(المشهد الحالي)

بعبارات حادة وأداء تمثيلي مبالغ فيه وقف فريد الديب، محامي الجاسوس عزام عزام والرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفًا ثورة يناير بالمؤامرة، ومتهما الثوار بالسذاجة والانقياد خلف مجموعة تستغل غضبتهم.

بعبارات حانية وكلمات رقيقة وقف فريد الديب، محامي الجاسوس عزام عزام والرئيس المخلوع حسني مبارك، واصفا موكله بطاهر اليد ونقي القلب وعفيف اللسان والساهر من أجل شعبه ووطنه.

ينسى الديب أنه ترافع لأربعة أيام دون أن يثبت على واحد من المحسوبين على الثورة تهمة التآمر أو النفاق أو التلون، وأنه حين فعل ذلك فعله مع المحسوبين على نظام مبارك فأبحر في أوراق تاريخهم وكتاباتهم وأقوالهم لإثبات نفاقهم وتلونهم.

وينسى الديب أن موكله الذي يصفه بطهارة اليد يجلس في القفص مرتديا البدلة الزرقاء بعد إدانته قضائيا بالاستيلاء على أموال القصور الرئاسية، وأن الرجل الذي يؤكد سهره على راحة شعبه رعى بنفسه عمليات التزوير التي تحدث عنها الديب نفسه في مقال سابق بالمصري اليوم.

لكي تحول مبارك من متهم إلى بطل، يجب أن تحول 25 يناير من ثورة إلى مؤامرة أولا، عندها سيصبح القتل دفاعا عن الوطن كما أصبح القتل الآن حربا على الإرهاب.

(فلاش باك)

«لم أقبل هذه القضية إلا مقتنعاً بأن عزام لم يرتكب جرمًا. وقت ما قابلت القضية إحساسي ويقيني، واستمت في الدفاع عما اعتقدت أنه هو الحق».

فريد الديب في بعد قبوله الدفاع عن عزام عزام مطلع 1997

«السجن خمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة على المتهم عزام عزام بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل»

محكمة أمن الدولة تقضي بإدانة عزام بالتجسس في يوليو 1997

«قبلت الدفاع عن عزام من أجل مصر ومظهرها الحضاري أمام العالم، من حيث كفالة حق الدفاع لكل متهم يحاكم أمام محاكمها بنص المادة 67 من الدستور».

فريد الديب في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط في ديسمبر 2000

«إطلاق سراح عزام بعد قضائه حوالي ثماني سنوات في السجن، بعد قضائه نصف مدة العقوبة، وتم الإفراج عنه بصورة مفاجئة وفي إطار ما وصف بكونه صفقة خرج على إثرها 6 طلاب مصريين كانت إسرائيل قد ألقت القبض عليهم قرب حدودها، وبعد أن كانت قضية عزام محور حديث أي مسؤول إسرائيلي كبير يزور مصر بدءا من رؤساء الوزراء الثلاثة الذين تعاقبوا على إسرائيل ووصول إلى رؤساء الموساد».

الإفراج عن عزام عزام في 5 ديسمبر 2004.

«ولدت في دولة إسرائيل، خدمت خدمة العلم في دولة إسرائيل، أنا ضحيت بأخ في دولة إسرائيل، ولما أنا أقع في مشكلة فلازم دولة إسرائيل تقف جنبي. هذه هي الدولة الديمقراطية».

عزام عزام في تصريحات لقناة العربية من منزله في 5 ديسمبر 2005.

يقال إن فريد الديب حصل على أتعابه من السفارة الإسرائيلية لكن لم يقل أحد إذا كان قد أخدها بالدولار أم بالشكل، لم يتنازل عن أتعابه بعدما حصل موكله على عقوبة مشددة، ولم نسمع أنه تبرع بها للمستشفيات الخيرية بعدما أعلن أنه كان فقط يدافع عن صورة مصر في الخارج وليس طمعا في أي شيء آخر لا سمح الله، من اتهم بلاده بتلفيق التهمة لمواطن إسرائيلي شريف، طبيعي أن يتهم الثورة بالمؤامرة التي دبرها الغرب لإسقاط الفاروق عمر من على عرش عدله، ومن لم يأسف لدفاعه عن جاسوس إسرائيلي حتى بعدما ثبتت إدانته، لن يتراجع عن محاولة تبرئة رئيس قتل شعبه وأدانته المحكمة من قبل بسرقة أمواله.

(المشهد القادم)

سيأتي آخرون يكملون مهمتهم في محاولة تشويه الثورة وشيطنتها وتحميلها مسؤولية كل الكوارث، سيفعلون ذلك لأنهم ببساطة لا يملكون شيئا يثبتوا به أنهم كانوا ناجحين.

يواجه رموز عصر مبارك بسلطته ومعارضته ومريديه والمنتسبين إليه أزمة حقيقية، لا يملكون شيئا في تاريخهم يباهوا به، أو دليلا قويا يواجهون به اتهامات الفساد والإفساد، أو إنجازا حقيقيا يضعونه في وجه كل من يشكك فيهم، لذلك لا سبيل لهم للدفاع عن أنفسهم إلا الهجوم على الثورة التي أسقطتهم.

سيصفون 25 يناير بأنها حرب كونية ومؤامرة عالمية وصنيعة إخوانية وبأنهم قتلوا المتظاهرين لإنقاذ مصر ولمنع تنفيذ مخططات الغرب، لكن المضحك المبكي أنهم فشلوا في ذلك أيضا فنجحت الثورة وأسقطتهم، ليثبتوا من جديد أنهم فاشلون حتى وهم يقتلون.

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -