ارشيفية من مذبحة الفض

تحت عنوان " قبل عام .. قتل زوجى المصور فى مصر ..مجرد أنه كان يؤدى وظيفته " ، نشرت صحيفة " واشنطن بوست" الامريكية مقالا للكاتبة "دانيللا ديانى " التى قتل زوجها خلال فض اعتصام ميدان رابعة العدوية بالقاهرة العام الماضى.


وقالت الكاتبة : " زوجي، ميك، كان هدفا سهلا لقناصة الجيش المصري المتواجدين على بعض على أسطح العمارات على بعد ميل واحد ، فهو ضخم البنيان وأشقر بما يجعله مميزا عن بقية المتظاهرين ، وكان متواجدا وسط بحر هائج من المتظاهرين، ويحمل كاميرا تلفزيونية ضخمة.. أعتقد أن قوات الأمن لم يرق لها رؤيته هناك، لذلك قرروا قتله". 


واشارت الكاتبة إلى أن الشرطة لم ولن تعترف أبدا بقتله ، كما أن التحقيقات التى أجريت بمعرفة الطب الشرعى فى مقتل "ميك" فى الرابع عشر من اغسطس 2013 لم تفضى الى شىء ، وبالتالى وبعد مرور عام لا جدوى من التفكير فى ذلك" .

"ميك"، وهو صحفي بريطاني يعمل مع محطة "سكاي نيوز" الفضائية وعمل سابقا مع محطةITV الإخبارية وCNN، كان في محيط مسجد رابعة العدوية في القاهرة لنحو ساعة ونصف من صباح ذلك اليوم وكان يصور قوات الأمن المصرية التى تقتحم مخيم المحتجين هناك. 


وكان "ميك" البالغ من العمر61 عاما فى هذا التوقيت يصور مجموعة من النساء تجمعوا بالقرب من المسجد، وبينما كان يلتقط صورة أخيرة ، حيث هم الفريق المعاون له بالتحرك ومغادرة المكان ، كانت رصاصة القناص أقرب اليه من التحرك فوقع قتيلا".


واضافت:" كان يؤدى وظيفته، تماما مثل ثلاثة صحفيين من شبكة الجزيرة، بما في ذلك مراسل استرالي، الذين يقضون الآن أحكاما بالسجن لمدد طويلة في القاهرة. والصحفيين المصريين الثلاثة الذين قتلوا في ذلك اليوم نفسه، بينهم امرأة تبلغ من العمر 26 عاما.


واوضحت الكاتبة ان "ميك" شهد الكثير من الأشياء السيئة خلال مسيرته المهنية التى امتدت 33 عاما في الأخبار التلفزيونية . واشارت إلى أن ما يتراوح بين 638 إلى 2،600 شخص - اعتمادا على روايتى وزارة الصحة أو من قبل المتظاهرين المؤيدين مرسي، - توفوا في ذلك اليوم معه في القاهرة.

ووصفت الكاتبة لحظة معرفتها بمقتل زوجها ، عندما اتصلت بها قناة " سكاي نيوز" هاتفيا لتقول لها ان "ميك"، مصور الشرق الأوسط فى القناة وشريك حياتها من 35 عاما، قد قتل. ..وقالت :" شعرت بألم لم اشهده من قبل .. ولم اشعر بالنصف الأسف من جسدى "

وبعد الحادث ببضعة أشهر ، كانت معاناتي تزداد ، وكنت اتطلع فى وجوه الناس في أى حشود أراها أينما ذهبت، وكأنى ابحث عنه".


وقالت ان " ميك "كان يخطط للتقاعد العام الماضي - وهو العام الذي قتل فيه كان لديه ما يكفي، أكثر من ثلاثة عقود من كونه مصور صحفي في عالم يشهد مزيد من المعاناة على نحو متزايد بمنطقة الشرق الأوسط التى يغطيها، كان خائفا من هذا الشرق الأوسط الجديد الذي ظهر بعد ما يسميه البعض بعبثية الربيع العربي.

وتحدثت الكاتبة عن مسيرة زوجها المهنية فى الشرق الأوسط ، وخصوصا الفترة الأخيرة حيث ساقرت معه إلى القدس فى اكتوبر 2011 ومنها الى شمال اسرائيل


لمتابعة وتغطية عملية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية كبيرة لتبادل الأسرى مع الفلسطينيين.

في اليوم التالي تم تكليف ميك ، بالذهاب إلى ليبيا، وكانت تلك رحلته الثالثة هناك، لأن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي قد تم العثور عليه وقتل.

وذهب إلى مصر أكثر من ست مرات مرات خلال العام التالى (2012) لتغطية المظاهرات العنيفة في كثير من الأحيان وقبل بضعة أشهر من وفاته، قيل انه قتل تقريبا في غزة خلال عملية "عمود السحاب" التى نفذتها اسرائيل في عام 2012، حيث انهار مبنى كان يقيم به فريق " سكاي نيوز" وهو من بينهم جراء القصف الإسرائيلي .


وقالت الكاتبة ان ميك الذى يعمل بمنطقة الشرق الأوسط منذ الثمانينات من القرن الماضى ، شارك فى تغطية كل المآسى التى مرت بها المنطقة ، وكان يتـألم كثيرا لسوء الأوضاع فى المنطقة وسقوط الابرياء جراء العنف ، خصوصا فى السنوات الاخيرة فى ليبيا وسوريا ومصر وغزة.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -