هو عنوان عمل روائى للأديب الألمانى هيرمان هيسه (ولد فى عام 1877 وحصل على جائزة نوبل للأدب فى عام 1946 وتوفى فى عام 1962) وبه يوجه سهام نقد لاذع لطرق التربية والتنشئة السلطوية.

«تحت الإطار» يتناول حياة شاب موهوب (هانس جيبنرات) دفع ثمنا باهظا (الفشل) لضغوط أب مستبد وسلطوية مؤسسات تعليمية (المدرسة) ودينية (الكنيسة). رسالة «تحت الإطار» الرئيسية هى الدفاع عن حق الإنسان فى الاختيار الحر، وفى تجربة مسارات حياة قد تختلف عن تفضيلات مرجعيته الأسرية (الأب) أو المجتمعية (المدرسة والكنيسة) وتصويبها ذاتيا دون إملاءات أو أوامر من قبل مؤسسات تدعى احتكار الحقيقة المطلقة.

يقدم «هيسه» فى عمله الروائى، وهو كتبه فى 1903 ونشر للمرة الأولى فى 1905 / 1906، مرافعة إنسانية رائعة عن حق الشباب فى الاختيار وواجب الأسرة والمجتمع فى تمكينهم من ذلك بتسامح وانفتاح، عن المواطن الحر الذى يحتاجه المجتمع الحديث والذى ليس لعقليته النقدية أن تتبلور إلا بممارسة حق الاختيار وتحمل تبعاته، عن تنوع المجتمع المرتبط بالمبادرات الفردية وبتجاوز ثنائيات المسموح والممنوع.

«تحت الإطار» هو بكل تأكيد عمل روائى يستحق القراءة لأديب امتلك شجاعة نقد المجتمع السلطوى ومؤسساته المستقرة وطرق التربية والتنشئة المرتبطة به. إلا أننى أكتب عنه هنا لأمر آخر.

فالمدارس الحكومية الألمانية، ومنذ سبعينات القرن الماضى، تلزم تلاميذ المراحل المتقدمة (أى المقابلة للمراحل الإعدادية والثانوية فى مصر) بقراءة «تحت الإطار» ومعه طيف واسع من أعمال روائية أخرى تتعامل بصورة نقدية مع المجتمع السلطوى ومع ادعاء احتكار الحقيقة المطلقة وتدعو لمواجهته وتغرس قيمة الحق فى الاختيار الحر فى نفوس الشباب. ووراء هذا الأمر الكثير من السياسة. فألمانيا، التى بدأت فى 1949 فى شطرها الغربى بناء الديمقراطية بعد فاشية هتلر والحرب العالمية الثانية، اكتشفت بعد عقدين كاملين أن آليات الديمقراطية (تداول السلطة والانتخابات الدورية وحكم القانون) لا تكفى بمفردها لتغيير بنية المجتمع السلطوى وإصلاح مؤسساته وإنهاء قمعها للمواطن. من هنا، وبجهد مشترك للبرلمان والحكومة والمصالح الخاصة، بدأت عملية منظمة لنشر ثقافة الاختيار الحر وقيمها الأساسية عبر المؤسسات التعليمية (المدارس والجامعات) والوسائط المدنية المختلفة (الإعلام ودور النشر والجمعيات الخاصة) وحصاد كل هذا اليوم هو مجتمع تجاوز الفاشية وابتعد عن البنية السلطوية وصار فى المجمل متسامحا ومنفتحا ومتقبلا للآخر (فى المجمل). هكذا تصنع المجتمعات تجاربها الناجحة للانتقال من الاستبداد والسلطوية إلى الديمقراطية، ليس بالانتخابات أو بتداول السلطة فقط. تحديث المناهج التعليمية وتنشيط الدور التنويرى للجامعات وللإعلام ودور النشر عناصر أساسية للانتقال الديمقراطى ولاستعادة إنسانية مجتمعات تحطمها السلطوية وتتركها ركاما.

3 التعليقات:

  1. فالمدارس الحكومية الألمانية، ومنذ سبعينات القرن الماضى، تلزم تلاميذ المراحل المتقدمة (أى المقابلة للمراحل الإعدادية والثانوية فى مصر) بقراءة «تحت الإطار» ومعه طيف واسع من أعمال روائية أخرى

    هل هذا الإلزام يدخل تحت الاختيار الحر ؟

    ReplyDelete
  2. الأستاذ عمرو حمزاوي نايم في العسل ، ماذا يسمي عنصرية الألمان ضد المسلمين ؟؟؟ هل نسي حادثة مقتل المصري مروى بسبب حجابها ؟؟؟؟ الحرية التي يتحدث عنها الكاتب افرزت مجتمع منحل فيه أكبر نسبة دعارة في العالم !!!

    ReplyDelete
  3. يا أساتذة ما فهمتوش المعنى الخبيث هو اننا لا نصلح للديمقراطية ولا يعتد باصواتنا في أي انتخابات لاننا لا نختار بحريتنا وانما على رأي الكاتب نختار بموروثات في نفوسنا عن الدين والاخلاق والالتزام ولكي يكون رأينا حرا لابد أن نتخلى عن هذا كله في اختياراتنا أو نسلم نفسنا لمن يفكرون عنا وأرد عليه ليست هذه بديمقراطية فاالديمقراطية هي أن أسمع الناس رأيي بحرية ثم أترك لهم حرية الاختيار بيني وبين غيري وليس أن أطالب الناس بأن يتخلوا عن دينهم ومعتقداتهم وأخلاقهم بل وقيمهم من أجل حرية اللا أخلاق واللا مجتمع

    ReplyDelete

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -