاهرام

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -