يا جمال قل لأبوك كل الشعب بيكرهوك" كلمات زلزل بها الثوار عرش الرئيس المخلوع حسني مبارك من ميدان التحرير قبل أربعة أعوام، لكن سرعان ما تبدل الحال فبعد أن أخفقت ثورة يناير فى تحقيق أهدافها، وتبدلت الأدوار وخرج مبارك ورموز نظامه من السجن، وسجن شباب الثورة الذين هتفوا ضد الظلم عاد مبارك للمشهد من جديد.
فوجئ المصريون مساء أمس الأحد ببث مكالمة للرئيس المخلوع فى ذكرى عيد تحرير سيناء وكأنه يلقى خطابه الثانوي على الأمة قبل 2011.
"يجب أن نثق في قدرات جيشنا ونقف خلف أبناء المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم السيسي، فهم يعلمون جيدًا معنى السيادة الوطنية وقدسية التراب الوطني، بهذه الكلمات طل المخلوع على شاشة التلفزيون أمس، بعض السياسين راءوا فى مداخلة الرئيس الأسبق، أنها لم تأت بمبادرة شخصية من مقدم البرنامج، فهى محاولة للعودة يقودها أحد أجهزة الدولة فيما يعرف حاليا بصراع الأجهزة، وأخرون وصفوها بالغباء السياسي.
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية توقع ألا تكون إطلالة المخلوع بمبادرة فردية من مقدم البرنامج، لكنها جاءت بعد ترتيبات، مشيرا إلى أن الموضوع حساس ويجب أن تسأل فيه الأجهزة الأمنية وخصوصا أن الذين سمحوا لمبارك بالظهور إعلامين لديهم ارتباطات مع الأمن.
صراع أجهزة
وأوضح نافعة أن الواقعة تطرح سؤالا عن مدى ولاء الأجهزة الأمنية وتعبريها عن النظام السياسي القائم وتبعيتها للرئيس السيسي، أم أن هناك صراع بين أجهزة السلطة المختلفة؟.
وأضاف: "حتى هذه اللحظة لا نسطيع أن نقول أن هناك إرادة ثورية تحكم البلاد فالثورة قامت على نظام مبارك وأسقطت رأسه فقط وما زال رموزه يتحكمون فى بعض الأجهزة، كما أن ثورة 30 يونيو شارك فيها عدد كبير من المحسوبين على نظام مبارك".
غباء سياسي
ووصف خالد علي رئيس حزب العيش والحرية "تحت التأسيس" ظهور مبارك ونجليه فى الإعلام بأنه غباء سياسي، وتعجب من اختياره للمناسبة قائلا: "مبارك اختزل حرب أكتوبر فى شخصه لفترات طويلة ولم ينسبها حتى لسلاح الجو، ونحن نعتز بالأبطال الذين شاركوا فيها، لكن يجب أن يفهم مبارك ونجليه أن الوقت مضى ولا يوجد أى مدخل للعودة للمشهد السياسي مرة أخرى".
وأضاف علي: "ظهور مبارك فى وسائل الإعلام ومن قبله ظهور نجليه فى عزاء والدة الكاتب مصطفى بكرى هو ناتج طبيعي لأحكام القضاء التى برأتهم، فهم يتصورون أنهم يمكن أن يعودوا وأعتقد أن لديهم قصور فى قراءة المشهد".
فى الاتجاه نفسه هاجم الناشط الحقوقي جمال عيد، ظهور مبارك قائلا: "فاسد وديكتاتور ، ولو طلعوه في 100 تليفزيون، ولو وصفوه بالتقوى ومدحه الملايين كدابين و حيفضل طين البرك".
وكتب الدكتور علاء الأسوانى الأديب والروائي العالمى تعليقا على كلمات مبارك على صفحته بموقع " تويتر": "الذين يستغلون ذكرى تحرير سيناء ليحاولوا غسل اسم المخلوع مبارك لماذا لايذكرون الدور العظيم للفريق الشاذلي قائد الأركان الذي حبسه مبارك ونكل به".
ظهور مبارك مع أحمد موسي فى برنامجه المذاع على فضائية صدى البلد لم يكن الأول بل جاء السابع فى تعامل الرئيس المخلوع مع الإعلام عقب ثورة يناير فكانت المرة الأولى بعد خلعه في كلمة صوتية مسجلة بثتها قناة العربية، في أعقاب ثورة يناير، والمرة الثانية كانت في أغسطس عام 2014، أثناء مثوله أمام هيئة القضاء في القضية التي عرفت إعلاميا بـ"محاكمة القرن" ومرات أخرى كانت فى حورات صحفية مع جريدة الوطن و المصري اليوم، وحوار أجرته الصحفية الكويتية فجر السعيد، ومداخلة أخرى مع أحمد موسي".
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment