"التجاهل" كان الخيار الأول الذي لجأ إليه التلفزيون المصري "مسبيرو" في التعامل مع تظاهرات الطلاب التي إنطلقت تزامناً مع أول يوم دراسي بالجامعات ، و سرعان ماعدل مسبيرو استراتيجية التجاهل بتغطية التظاهرات ولكن من منظوره الخاص، وبين التجاهل التغطية تعليمات كثيرة صدرت خلف الكواليس.

وكشف عامر الوكيل رئيس تحرير النشرة بمسبيرو أن تعليمات صدرت لهم من قيادات التلفزيون بعدم تغطية مظاهرات الجامعات وتجاهلها بالكامل مفيداً أن القيادات أخبرتهم أن جميع القنوات الخاصة سوف تتجاهل المظاهرات أيضاً.
وأضاف الوكيل لـ"مصر العربية" :” أثارني القرار ورفضته وقولت لهم أن مسبيرو ملكاً للشعب وإن تجاهل العالم كله انتفاضة الطلاب وجب على التلفزيون المصري تغطيتها ولكنهم أصروا على تجاهلها في اليوم الأول"

وأوضح الوكيل أن التعليمات تغيرت في اليوم الثاني من المظاهرات وقرر قيادات مسبيرو تغطيتها نظراً لضجيجها وكبر حجمها ولكنهم قرروا تغطية المظاهرات من وجهة نظر رؤساء الجامعات ومن ثم بيانات الداخلية وأخيراً مراسلين التلفزيون.

وأشار الوكيل إلى أن هناك ثلاثة مصطلحات اعتمدت بمسبيرو لتوصيف الطلاب المتظاهرين لا يمكن الخروج عنهم وهما بالترتيب " طلاب الإخوان" و " طلبة الجماعة الإرهابية" و" مثيرو الشغب".

وتابع :” إعلام مسبيرو يعد الأسوأ في تاريخ الإعلام والأكثر استفزازاً للطلبة أنفسهم رغم أنه ملكهم ويجب أن يتبنى مطالبهم ويتفهموها".

وبين الوكيل أن التعليمات في مسبيرو تكون شفهية ويتجنب قدر المستطاع كل أشكال الأوامر المكتوبة.



مخالفة للمواثيق الدولية

من جانبه قال الدكتور ياسر عبدالتواب أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة أن هناك لبس لدى الناس والنظام في أن مسبيرو ملك الحكومة وهو أمر خاطئ فالتلفزيون المصري ملك الدولة وليس الحكومة.

وأوضح عبدالتواب أن ملك الدولة تعني الشعب ولا يحق للحكومة فرض توجهاتها على مسبيرو منوهاً إلى أن هذا يخالف القانون والمواثيق الدولية التي تتنظم عمل الاعلام.

وفسر عبدالتواب تجنب قيادات مسبيرو إصدار تعليمات مكتوبة بأنه محاولة لتجنب العقوبة القانونية حتى لا يؤخذ عليهم شيء ملموس يدينهم.

وأفاد أن مسبيرو يجب أن ينقل الحقائق دون توصيف أو توجه وفقاً للقانون والاعراف الدولية.



جريمة دستورية

فيما قال حسين عبدالله الخبير القانوني أن توجيه الاخبار وتسييسها في مسبيرو يعد جريمة دستورية لأن الدستور الجديد نص على أن التلفزيون مؤسسة مستقلة ومن أجل ذلك ألغيت وزارة الإعلام التي كانت تتحكم فيه واستبدلت بهيئة الاعلام لتنظيم وسائل الاعلام فقط.

وأوضح عبدالله أن أية تعليمات مكتوبة تعتبر مستند قانوني يدين قيادات مسبيرو لذلك يتوجهون للتعليمات الشفهية بجانب قلقهم من وصول هذه المستندات المكتوبة للرأي العام فيطاح بهم.

وألمح عبدالله إلى أن التلفزيون المصري يتعامل بعقلية إعلام الحرب لكون الدولة في حرب مع الارهاب لذلك يسضيف بعض الخبراء الامنيين والعسكريين بعينهم.

ورأى عبدالله أن القنوات الخاصة أصبحت أكثر تسيساً من التلفزيون المصري الذي يحظى بمشاهدة محدودة.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -