قيادي عراقي، وزعيم سني بارز، كان له نشاط ملحوظ ضد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وعلى الرغم من كونه واحدا من أهم المهاجمين لنظام نوري المالكي، الذي وصفه بالطائفي، إلا أنه في الوقت نفسه برأ الشيعة من المجازر التي ترتكب ضد السنة، إنه الراحل حارث الضاري أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق.
وتوفي الضاري في مدينة إسطنبول التركية، صباح اليوم ، عن عمر يناهز 74 بعد معاناة مع المرض.
وهو حارث بن سليمان بن ضاري بن ظاهر بن محمود الزوبعي الشمري الطائي، ولد في قضاء أبي غريب عام 1941م. وكلف أبوه الشيخ سليمان معلما لتدريسه مع أخيه العلوم الشرعية، ثم انتقل للدراسة في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1962م. وحصل منها على شهادات عليا في التفسير والحديث عام 1967م، وسافر عام 1977م إلى القاهرة لإتمام كتابة أطروحته للدكتوراه (الإمام الزهري وأثره في السنة)، التي أكملها عام 1978.
وعاد بعدها لكلية الإمام الأعظم "سميت بعد عام 80 بكلية الشريعة" ليترقى فيها إلى مرتبة (أستاذ مساعد) عام 1979م، وتقاعد عام 1997م بناء على طلبه، ليعمل بعدها في كلية الشريعة بجامعة اليرموك في الأردن 1997م وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي 2000م، وفي جامعة عجمان في الفجيرة 2002م.
وهو واحد من علماء السنة في العراق، وأمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق ويقيم في العاصمة الأردنية عمان، منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، ويعد من أكبر المناهضين للاحتلال الأمريكي ولطريقة الحكم الحالية في العراق.
وأصبحت هيئة علماء المسلمين التي أسسها الضاري عقب الغزو الأميركي للعراق من بين أهم القوى العراقية المناهضة للاحتلال ولمشاريع الأقاليم الذي دعت إليه أطراف سنية، معتبرة إياها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.
أهم مؤلفاته
للضاري عدة مؤلفات منها، كتاب الإمام الزهري وأثره في السنة - مكتبة بشار - الموصل - 1985م، وكتاب القرآن الكريم، تلاوته ومعانيه 1983م، وكتاب "محاضرات في علوم الحديث” - كتاب منهجي في الكليات والمعاهد الإسلامية في العراق، كما أصدر عدد بحوث ودراسات، أهمها علم الجرح والتعديل، و الإسناد عند المحدثين، والتعارض والترجيح في الحديث، والإدراج في الحديث، وحقوق الإنسان والتمييز فيها، الماسونية والأديان السماوية.
في إبريل 2012 دعا الضاري الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة نوري المالكي، واصفا حينها المالكي بالمستبد، واتهمه بالسعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد على غرار إيران.
حذر الضاري من عواقب استمرار الهيمنة الأمريكية والإيرانية على العراق، واعتبرته حكومة المالكي إرهابيا وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه، كما انتقد سياسات المالكي، مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء، لا سيما أهل السنة إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير.
الشيعة والسنة
تبنى فكرة التقارب بين الشيعة والسنة، وقال في أحد لقاءاته مع قناة الجزيرة، في 22/1/2014، إن "ما يحدث في العراق ليس حربا بين الشيعة والسنة، ولكنها حربا بين المالكي وحزبه والمتظاهريين ضده، أما الشارع الشيعي فهو بريء من الطائفية، فلم يقتل الشيعة السنة ولم يقتل السنة الشيعة، وإنما هناك أحزاب شيعية سياسية جاءت مع الاحتلال، بمشروع طائفي لتحكم العراق".
في يناير 2014 أعلنت الولايات المتحدة تجميد أموال حارث الضاري بقرار من وزارة الخزانة الأمريكية بسبب تورطه بدعم الإرهاب، على حد وصفها.
واتهمت الولايات المتحدة الضاري بدعم الإرهاب، وتهديد الأمن والسلام والاستقرار في العراق والعالم، إضافة إلى دعمه لبعض المليشيات كتنظيم القاعدة وأنصار السنة وجيش المجاهدين.
وأكدت الولايات المتحدة أن قرار التجميد جاء لاتهام الضاري بإدارة ودعم وارتكاب أعمال عنف أدت إلى مقتل العديد من المدنيين العراقيين ومسئولين حكوميين، على حد وصفها.

0 التعليقات:
Post a Comment