رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الغارات الجوية المصرية التي استهدفت معاقل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا تهدد بوقوع مصر في صراع إقليمي مع الجهاديين.



فقد استهدفت الطائرات المصرية معسكرات تدريب وأسلحة ومخازن ذخيرة خاصة بداعش في مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا وقتلت أكثر من 60 متشددا، ردا على مقطع الفيديو الذي بثه التنظيم على شبكة الإنترنت ويظهر ذبحه 21 مصريا كان قد اختطفهم في الفترة ما بين أواخر ديسمبر وأوائل يناير الماضيين.



وذكرت الصحيفة أن مصر تقدم الدعم الكامل للجيش الليبي الذي يحارب الجماعات المسلحة، لكنها امتنعت عن التورط بشكل مباشر بقوتها في تلك الحرب، حيث إن مصر تخوض حربا بمفردها في سيناء ضد جماعات إرهابية مسلحة أعلنت ولاءها لتنظيم داعش.



لكن بيان القوات المسلحة حول العملية هو الأول من نوعه في إظهار تواجد عسكري لمصر في لبيبا، رغم إعلان الاستخبارات الأمريكية سابقا شن مصر والإمارات ضربات جوية على الإسلاميين في لبيبا، وهو ما أنكرته مصر حينها.



فبحسب بيان صادر عن الجيش المصري، جاءت الضربات الجوية "تنفيذا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني، وارتباطا بحق مصر في الدفاع عن أمن واستقرار شعبها، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد".



وتعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمعاقبة منفذي الجريمة، قائلا إن "مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين المتجردين من أبسط القيم الإنسانية".



وأكد العميد ركن صقر الجروشي، رئيس أركان سلاح الجو الليبي، أن القصف المصري تم بالتنسيق مع الجيش الليبي، مضيفا: "طائراتنا شاركت في الهجوم علي معاقل الإرهاب، وحرب مصر وليبيا واحدة".



ويعني ظهور ذلك الفيديو نهاية لتجاهل وجود داعش داخل ليبيا، وعلى عكس العراق أو سوريا، فإن ليبيا ليست لديها أي مؤسسات أو حكومة مركزية أو جيش قوي أو دعم خارجي لمواجهة داعش.



وأظهر الفيديو مقنعين من أفراد التنظيم الجهادي وهم يقطعون رؤوس 21 مصريا، وتم إخراج الفيديو بالطريقة نفسها التي تم بها إخراج فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في يناير الماضي على يد داعش، وهو ما يدلل على الحضور القوي للتنظيم داخل ليبيا.



ولم يكن الفيديو أو النص المكتوب خلاله يستهدف العرب أو منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل كان موجها للغرب أيضا، وتم تصويره بجودة فائقة مثل فيديو إعدام الكساسبة استخدمت فيه تقنيات إخراجية عالية، غير أن الفيديو كان أكثر بشاعة على عكس سابقه، فالضحايا الـ 21 لم يقاتلوا التنظيم مثل الكساسبة.

مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -