"ويل للمطففين" ليست وعيدا قاصرا على اختلال الموازين في أسواق الحبوب والخضر واللحوم، بل هي بعد سارية في عالم الحجة والمنطق والرأي. فأصحاب الذمم الخربة والضمائر المعطوبة الملوثة يكتالون على الناس في نقاشاتهم بمعايير صارمة ويحاكمونهم إلى قواعد شديدة الدقة، حتى إذا جاء دورهم ليبذلوا الرأي وانتظر خصومهم الإنصاف منهم، إذا هم - بوجوه لا تعرف الحياء - يجيزون لأنفسهم ما سبق وأنكروه على الآخرين!
من هؤلاء للأسف الشديد نفر من الزملاء كنا نعدهم من الأخيار وأصحاب النزاهة. بالغوا في الطعن على الرجل الشريف ونقموا منه في حكمه الذي دام عاما واحدا ما ارتكب من أخطاء وما لم يرتكب. ثم غضوا أبصارهم عن المبالغة في ظلمه واعتلال ميزان العدالة في الحكم عليه وعلى أتباعه. فأبى الله إلا أن يمتحنهم بوغد وضيع، ما ترك خطأ عدوه على الرئيس المحترم بحق أو بجور إلا وقارفه مضروبا في آلاف مؤلفة. فهل أقاموا العدل في صاحبهم أو حتى أطبقوا أفواههم العفنة وتواروا عن الناس؟! كلا! لقد ابتغوا الفتنة وقلبوا الأمور وبرروا للمفسدين والقتلة جرمهم الشنيع في حق الوطن وهم يهتفون بوقاحة: تحيا مصر! خبرنا منهم ذلك المسلك الشاذ في مواطن تستعصي، لكثرتها، على الإحصاء. وكان إمامهم في هذا وفارسهم، أبو الغار الذي قالها صراحة عند سلق دستور الانقلاب: تبيننا الكارثة في الوثيقة وسكتنا عن تزوير الجيش حتى لا يشمت فينا الإخوان!!!
ألا بعدا للقوم الظالمين!
0 التعليقات:
Post a Comment