قالت صحيفة «ليزيكو»، الفرنسية، إن المفاوضات بين مصر وفرنسا حول بيع الأخيرة عدد 24 طائرة مقاتلة من طراز «رافال» لمصر، وصلت مراحل متقدمة، مضيفة أن باريس والقاهرة، على وشك إنهاء اتفاق بخصوص بيع فرنسا المقاتلات من إنتاج شركة «داسو»، إضافة إلى فرقاطة بحرية من طراز «فريم» لمصر.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، أن الأمر بدأ في سبتمبر الماضي، حينما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أبلغه السيسي عن رغبته في الحصول على مقاتلات «رافال» وفرقاطة «فريم»، وذلك على وجه السرعة، مرجعة ذلك إلى رغبة الرئيس السيسي في وصول هذه المعدات إلى مصر مع افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، المقرر في أغسطس المقبل.
وبحسب الصحيفة، فإن قيمة الصفقة تتراوح بين 5 و6 مليار يورو، مشيرة إلى أن «رافال» تعتبر من أكثر الطائرات المقاتلة فعالية، وتطورًا في العالم، ويمكنها القيام بعدة أدوار، لكنها تعد كذلك الأغلى ثمنًا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، لم تسمها، أن وزارة المالية الفرنسية وافقت، أو على وشك الموافقة، على أن تقوم الهيئة الفرنسية لتأمين التجارة الخارجية «كوفاس» بضمان العقود بنسبة تناهز 50% من قيمتها، وكانت القاهرة طلبت من باريس، بحسب الصحيفة، أن تصل نسبة الضمان هذه إلى ما بين 80 -90% بدون الدفعة الأولى، إلا أن وزارة المالية الفرنسية رفضت ذلك.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن الاتفاق على آلية التوقيع يمكن أن يتم إبرامه هذا الأسبوع، ويمكن بعدها تشكيل مجموعة من المصارف المعتمدة يتوقع أن يكون ضمنها «بي.إن.بي باريبا»، و«سوسييتيه جنرال»، و«كريديه أجريكول».
وأشارت الصحيفة إلى زيارة قام بها وفد فرنسي، منتصف يناير الماضي، للقاهرة لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة، التي قالت إنها تعد الأضخم في تاريخ التعاون العسكري بين الجيش المصري وأوروبا.
وكانت صحيفة «لا تريبيون»، الفرنسية، قد ذكرت، في يناير الماضي، أن «الوفد الفرنسي عاد إلى باريس محملًا بانطباعات إيجابية، اطمئن فيها لجميع الجوانب العسكرية، والمالية، للصفقة من المسؤولين المصريين». وأوضحت حينها أنه بعد انتهاء زيارة الوفد الرسمي زار الرئيس التنفيذي لشركة «داسو إفياسيو»، المصنعة لمقاتلات «رافال»، إريك ترابيير، مصر، لاستكمال بعض الجوانب الفنية في الصفقة.
ويري مراقبون أن الصفقة الفرنسية تعد بمثابة خطوة جديدة على طريق تنويع مصادر السلاح المصري، في ظل توتر العلاقات مع واشنطن التي ظلت المصدر الرئيسي للسلاح في الجيش المصري لأكثر من 30 عامًا.
ومع تولي السيسي السلطة تحسنت العلاقات بين القاهرة وباريس، حيث يتشارك الجانبان القلق من صعود جماعات متطرفة في ليبيا ومصر. وشهد عام 2014 عقدًا عسكريًا هو الأضخم بين البلدين، خلال الـ 20 عامًا الأخيرة، حيث شمل الاتفاق بيع 4 فرقاطات بحرية لمصر بقيمة مليار يورو.
لكن المحطة الحاسمة لكي ترى هذه الصفقة النور تكمن في تسديد مصر الدفعة الأولى، وهي دفعة على الحساب تقدر قيمتها بنحو نصف مليار يورو، وإذا تمت هذه الصفقة ستصبح مصر أول دولة في العالم، غير فرنسا، تمتلك المقاتلة «رافال».
المصري اليوم
0 التعليقات:
Post a Comment