توقع عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية بشن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة هجمات على سيناء ، ووضعها ضمن نقاط الاستهداف ،وقال عبد الشافي في حواره مع جمهور الجزيرة مباشر إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالب بذلك فعليا خلال زيارته للولايات المتحدة.

وتابع أن الجيش المصري لا يريد القضاء على "البؤر الإرهابية" في سيناء، لاستخدامها كفزاعة مواجه داعميه الإقليميين والدوليين، وإليكم نص الحوار.

-نريد في البداية التعرف على حقيقة ما يحدث في سيناء ؟
حقيقة ما يجري في سيناء لا يمكن الوقوف عليها من الأحداث التي تشهدها منذ تفجيرات 29 يناير 2015، ولكن لا بد من الرجوع إلى اتفاقية السلام المزعومة بين مصر والكيان الصهيوني والتي فرغت شبه جزيرة سيناء من أبنائها وجعلت منها مرتعا للصهاينة والمفسدين يعبثون بها كيفما شاءوا، وجاء نظام مبارك وعلى مدي ثلاثين عاماً ليرسخ هذا الوضع حيث الإعلان عن خطط واسعة للتنمية في سيناء ولكنها ظلت حبرا على ورق، وبعد ثورة يناير استبشر السيناويون خيرا، بجو الحرية والأمل الذي يمكن أن يوفر لهم مزيدا من الحقوق والحريات، ولكن جاء النظام العسكرى بمرحلتيه (الأولي بين 11 فبراير 2011 وحتى 30 يونيو 2012، والثانية من 3 يوليو 2013 وحتى الآن) ليزيد من تفاقم الأوضاع في ظل ممارسات القمع والقهر والتشريد التي قام بها الجيش في سيناء.


-لماذا ظهرت التفجيرات والعمليات الاجرامية ضد الجيش المصري عقب ثورة يناير ؟
رداً على الممارسات التي قام بها الجيش في سيناء، فليس منطقياً أن يتم التهجير والتشريد والقتل غير المبرر والقمع والقهر دون رد فعل، مع وجود احتمالات لعبث أجهزة مخابراتية خارجية تستهدف عدم استقرار المنطقة، بجانب النشاط الصهيوني في شبه جزيرة سيناء والذي لا يعنيه بالأساس استقرار أوضاعها حتى يضمن السيطرة عليها.



-ولما في هذا التوقيت تم تصنيف حماس وكتائب القسام جماعات إرهابية؟
في محاولة للهروب من الأزمة والفشل الذي يتعرض له الجيش في سيناء، ففي العديد من التجارب التاريخية، تلجأ النظم الاستبدادية للبحث عن عدو خارجي حتى تربط بينه وبين فشلها في الداخل.


-ما حجم التنسيق بين السيسي واسرائيل وما حجم التنازلات التي تقدمها مصر؟
التنسيق في أزهي حالاته وعصوره، ويكفي أن مصر فقدت دورها كوسيط نزيه أو يمكن الرهان عليه في المفاوضات بين العرب والكيان الصهيوني، وهو ما ظهر جليا ليس فقط خلال أزمة غزة الأخيرة (يوليو/ أغسطس 2014) ولكن منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2013، بل وقبلها وهو ما توثقه عشرات التقارير عن وجود تنسيق وتعاون مخابراتي بين عسكر مصر والكيان الصهيوني للإطاحة ابتداء بالدكتور مرسي ثم التفرغ بعد ذلك للتخلص من حماس، وما زيارات الوفود الأمنية بين الجانبين إلا أحد المؤشرات على ذلك.

-أين "عملية سيناء" التي أعلنها عنها الجيش المصري عقب مقتل الجنود المصريين في رمضان 2012 ؟لا مجال لها، لأنه للأسف الشديد تسير دون خطط واضحة، مجرد عمليات عشوائية وإجراءات عبثية ومجرد ردود أفعال وهالة إعلامية، وتركيز فقط على القصف عبر الطائرات وهو ما ينال من المدنيين ويزيد معدلات الكراهية لممارسات الجيش وجنوده.


من وجهة نظرك هل ما حدث بسيناء خلال الفترة الماضية يؤكد فشل القرار المصري بإنشاء منطقة عازلة مع قطاع غزة؟
من المؤكد أن ما حدث دليل فشل ولكنه ليس المعيار الوحيد للفشل، لأن الفشل مستمر منذ بداية العملية، والتقارير والبيانات التي تصدر عن المتحدثين العسكريين وقادة العسكر والتي تتسم بالتناقض أحيانا وعدم الوضوح أحياناً وعدم الدقة كثيراً.

-هل الجيش المصري لا يستطيع حقا القضاء على الجماعات الارهابية في سيناء أم أنه لا يريد ذلك الأن ؟
لا يريد، ولا يستطيع، المستويين معاً، لا يريد لأنه يسعي لاستخدامه فزاعة في مواجه داعميه الإقليميين والدوليين. أما كونه لا يستطيع لأنه إمكاناته وقدراته وطبيعة التضاريس في شبه جزيرة سيناء لن تساعده على ذلك، بجانب أن التركيز على الحلول الأمنية فقط، يزيد الوضع سوء ويزيد معدلات الفشل والاخفاق.
هل ما يحدث في سيناء يخدم خطة السيسي التي تواجه المطالب الشعبيية بالحديث عن محاربة الأرهاب؟

هل تتوقع قيام التحالف الدولي بتوجيه ضربات لسيناء ضد تنظيم الدولة الاسلامية؟
نعم وسيكون ذلك بناء على دعوات مباشرة بالتدخل من جانب قائد الانقلاب في مصر، وقد سبق وطالب بذلك في القمة الأفريقية (يوليو 2014) وفي الأمم المتحدة (سبتمبر 2014)، وفي زياراته للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والصين الشعبية وإيطاليا وفرنسا وغيرها

ما العوامل التي ساهمت في تحويل سيناء لبؤرة ارهاب؟
غياب خطط التنمية، المعالجات الأمنية، التمييز المناطقي في الخطط والسياسات والحقوق والحريات، نصوص اتفاقية كامب، ممارسات إسرائيل، دور العامل الخارجي الذي أراد الحفاظ على سيناء كمنطقة مهمشة وبؤرة انفجار مستقبلي.

ما مستقبل مصر كوسيط في المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية عقب تنصيف كتائب القسام كمنظمة ارهابية؟
لا مجال للحديث عن وساطة دون نزاهة، دون عدالة، هذا ابتداء، سلطة مصر الآن قضت بحظر حركة حماس في مارس 2014، ثم جلست مع قادتها في يوليو 2014، وطرحت مبادرة للتسوية بينها وبين الكيان الصهيوني.
سلطة الانقلاب تعتبر غزة العدو الاستراتيجي، واستضافت مؤتمر إعادة إعمار غزة في أكتوبر 2014، دون ممارسات حقيقية، هناك خلل حقيقي بين ما يتم الإعلان عنه وبين ما تتم ممارساته، ولكن لا اعتقد أن مصر بسلطتها العسكرية الراهنة يمكن أن تشكل وسيطا نزيها مستقبلا.


المصدر: الجزيرة مباشر

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -