استهل الإعلامي يسري فودة، الحلقة الأخيرة من برنامجه "آخر كلام"، على فضائية "ontv"، بالحديث عن الوطن وضميره المهني.

وقال فودة: "رمى حجراً وأمعن ثم ولّى، ولم يترك دليلاً أو محلا، وعاد بما تبقى من حياءِ، وشكّل يومه ثم استقلا، أموت، لكن لست أحني على كتف الزمان الرأس ذلًا. لأن الموت لوّن كل شيء، وألقى بين أعظمنا عروقهْ، لأن اللون في دمنا ضبابٌ، لأنّا نحن أخطأنا طريقهْ، لأن العمر يأتي عند يومِ ويعلن بين أيدينا مروقهْ، أرد إلى العيون شعاع أمسي، وألقي في حُميّاها بريقهْ، ومن جسدي النحيل أشد جسراً لكل العابرين إلى الحقيقة.


وأضاف: "فيا وطني رأيتك في التقاء الرأس هلكٓى بالحوائط، رأيتك في عيون القطة الجوعى تغالط، رأيتك في اصفرار الماء في سلخ المشيمةْ، رأيتك في احمرار الأفق في وجه الحدود، رأيتك في انتشاري في السدود، رأيتك حين ينكشف الغطاء عن الصباح، ووجهك مستباح. رأيتك حين أخلع ياقتي خلف المشابك، وحين تحط في صدري مناقير السنابك، رأيتك في انتفاخ العِرق في كتف الأجير، ووجهك يستجير. رأيتك في انحباسي في المرايا، رأيتك في الزوايا، رأيتك في المناشف، رأيتك حين تزرع وردة خلف العواصف، ووجهك لا عواطف.


وتابع: "رأيتك يا ضميري، رأيتك كالتذاذ الجرح في لمس المشارط. أسافر عنك، أصدر عن جميعك، و يلويني التباعدْ، فأذكر نظرة النهر، مؤنبةً، كأنك أنت يا وطني، رسمت عيونك السمرا، على ثغر الممر، وقلت: "لا أحدٌ يمر اليوم في قلبي"، ولا أحدٌ رآكا، ولا حتى على عينيك مرا. أظل أسير في عينيك أمسيةً، وأمسيةً أظل أعالج الأمرا. أريدك مستريحاً، في ضلوعي، أريدك.. قل لمن شئت السلامُ على عيونك يا بعيداً عن شكوكي، ويا زمناً تباعد ثم لامس. وما كان اختيارك يا فتيّاً سوى غضبٍ أذاب عليك دينهْ: لأنْ تبقى على الذكرى عيوناً ولا تبقى نبياً في مدينةْ".


وواصل مخاطبًا مشاهديه: "آمنا بأن طريقنا إلى احترام أذهانكم هو المعلومة المجردة والرقابة على السلطة، أي سلطةٍ من أي نوع، بكل جرأةٍ وبكل احترام في آنٍ معاً. أخطأنا أحياناً؟ نعم، وجل من لا يخطئ، لكننا نحمد الله أن ثبّت على الحق خطانا حين كان لقولة الحق ثمن".

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -