* قال لي مراسل الصحيفة الأجنبية إنه لم يفهم تهويني من احتمالات سيطرة داعش على مصر بالذات، دون غيرها من الدول العربية والإسلامية، معتبراً ذلك تجاهلاً لخطر داهم، لا يمكن إنكاره، فقلت محاولاً إنهاء حواري بنقطة ختامية: "الأمة التي أنجبت للعالم سعيد الهوا وحارة الشمبوكشي لا يمكن السيطرة عليها من داعش، ولا من هو أدعش من داعش"، وعندما قال إنه لم يفهم عما أتكلم، قلت "هذا ما كنت أقصده بالضبط".
* وأنا أشاهد المظاهرات العنيفة التي جرت في النيجر وباكستان، احتجاجاً على الرسوم الكرتونية المسيئة للرسول الكريم في مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، والتي ذكّرتني بمظاهرات عنيفة سابقة ضد رسوم مماثلة في الدنمارك وهولندا، لم أمنع نفسي من التفكير في ما لو كان الرسول عليه الصلاة والسلام حياً بيننا، وقرر أن يهاجر من بطش الحكام العرب، يا ترى هل كان سيختار الهجرة إلى النيجر وباكستان، أم إلى فرنسا وهولندا والدنمارك؟
* لو صدقنا النظرية التي ترى أن فساد البشر يكمن بسبب استماعهم لاقتراحات الشياطين التي يطلق عليها تعبير "الوساوس"، فربما كان التفسير الوحيد لتفوق الشياطين على الملائكة، في جذب كل هؤلاء الفاسدين والخاطئين والمنحرفين، أن الشيطان يعمل بكل هذه الهمة والنشاط، لأنه متطوع.
* يا ابني يا حبيبي، صدقني، ما انبهرت لرؤيته ليلة أمس، وما ستراه في الكثير من الليالي المظلمة، ليس شُهُباً تهوي إلى الأرض، وليس ظاهرة فلكية، تستعصي على التفسير، هو ليس إلا بصقات، "تفّات" يعني، تنهمر من سكان الكواكب المجاورة، حين يصل إليهم إرسال قنواتنا الفضائية.
* دع مائة زهرة تتفتح، ولا تكن عبيطاً فتمسك بأشواكها لتدميك، ودع مائة قطعة غائط تنزل، ولا تكن أهطل فتخوض فيها بقدميك.
* كثيراً ما يستشهد الكتاب والمحللون، في مقالاتهم وأحاديثهم، بتلك القصة الشهيرة التي تحكي عن مجموعة من فاقدي البصر الذين وجدوا أنفسهم في غرفة مع فيل، فأمسك كل منهم بجزء من جسم الفيل، ووصفه لزملائه من وحي خياله. الغريب، على الرغم من تكرار القصة وتداولها عبر الأجيال، لا أحد أبداً يجيبنا عن أسئلة كثيرة محيرة لا بد أن تتوارد إلى ذهن أي عاقل يستمع إلى القصة: ما هو موقف الفيل الذي يترك الناس تقوم بالتحسيس عليه، والإمساك بأجزاء جسمه، من دون أن يحرك ساكنا؟ هل هو، مثلاً، فيل مخدر في انتظار عملية جراحية، وبالتالي، تكون الغرفة التي وجده فيها فاقدو البصر غرفة العناية المركزة في مستشفى بيطري ما؟ هل هو فيل فاقد للإحساس بجسده، بحيث لا يعرف إذا كان يتم تحسسه أصلاً؟ أم أن لديه تفضيلاً ما لأن يتحسسه الآخرون؟ أم أن لديه حساسية فائقة، تجعله يرفض أي فعل يقوم به أناسٌ يتحدون إعاقة أبصارهم، ويفضل الصبر عليهم حتى الانتهاء من تفقدهم جسده؟ على أية حال، أياً كانت هوية ذلك الفيل الذي يتحسسه فاقدو البصر، يبقى أننا لم نسمع، في أي نسخة من القصة، الوصف الذي قاله ذلك الذي أمسك بمسائل الفيل.
* ثمّة أنواع كثيرة بديعة من الفاكهة، مثل الخوخ السيناوي والكيوي والكانتالوب والكمثرى والتين الشوكي والعنب البناتي والتين البرشومي والبلح الرُطَب والمانجة الفص، تجعلني أتساءل عمّا إذا كانت المنطقة المحيطة بأبينا آدم في الجنة لم تكن تحتوي فواكه سوى التفاح، أم أن أمنا حواء ولدت بسوء اختيار خلقي، توارثته كل بنات حواء، جعلها لا تفضل من الفواكه إلا التفاح.
* حتى الآن لا أفهم، كيف يمكن أن يأخذ الإنسان بجدية يوماً اسمه الثلاثاء؟
* لم أجد تجسيداً لمفهومنا المصري الخاص عن التسامح، أكثر من تصريح قرأته، قبل أيام، يطلب فيه أحد السياسيين "إصدار قرار وزاري بتدريس إجباري لمادة المواطنة والتسامح"، تسامح وإجباري، هي دي مصر يا عبلة.
* ربما كان جوهر الحياة يتلخص في أن كل طفل يأتي إلى الدنيا عارياً، كالحقيقة، ويغادرها بعد أن تتم تغطية عريه، كما تفعل الأكاذيب.
* قال لي صديقي المحبط من تجاربه الزوجية المريرة: أنت لم تفهم الرسالة التي أراد الله، سبحانه وتعالى، أن يرسلها لعباده الذكور، حين لم يتخذ زوجة، ليقول لهم إنه يمكن للحياة أن تستمر بدون امرأة. قلت له: بالعكس، أنت الذي ربما فهمت الرسالة خطأً، فلعلها تعني أنه لا يمكن لأحد أن يستغني عن الحياة بدون امرأة إلا لو كان إلهاً.
0 التعليقات:
Post a Comment