أحلام الثراء تتطاير فوق رؤوس شباب الوادي الجديد، وصاروا يسلكون طرقًا غير مشروعة لكسب الأموال الباهظة دون عناء، فانشغال الحكومة عن قلب الصحراء الغربية، وتفشي البطالة، جعل النصب والاحتيال يعرف طريقه إلى عقول الشباب، وباتت تجارة الآثار هي بوابتهم إلى عالم الثراء السريع.
"مشروع شباب الخريجين".. هكذا أطلق شباب الوادي الجديد هذا المسمى على " مافيا تجارة الآثار"، بعد أن انضم إليها مؤخرًا العشرات من الشباب اليائس، والتي تدار من أبعد بقعة في الصحراء الغربية بمعرفة أباطرة النصب والاحتيال، في اغتيال كامل لهيبة والدولة وقتل متعمد لحياة الشباب الشريفة.
شروط قاسية وضعتها مافيا الآثار يخضع لها "النصاب والضحية" في تلك المحافظة التي ذاع صيتها في تجارة الآثار، التي قد تصل إلى الخطف والتعذيب وإراقة بحور من الدماء، في الوقت الذي تضيق فيه الأجهزة الأمنية الخناق على هؤلاء، ما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى بيع آثار مزيفة قاموا بشرائها من بازارات الأقصر وأسوان، أو يلجأون إلى استغلال خبرات أهل الواحات في صناعة الخزف والتماثيل والفخار، لصنع آثار مقلدة وبيعها على إنها حقيقية.
يقول محمد زياد "موظف" "استغل نصابين الآثار بالوادي الجديد شبكة الانترنت وقاموا بترويج آثارهم المزيفة عن طريق تصوير تلك التماثيل وعرضها على شبكات التواصل الاجتماعى والمواقع، والتي تجد كل زبائنها من جميع إنحاء الجمهورية والذين يأتون إلى المحافظة قاطعين مئات الكيلومترات حاملين ملايين الجنيهات ليفاجئوا أنهم وقوعوا فريسة لعصابات وشبكات ممنهجة .
وأوضح أن هناك شروطًا قاسية يتم وضعها بين الضحية والنصابين في حالة عدم الالتزام بها يخسر الأول أمواله والغريب في الأمر أن أغلب هؤلاء الضحايا يقومون بدفع نصف أموالهم مقدمًا قبل استلام تلك الآثار الوهمية وغير الموجودة في الأصل والتي يتم إرسالها عن طريق الحوالات البريدية، وما أن يأتي الضحية إلى المحافظة يتم بيع القطع المزورة له ويقوم بالعودة بها إلى محافظته، وما أن يكتشف أنها مزورة لن يستطيع العودة إلى أحضان الصحراء مرة أخرى للمطالبة باستعادة أمواله أو الإبلاغ عن عملية النصب .
ولفت أن البعض الآخر من الضحايا ذوي النفوذ المالية والسياسية من رجال الأعمال ما أن يتنامى إلى علمه أنه تم النصب عليه يلجأ إلى الدافع الانتقامي لاسترجاع أمواله، خصوصًا أن كان قد زج بالملايين من الجنيهات، حيث يقوم بخطف أحد أفراد تلك التشيكلات العصابية أو أحدٍ من أفراد عائلته بهدف الضغط على باقي التشكيل العصابي وقد يلجأون إلى عمليات التصفية والقتل.
وتابع: زياد أن زعماء مافيا الآثار ينعمون بالترف والحياة نظرًا لعدم وجود دليل قاطع يدينهم فما أن يتم ضبطهم بتلك الآثار المقلدة يقومون بإظهار فواتير اصحاب البازارات، والتي تثبت شراءهم لتلك التماثيل منها بغرض الاقتناء المنزلي أو الشخصي وهو الأمر الذي جعل العشرات من شباب المحافظة يقبل على تلك المهنة دون خوف أو تردد.
وقال خالد عز الدين أحد المهتمين بالنشاط السياحي والأثري: إن الواحات ومساحتها 44% من مساحة جمهورية مصر العربية ترقد تحت رمالها أكبر كمية من الاثار، وطالب أن يكون هناك تنسيق مشترك بين وزارتي الآثار والداخلية لتامين تلك المناطق تأمينًا كاملاً لحين اكتشافها وإلا أصبحت تلك الكنوز الأثرية متداولة بين أصحاب النفوذ والنصابين .
من جانبه أكد المقدم عبد الرحيم رشوان بشرطة السياحة والآثار، أن الشرطة تمكنت خلال الفترة الماضية من ضبط أكثر من 113 شخصًا تحررت لهم محاضر متنوعة، ما بين الاتجار في الآثار أو التنقيب في المواقع الأثرية، مشيرا إلى أن شرطة السياحة تشن حملات بصفة دورية على المناطق الأثرية وخاصة المترامية في أطراف القرى على مستوى مراكز المحافظة .
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment