”لعب مشجعو الزمالك دورا مشابها لنظرائهم من جماهير الأهلي في الاحتجاجات المناصرة للديمقراطية منذ 2011، بما دفع البعض منهم إلى الاعتقاد بأن استهدافهم أمام الدفاع الجوي، يمثل حالة من انتقام الدولة، بالإضافة إلى خلافهم مع رئيس الزمالك مرتضى منصور محامي الثورة المضادة، الذي لا يخفي ازدراءه للثوار وألتراس الزمالك".
جاء ذلك في سياق تقرير بصحيفة الجارديان البريطانية عن الأحداث التي وقعت خارج استاد 30 يونيو قبل مباراة الزمالك وإنبي، والتي أودت بحياة العشرات من أنصار الأبيض.
وإلى نص التقرير
قُتل 30 مشجعا كرويا مصريا على الأقل مساء الأحد، بعد أن أطلقت الشرطة قنابل غاز وطلقات خرطوش على مشجعين مصطفين في طابور لدخول استاد الدفاع الجوي، في أحدث نوبة من العنف الذي تقوده الدولة، والذي بات أحد سمات تاريخ ما بعد الثورة.
وادعى ناجون أن الشرطة وجهت طلقات على حاملي تذاكر من جماهير الزمالك، ثاني أكبر الأندية المصرية، بينما كانوا يحاولون دخول استاد الدفاع الجوي(30 يونيو)، بشرق القاهرة، والذي يملكه الجيش، لمشاهدة مباراة الزمالك وإنبي.
لكن وزارة الداخلية قالت إنها بدأت إطلاق النار بعد محاولة مشجعين بلا تذاكر اقتحام الاستاد، وأرجعت حالات الوفاة إلى حالة الذعر التي تلت ذلك.
وأضافت في بيان لها: ” لقد حاولوا اقتحام بوابات الاستاد بالقوة، وهو ما أجبر الأمن على إيقافهم".
وعزا البيان حالات الوفاة إلى حالة الاندفاع.
الواقعة هي الأحدث في عشرة عمليات قتل جماعي على الأقل منذ ثورة 2011، والثالثة على الأقل التي ترتبط بكرة القدم.
الحادثة الأولى تعود إلى عام 2012 عندما قتل أكثر من 70 مشجعا في مذبحة استاد بورسعيد.
وحملت السلطات مسؤولية المذبحة على عاتق جماهير المصري، لكن مشجعي الأهلي يعتقدون أن استهدافهم هو بسبب دورهم الصلب الذي لعبه في ثورة يناير 2011، والمظاهرات التالية لها.
ولعب مشجعو الزمالك دورا مشابها في الاحتجاجات المناصرة للديمقراطية منذ 2011، بما دفع البعض منهم إلى أن استهدافهم الأحد يمثل حالة من انتقام الدولة، بالإضافة إلى خلافاتهم مع رئيس الزمالك مرتضى منصور محامي الثورة المضادة، الذي لا يخفي سرا ازدراءه للثوار وألتراس الزمالك.
وفي أعقاب حالات الوفيات أمام استاد الدفاع الجوي، قال شهود عيان إن الاعتداء كان هجوما غير مبرر على أشخاص من حاملي التذاكر.
عمرو، موسيقى، نجا من إصابة بخرطوش في صدره، قال إن نحو 1000 مشجع حوصروا في ممر ضيق يقود لبوابات الاستاد، رغم أن الكثير منهم كانوا يحملون تذاكرهم، بينهم عمرو، لكنهم منعوا من الدخول بعد أن أغلقت الشرطة الممر بأسلاك شائكة.
وأضاف عمرو: ”لقد ظللنا في الممر لفترة طويلة، وأصيب الناس في الأسلاك الشائكة وحوصرنا بالداخل، وبدأنا نتحرك ونصرخ، وظنت الشرطة أننا نحاول إحداث مشاكل، فأطلقت علينا قنبلة غاز".
ووفقا لرواية عمرو، فإن أحد المشجعين رد بألعاب نارية، وقابلت الشرطة ذلك بالمزيد من قنابل الغاز، قبل أن تبدأ حالة من التدافع الجماعي، قابلتها الشرطة بإطلاق النار.
ومضى يقول: ”بعد ذلك، بدأ الناس في الجري في كافة الاتجاهات..لم يعرفوا أين يذهبون، كان الوضع فوضويا للغاية، ولم تتوقف الشرطة عن إطلاق النار خلال كل هذا الوقت".
وبعد 10 دقائق من الفوضى العنيفة زحف الناجون إلى الخلف، وقال سعد عبد الحميد: ”كانت هناك جثث ملقاة على الأرض، وحاول البعض دخول الممر للإنقاذ، لكن الشرطة عاجلتهم بطلقات خرطوش".
وبحسب عمرو أيضا، فقد رد المشجعون بمزيد من الألعاب النارية والحجارة.
وعند وصول حافلة الزمالك في حراسة الشرطة، حاول البعض منعها من الدخول، ومهاجمة سيارة شرطة مجاورة، بما اشعل جولة أخرى من الاشتباكات.
وأظهر فيديو متداول على الإنترنت مئات المشجعين مطوقين داخل الأسلاك الشائكة، بينما تطلق الشرطة النار مباشرة على الجماهير، لكن تتابع الأحداث ليس واضحا.
المشيعون أمام مشرحة زينهم بدوا متيقنين من أن استهداف أصدقائهم كان متعمدا.
وذكر أحد شهود العيان، ممسكا بيديه الملطختين بالدماء: ”اشهدوا على ما تفعله حكومتنا في أطفالنا".
وعلى بعد أمتار، قال سعد عبد الحميد: ” المذبحة التي حدثت كانت انتقاما من هؤلاء الذين شاركوا في الثورة".
وبشكل أوسع نطاقا، أثارت الواقعة الجدل من جديد بشأن استمرار التكتيكات الأمنية العدوانية للشرطة، والمنطق وراء فتح الملاعب للجمهور، لا سيما وأن معظم المباريات خلال السنوات الأربع الماضية لعبت خلف أبواب مغلقة.
وتساءل عمرو: ”لماذا أسلاك شائكة.؟ولماذا استُخدم الغاز؟، ولماذا تبادلوا الألعاب النارية بالذخيرة الحية؟".
وبالرغم من ذلك، لعبت المباراة على نحو طبيعي.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment