قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إنه "لا أحد يقدر المهمة الفظيعة الملقاة على عاتق الجيش فى سيناء، إننا ننظر إلى هذه اللحظة فقط، ولا ندرك أن سيناء ظلت على الأقل في التاريخ الحديث موضع التباس".

وتساءل هيكل، فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى على قناة "سي بي سي" مساء اليوم الخميس: أليس من الغريب أن يكون الإنجليز هم من ثبتوا حدود مصر في عام 1906، وهم من أصروا أن تكون سيناء مصرية في عهد العثمانيين، الذين أصروا وقتها أن تكون حدود مصر خط العريش- السويس، هذا بالنسبة للتقسيم الإداري للإمبراطورية، لكن الإنجليز مع الأسف الشديد هم من أصروا على الحدود الحقيقية لمصر، لكن وبكل أسف ظلت سيناء إلى الخمسينيات مناطق مثلها مثل أي منطقة حدود محظور دخولها تحت القيادة والعسكرية البريطانية، فمنذ أن ثبتت حدوداً مصرية في عام 1906 وحتى عام 1956 بمعنى أنها نصف قرن كانت الدولة المصرية معزولة عنها تماما.

وتابع هيكل: في الحروب تقطعت وحاربنا عدة مرات، وبالتالي الأوضاع في سيناء قلقة بطبيعتها، ولم نأخذ في اعتبارنا أن سيناء بدأت تتجه أكثر إلى فلسطين وإلى غزة وحركة القبائل المتصلة تجعل مجال للحركة بين الطرفين، ثم جئنا بعد ذلك لمرحلة اتفاقية السلام والمحادثات، التي كنت موجودا فيما بعدها، ولو تخيلنا كمية التعهدات التى قطعتها مصر على نفسها حتى يقبل كيسنجر الضغط على إسرائيل، ورغم ذلك لم يضغطوا على أية حال، وبالتالي قبلنا بترتيبات تجعل وجودنا هناك تقريبا شبه مستحيل، وتأميننا لهذا الجزء من الوطن شبة مستحيل، إذا كنت أعرف أن طبيعة هذا المكان وعلاقته بالظروف التاريخية تخلق أوضاعا معينة، وإذا كنت أعرف أن طبيعة السكان هناك وعددهم قليل 400 ألف نسمة حالياً فإننى عندما آتى إلى تبعات الاتفاقية وبعد زيارة كيسنجر وألغى جميع التريبات القديمة، مما عرفنا فنحن بعد عام 48 وضعنا ما يسمى بمراقبي الهدنة، ثم بعد عام 56 وضعنا ما يسمى بقوات طوارئ وفي عام 73/74 أبلغونا وقتها أننا لسنا مرتاحين لهذه الترتيبات، وتم رفع مراقبي الهدنة وقوات الطوارئ، وبالتالي وفقت الأوضاع وقتها، لأن تكون سيناء باقية كرهينة.

وأكد هيكل: نعم بقيت سيناء رهينة حتى هذه اللحظة، فإنتي أمام بلد يحتاج التحاقه بالوطن الأم إلى عملية تجزير وتقوية، وفي مرات كثيرة عدنا إليه وخرجنا منه، ورغم قربنا جدا منه إلا اننا فرضنا ترتيبات أمنية لصالح إسرائيل، وتم الالتزام بها، وأعتقد أن جزءا من الظلم الأكبر الواقع على القوات المسلحة سببه أن السياسية فعلت، حيث أدت إلى تقسيم سيناء لمناطق قل فيها وجود القوات المسلحة، وحجم الحركة، والأكثر أنشانا فيها قوة سياسية عسكرية "قوات دولية" تحت قيادة الولايات المتحدة، ووجدت أمورا غريبة عندما أجد وأنا أقرأ الوثائق والبرقيات الأمريكية أن كل البرقيات كانت ترسل إلى السفارة في تل أبيب وسفارة بغداد وإلى قيادة القوات الدولية في سيناء، وأجد أن القائم بأعمال السفير الآن في القاهرة هو ذاته قائد القوات في سيناء، وكان رئيس مجموعة المراقبين الدوليين.. هنا موضوع سيناء الذي يرغبون في أن يكون منطقة فارغة عازلة بين مصر وإسرائيل.


بوابة الاهرام

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -