في مشهد شبيهه ببيان انقلاب سبتمبر/ أيلول عام 1969 الذي قادة العقيد الراحل معمر القذافي إلى السلطة، استيقظ الليبيون صباح الجمعة على بيان أعلن فيه اللواء المتقاعد خليفة حفتر إيقاف عمل المؤتمر الوطني (البرلمان المؤقت) والحكومة الانتقالية وتجميد العمل بالإعلان الدستوري.
ولكن في المقابل إعلان حفتر عبر بيان تلفزيوني مصور نشر على يوتيوب وبثته وسائل إعلام عربية، أثار موجة سخرية كبيرة بالشارع الليبي لما أسموه بـ"انقلاب تلفزيوني" بيوم ذكري عيد الحب العالمي، وبقي نهار الجمعة عادياً وهو يوم عطلة رسمي بالبلاد ودائماً ما تمتلي فيه الأسواق والمقاهي بالزوار في الصباح حتي الظهر.
ورغم تأكيد اللواء حفتر على سيطرته قواته على كافة المرافق الرئيسية والحيوية بالبلاد، إلا إنه سرعان ما تضح عكس ذالك تماماً ليتبين الأمر إنه لا يعد سوي انفلاش إعلامي أمام كاميرات التلفزيون.
ووفقاً لمراقبين فإن اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد قام خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعدة جولات حاول من خلالها إقناع زعماء وأعيان القبائل وقادة المليشيات المعادية للإسلاميين بالإضافة لكبار ضباط الجيش الليبي بدعمه لتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد والإطاحة بالنظام السابق إلا إن الأمر من الواضح يلاقي رفضاً كبير من أطراف ذات قوي ونفوذ بالمشهد الليبي.
ولكن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان سرعان ما نفي في تصريح تلفزيوني مقتضب حدوث أي انقلاب عسكري بالبلاد معتبراً إنه "مثير للسخرية". وشدد على أنه "لا عودة لعصر الانقلاب وأن ليبيا لن تعود إلي القيود"، وأكد على أن القوات العسكرية والأمنية تسيطر بشكل كامل على الأرض.
وبدوره، وصف رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين في كلمته متلفزة، بيان حفتر بأنه "امتداد لمدرسة القذافي" معلنا أنه أصدر تعليماته بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بالقبض على اللواء خليفة حفتر.
وناشد كافة الثوار والضباط الجنود الذين شاركوا "بثورة فبراير" أن يكونوا "جاهزين للدفاع عن الثورة والوطن".
وأوضح أبو سهمين إن هناك تعليمات واضحة بالقبض على كافة المشاركين في إجتماعات سرية لأفراد أو بملتقيات ذات طابع سياسي أو الذين أدلوا بتصريحات لوسائل الإعلام دون اذن مسبق.
وأكد رئيس أركان الجيش الليبي اللواء عبد السلام العبيدي إن رئاسة الأركان تسيطر على كافة الوحدات والثكنات العسكرية بالبلاد، معلنا "نفير عام في صفوف الجيش والمقاتلين الثوار منذ اسبوعين تحسباً لأي حركات ضد الثورة".
وشدد على أن "الجيش سيعاقب كافة العسكريين الذين اقحموا أنفسهم بالتجاذبات السياسية الحاصلة بالبلاد"، ولفت إلى صدور مذكرات توقيف بحق اللواء المتقاعد خليفة حفتر، داعياً الأخير لتسليم نفسه للقضاء العسكري دون إراقة دماء، متعهداً بتطبيق القوانين العسكرية على كافة المنتسبين بالجيش.
الأناضول
0 التعليقات:
Post a Comment