"لا نستبعد أن يكون للإخوان يد في حادث التسمم وأن يضعوا لنا شيئًا في اللقمة اللي نأكلها، دول كفرة".. تلك الكلمات جاءت على لسان محافظ الشرقية، رضا عبد السلام، في معرض تعليقه على حادث التسمم.
تصريحات محافظ الشرقية، لا يمكن عزلها عن تصريحات مسؤولين في الدولة منذ حكومة الدكتور حازم الببلاوي التي أتت بعد عزل الرئيس محمد مرسي من الحكم وحتى الآن، في نسب أي كارثة أو حادث لجماعة الإخوان المسلمين.
"مصر العربية" ناقشت الأمر مع بعض السياسيين،الذين اعتبروا أن فكرة تحميل الإخوان والإرهاب أي حادثة تقع خطأ وفرصة لهروب المقصرين عن مسؤوليتهم، مؤكدين أنها باتت "شماعة" للفشل.
انتقد الدكتور مجدي سليم، القيادي بحزب النور، فكرة تحميل جماعة الإخوان المسلمين كل الكوارث والأزمات التي نمر بها.
قال سليم، إنه لابد من مواجهة الشعب بحقيقة الأمور، ومحاسبة المقصرين على أعمالهم التي تأتي بالضرر على المواطنين.
وأضاف أن تحميل الإخوان مسئولية حادث التسمم الأخيرة، غير منطقي، خاصة وأن عينات المياه التي تم تحليلها جاءت سلبية، أي أن المياه لم تكن ملوثة.
وشدد على أن شماعة الإخوان فرصة لهروب المقصرين من المسئولية، مطالبا بفتح تحقيق في أي حادثة أو كارثة تحدث، مع عدم التعويل على فكرة شماعة الإخوان والإرهاب على حد سواء.
أمر مبالغ فيه
من جانبه، قال محمد بسيوني، القيادي بحزب الكرامة، إن "شماعة الإخوان" في كل شئ يحدث في مصر، أمر أصبح مبالغ فيه لدرجة كبيرة.
وأضاف بسيوني لـ "مصر العربية"، أن الأزمة في مصر أعمق من فكرة تدبير الإخوان، مشددا على ضرورة التوقف عن هذه النغمة، التي لم تعد تنطلي على الشعب المصري.
وتابع: "أنه يجب محاسبة كل مقصر في أداء عمله، خاصة وأن الجميع يتنصل من مهامه بفكرة الإرهاب والإخوان".
وشدد على أن الجميع قادر على التفرقة بين حوادث إرهابية يقوم بها جماعات إرهابية، وبين خطأ فني من قبل مسئول أو مؤسسة.
اتهام سياسي
واتفق معهم، محمد عز، الخبير السياسي، وقال إن تصدير الإخوان في كل حادث يحدث في مصر أمر له دلالة سياسية، في ناحية إلصاق أي اتهام بالطرف الأضعف والمغضوب عليه شعبيا
وأضاف عز أن الزج باسم الإخوان كان له مفعول كبير في التغطية على أي تقصير أو كارثة تقع على مدار الأشهر الماضية، وإنما في الوقت الحالي الأمور في مصر باتت مستقرة مع انتخاب رئيس وتغيير حكومة الببلاوي، وتعديل في حكومة محلب.
ولفت إلى أن الشعب المصري لم يعد يقتنع بمثل الاتهامات للإخوان، خاصة مع عدم وجود تحقيق في الوقائع التي تحدث وتتسبب في كوارث، كما أنه لا يتم اتهام الإخوان إلا سياسيا أما جنائيا لم يحدث حتى الآن.
وحذر الخبير السياسي، من انهيار رصيد النظام والحكومة في الشارع، حال الاستمرار في نفس سياسات عدم الاعتراف بالأخطاء وتقديم المقصرين إلى المحاسبة، خاصة وأن كل الحوادث تتعلق بأرواح المصريين.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment