بصواريخ وقذائف مُحرمة دوليًا، يُبيد نظام بشار الأسد الشعب السوري، فمن مجزرة إلى مجزرة يترقب شعب سوريا مصيره المحفوف بالمخاطر، ومعاناة لم يتخيلها بشر، قتل ودمار وأشلاء للجثث تتناثر في كل مكان، ورصاص وقذائف سامة لا تفرق بين مؤيد لبشار ومعارض له.

أربعة أعوام مرَّت على الشعب السوري، هي الأصعب في تاريخه، تعرض خلالها لأبشع الجرائم، والإبادة، ورائحة الموت تهب من كل اتجاه، فمن إدلب إلى الرقة ودرعا، ودمشق، وصولًا للحسكة، واللاذقية وحلب، ومن الشمال إلى الجنوب، وأخيرًا دوما، سوريا تموت.


جرائم ارتكبتها شبيحة بشار الأسد، ضد ثوار سوريا، تُضاف إلى سجل النظام الدموي، ضد الشعب السوري، في وقت غابت فيه أي أصوات دولية تدين المجازر البشعة، طيلة الأربعة أعوام، من أجل وقف القتل في سوريا.




شبيحة الأسد

واستمرارًا للمجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد، ضد الشعب السوري، قُتل أكثر من ثلاثين مدنيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال في مدينة دوما بريف دمشق، جرّاء استهداف شبيحة الأسد، الأحياء السكنية المكتظة بأربعة صواريخ فراغية محرمة دوليًا، محمولة بمظلات مشابهة لتلك الصواريخ التي ضربت حي جوبر الدمشقي في أواخر العام الماضي.



ودمرت هذه الصواريخ أربعة مباني سكنية بشكل كامل، وقتل وأصيب كل من كان بداخل المباني، لتتجاوز عدد الجرحى مائتي شخص، معظم المصابين بحاجة لعمليات جراحية دقيقة، وعناية مركزة، تعجز المشافي الميدانية التقليدية عن علاجهم.



وفي أثناء عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبناء المدينة العالقين تحت ركام البناء المهدم والأنقاض جراء الصواريخ الفراغية، قصف جيش النظام سوق المدينة بقذائف الهاون الثقيلة، حيث أودت قذيفة واحدة بحياة أكثر من عشرة أشخاص، بينهم من قطعت شظايا القذائف جسده، وما تزال حتى الساعة عملية البحث عن الأهالي تحت الأنقاض من قبل فرق الإنقاذ والأهالي، في ظل اشتعال النيران في أكثر من منزل، للبحث عن أحياء، وانتشال بقايا الجثث، التي قطّعتها صواريخ النظام.



جيش الإسلام

بدورها قالت قيادات جيش الإسلام أنها، تدرس عملية إطلاق ألف صاروخ دفعة واحدة على العاصمة دمشق، وأن العمل حثيث على قدم وساق لتنفيذ ذلك، بسبب استمرار النظام بحرب الإبادة، والقصف العنيف على مدن الغوطة الشرقية بشكل عام، ودوما بالتحديد دون سواها.


وتأتي مجازر النظام تزامنًا مع تواصل المعارك بين جيش الإسلام وفصائل أخرى في ردع جيش النظام والميلشيات من اقتحام الغوطة من جبهتي تل صوان ومخيم الوافدين.


من جهتها بدأت حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام، هجوما واسعًا على قرية “الزغب”، الواقعة بين مدينة ادلب، وثكنة الفوعة، أحد أكبر معاقل النظام والميلشيات الشيعية في المحافظة.



ولا تزال المعارك على أشدها بين كتائب الثوار، وجيش النظام والميلشيات، والمحصلة الأولية لهذه المعارك، هي مقتل عنصرين لجيش النظام وإصابة عدد آخر.



ثكنة الفوعة

وثكنة الفوعة، تعد المعقل الأكبر لجيش الأسد في محافظة إدلب، بعد تحرير وادي الضيف والحامدية، لكونها تضم المئات من الميليشيات الشيعية السورية، وكذلك الأجنبية، وتعتبر خزانا بشريًّا لتلك الميليشيات التي استخدمها نظام الأسد في غالبية معاركه.


في السياق ذاته، نقلت مصادر محلية سورية نبأ إعداد خطة يتم التنسيق لتطبيقها وإنجاحها بين العديد من فصائل الجيش السوري الحر، وقوات الحماية الشعبية الكردية بالقرب من المناطق الحدودية التركية شمال شرق البلاد، وقالت المصادر إن هذه الخطة تتضمن هجومًا مزدوجًا من قبل الطرفين ضد المجموعات التابعة لتنظيم دولة العراق والشام “داعش” وبقايا نظام الأسد، في المنطقة ذاتها، والمنتشرة بالقرب من الشريط الحدودي مع تركية في مناطق ريف الرقة بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية.



وذكر المصدر أن هذه العمليات العسكرية التي سيشنها الحُر بمساندة من القوات الكردية ضد داعش ستكون بدعم ورغبة دولية، إذ من المقرر أن يكون طيران التحالف الدولي جنبًا إلى جنب مع تلك الفصائل، للمساعدة في إتمام عملية السيطرة على الحدود مع تركية في تلك المنطقة بالإضافة للتوسع إلى مناطق أخرى في حال نجاح ما يتم الإعداد له.


ثوار الرقة

بدوره أعلن لواء “ثوار الرقة” عبر قائده “أبو عيسى” أن مناطق تل أبيض وريفها تعتبر مناطق عسكرية، وذلك في وقت تزامن مع إعلان تنظيم داعش عن ذلك، وهذا يعني بالضرورة إخلاء المدنيين من المناطق المحتمل أن تبدأ فيها معارك جديدة، وعلى الرغم من قلق الأهالي وخوفهم مما سيحدث إلا أنهم مازالوا يمكثون في بيوتهم رافضين فكرة النزوح أو اللجوء إلى تركية، بينما يرى ناشطو المنطقة أن ما حدث في كوباني سيتكرر في مختلف مناطق الرقة، وستكون “تل أبيض” البداية ليس إلا.



وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق منذ أيام، مقتل 210060 شخصًا، منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ 18 من شهر مارس عام 2011.

وأشار المرصد إلى أن الشهداء المدنيين: 100973، بينهم 10664 طفلًا، و6783 أنثى فوق سن الثامنة عشر، و35827 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، وأن الشهداء المنشقين المقاتلين: 2498، مضيفًا أن الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري بلغت 45385.



وتابع المرصد أن الخسائر البشرية من عناصر جيش الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي و"الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون" والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام: 29943، وأن مقاتلون من حزب الله اللبناني: 640


موالون للنظام

كما أن المقاتلين الموالين للنظام من الطائفة الشيعية من جنسيات عربية وآسيوية وايرانية، ولواء القدس الفلسطيني ومسلحون موالون للنظام من جنسيات عربية بلغ عددهم: 2502، والمقاتلون من الكتائب الإسلامية المقاتلة والدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجنود الشام وجند الأقصى وتنظيم جند الشام والكتيبة الخضراء، من جنسيات عربية وأوربية وآسيوية وأمريكية واسترالية: 24989.



وأضاف المرصد أن تلك الإحصاءات لا تشمل مصير أكثر من 20000 مفقود داخل معتقلات قوات النظام وأجهزته الأمنية، وآلاف آخرين فُقِدوا خلال اقتحام قوات النظام والمسلحين الموالين لها لعدة مناطق سورية، وارتكابها مجازر فيها، كما أنها لا تشمل أيضًا، مصير نحو 7000 أسير من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وأكثر من 2000 مختطف لدى الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بتهمة موالاة النظام، ولا تشمل أيضًا مصير أكثر من 1500 مقاتل، من الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وتنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة ووحدات حماية الشعب الكردي، والمسلحين المحليين الموالين لهذه الأطراف، الذين أسروا خلال الاشتباكات الدائرة بين هذه الأطراف، ولا تشمل أيضًا، مصير نحو 4000 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم الدولة الإسلامية بينهم المئات من أبناء عشائر ريف دير الزور.



كما أصيب أكثر من مليون ونصف مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، وشرد أكثر من نصف الشعب السوري، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والأملاك الخاصة والعامة، خلال الأشهر الـ 47 الفائتة.



وكشف "المرصد أيضًا، أن ضحايا مجازر الأسد خلال الشهرين الماضيين فقط، بلغ 10 آلاف شخصًا.

وأوضح «رامي عبد الرحمن» مدير «المرصد» أن 65 ألفًا و146 من إجمالي القتلى من المدنيين بينهم عشرة آلاف و664 طفلا.



ولفت إلى وجود إثباتات يومية تدل على أن عددًا من المعتقلين لدى النظام يموتون تحت التعذيب، موضحًا أن هناك آلاف الأشخاص من مقاتلين ومدنيين تم اختطافهم وما زال مصيرهم مجهولًا.


وتشهد سوريا قتالا داميا منذ قرابة الـ4 سنوات، بين ثوار سوريا ونظام بشار الأسد، مخلفًا وراءه آلاف القتلى والجرحى، وارتكب الأسد، مجازر مروعة بحق ريف حلب وريف دمشق ودرعا والرقة، وفي الحسكة ودمشق وغيرها من المدن السورية.


مصر العربية

0 التعليقات:

Post a Comment

 
الحصاد © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger Template Created by Ezzeldin-Ahmed -