دعا أحمد عز، أمين التنظيم في الحزب الوطني المنحل، إلى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، التي اندلعت ضد نظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، مهاجمًا من يعتبره كثيرون "أيقونة" الثورة المصرية، محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية سابقًا.
جاء ذلك خلال تعليقه على مطالبات بعدم الاستمرار في الترشح للانتخابات البرلمانية التي تنطلق فى مارس المقبل، في أول ظهور إعلامى له منذ ثورة يناير.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "النهار"، مساء الثلاثاء، تساءل عز، الذي تم استبعاده مؤخرًا من سباق الانتخابات البرلمانية: "ليه فكرة الإقصاء.. ما نخليها منافسة سياسية".
وأضاف: "الإقصاء الآن معناه الإقصاء في المستقبل.. وهل الديمقراطية هي ديمقراطية المنتصر؟"، داعيًا إلى تحقيق أهداف ثورة 25 يناير.
ومضى عز، الذي طعن على قرار استبعاده من الانتخابات، متسائلاً: "لماذا قامت الثورة؟! ألم يكن الهدف منها الديمقراطية على الأقل؟، أهداف الثورة لا تتحقق.. ماذا تبقى من الثورة إذن؟".
وفي كلمات مقتضبة حول بعض الشخصيات العامة بمصر، دعا عز للرئيس الأسبق حسني مبارك بـ"الشفاء"، بينما هاجم محمد البرادعي، أحد رموز ثورة يناير، ومن يعتبره كثيرون "أيقونة" الثورة المصرية، قائلاً: "شخصية مصرية دولية، أحترمها فقط، ووجهة نظري أنه لا يمثل كتلة كبيرة من المصريين".
ونفى عز "56 عامًا"، أن تكون ثورة يناير "مؤامرة"، مشيرًا إلى أنَّ هناك أسبابًا كثيرة لحدوثها منها وجود نظام واحد منذ عام 1952 إلى 2010 لم يتغير، وظهور ثورات في المنطقة مثل ثورة تونس، التي اندلعت قبل ثورة مصر بقرابة شهر، وأطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي.
وأعرب عن احترامه لقرار القضاء واللجنة العليا للانتخابات البرلمانية التي تنطلق على مدار شهرين ابتداء من مارس المقبل، مرجعًا أسباب ترشحه إلى الاهتمام بدائرته الانتخابية واهتمامه الاقتصادي وتنمية بلده من باب خبرته.
وخلال اللقاء، الذي وصفه أحد مشاهديه عبر مداخلة تليفونية أنه "مسرحية هزيلة"، قال عز: "لا أنزل الانتخابات لأجل أن أعيد برلمان سابق أو محاولة لاستنساخ ماض كان أو من أجل الحصانة، إذا سمح لي أن أنافس، وإذا ما فزت سأتنازل عن الحصانة التي يمنحها البرلمان لأعضائه".
وتقدم عز في 8 فبراير الجاري بأوراق ترشحه للانتخابات بمحافظة المنوفية، إلا أنَّ اللجنة العليا للانتخابات استبعدته لـ"عدم وجود حساب بنكي له خاص بنفقات حملته والدعاية الانتخابية، وعدم إرفاق إقرار الذمة المالية لإحدى زوجاته ضمن أوراق الترشح والاكتفاء بإقرار الذمة المالية" وهو القرار الذي طعن عليه مؤخرًا.
ووجه عز، الذي كان أحد الأعمدة الرئيسية لنظام مبارك، خلال اللقاء أكثر من مرة اعتذارًا للمصريين عن تسببه للأوضاع التي عاشتها مصر قبل ثورة 25 يناير 2011، قائلاً: "أعتذر عن كل شيء.. أنا كنت من الأشخاص اللي ثار الشعب عليهم في عام 2011، وبالتالي على الأقل وعلى أضعف الإيمان أعتذر عن هذا الغضب الذي كنت أحد أسبابه".
وأعرب عن دعمه لـ"30 يونيو"، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المحسوب على جماعة الإخوان، بجانب دعمه للرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي.
ونفى مسؤوليته عن تزوير الانتخابات البرلمانية التي تمت عام 2010، وتحدث عن إجراء انتخابات عدة داخل الحزب الوطني، الحاكم آنذاك، قبل الانتخابات البرلمانية التي حصل فيها الحزب على نسبة فاقت 95% وقتها، متسائلاً: "عملنا كل ده لأجل تزوير الانتخابات؟"، مجيبًا: "استحالة".
كما نفى عز وجود نية لتوريث الحكم لجمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، قائلاً: "لم يكن هناك اجتماع أو إشارة أو كلمة تؤسس للتوريث، الرئيس مبارك لم يكن يتخذ قرارًا مثل هذا، وجمال مبارك لم يكن لديه أجندة بمثل هذا".
وبرأ القضاء أحمد عز من عدة قضايا في تهم تتعلق بـ"الفساد والتربح واستغلال النفوذ والاحتكار" بعد أكثر من ثلاث سنوات قضاها محبوسًا احتياطيًا على ذمة تلك القضايا.
واندلعت في 25 يناير 2011 احتجاجات شعبية عارمة في مصر، كان مسرحها الرئيسي ميدان التحرير، بوسط القاهرة، والتي أدت إلى إسقاط حكم مبارك، الذي حكم البلاد قرابة ثلاثين عامًا، عبر تخليه عن الرئاسة، وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة "أعلى هيئة بالجيش" بإدارة شئون البلاد في 11 فبراير 2011.
0 التعليقات:
Post a Comment