راهنت إيران على نظام نجيب الله الشيوعي نكاية في المجاهدين الأفغان السنة، ورغم تقربها منه ودعمها له إلا أن المجاهدين تمكنوا من إسقاط نجيب الله ونظامه في شهر أبريل عام 1992 ولجأ نجيب إلى مكتب الأمم المتحدة في كابل حتى قتلته حركة طالبان حينما استولت على العاصمة كابل في شهر سبتمبر عام 1996.

لكن خلال سنوات الحرب الأهلية بين فصائل المجاهدين بين عامي 1992 و1994 انخرطت إيران في الحرب داعمة للشيعة الهزارة ضد الفصائل السنية الأخرى، لكن بروز حركة طالبان عام 1994 غير كل معادلات الحرب لاسيما بعد تمكن طالبان من الاستيلاء على العاصمة الأفغانية كابل بعد انسحاب أحمد شاه مسعود منها حقنا للدماء عام 1996، حينئذ وجدت إيران نفسها وجها لوجه مع حركة طالبان، حيث وقفت طهران ضد طالبان داخل أفغانستان وخارجها، وهذا ما أدى إلى قمع الحركة للشيعة الهزارة في أفغانستان ردا على العداء الإيراني لها، ولأن الولايات المتحدة اعتبرت طالبان مع تنظيم القاعدة عدوا مناوئا لها فقد وجد الملالي في طهران أن هذه فرصة لوضع أيديهم في يد «الشيطان الأكبر» الولايات المتحدة لمحاربة حركة طالبان وإسقاط نظامها، وبدأت إيران تعاونا استخباراتيا ومعلوماتيا كبيرا مع الولايات المتحدة ضد حركة طالبان، مقابل تفاهمات كانت تنعكس على الأرض في عدم اتخاذ أية خطوات عملية ضد إيران، مع الاكتفاء بالخطاب العدائي الذي بدأ مع بداية الثورة الإيرانية بين الطرفين منذ العام 1979.

هذا التعاون الإستراتيجي الاستخباراتي الأميركي الإيراني بين «محور الشر» و«الشيطان الأكبر» تجلى بشكل واضح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وفي فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة تحت عنوان «إيران والغرب» اعترافات مصورة لكل من الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس الأسبق محمد خاتمي والرئيس السابق أحمدي نجاد وهم يعترفون بوضوح تام أن إيران اشتركت مع الولايات المتحدة وساعدتها في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان حتى أن أحمدي نجاد قال «لقد تمت مساعدة الأميركان في احتلال أفغانستان والعراق وبعد ذلك يأتي بوش وبكل وقاحة ويسمي إيران باسم «محور الشر».

أما الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني فقد اعترف قائلا في تقرير بثته قناة الجزيرة: «الإسلام بريء من الإرهاب وما يصاحبه من دمار، وقد ساعدنا القوات الأميركية في إزالة بؤرة الإرهاب من أفغانستان والآن يطلبون مساعدتنا من جديد والمهم بالنسبة لنا هو مساعدة الشعب الأفغاني»، أما الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي فقد ظهر في الفيلم الوثائقي «إيران والغرب» وقال: «لقد كانت طالبان عدوا لنا وكانت أميركا تعتبرها عدوا لها أيضا، وقد أدركنا أن إطاحة أميركا بطالبان ستكون من مصلحة إيران».

نكمل غداً

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -