سلطت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية الضوء اليوم /الاثنين/ على عملية اغتيال النائب العام المصري هشام بركات والذي توفي متأثرا بجراحه بعد استهداف موكبه صباح اليوم.
وإلى نص التقرير الذي جاء تحت عنوان "اغتيال النائب العام المصري هشام بركات صفعة للحكومة":
لقي النائب العام المصري مصرعه متأثرا بجراحه إثر انفجار ضخم استهدف موكبه في الساعات الأولى من الصباح، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية للدولة، وهي أول عملية اغتيال لمسؤول بارز في حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ووقع الانفجار الشديد في الوقت الذي كان يتجه فيه هشام بركات لعمله صباح الاثنين من منزله من حي مصر الجديدة الراقي في العاصمة القاهرة، وأفادت تقارير إعلامية سابقة أنه خضع لعملية جراحية وأن عددا من حراسه أصيبوا جراء الانفجار.
الجماعات المسلحة شنت حملت استمرت طيلة شهور ضد حكومة السيسي، الذي كان وزير للدفاع منذ عامين عندما أطاح بالرئيس الإسلامي محمد مرسي أول رئيس منتخب بطريقة حرة، من سدة السلطة،وتفجير الاثنين يأتي عشية الذكرى السنوية الثانية لبداية الاحتجاجات الضخمة التي سبقت الانقلاب على مرسي.
أما قوات الأمن فظلت في حالة استنفار قصوى قبيل حلول الذكرى السنوية الثانية، وحذرت السفارة الأمريكية بالقاهرة مواطنيها وطالبتهم بالحذر الشديد خلال الأيام المقبلة.
آخر عمليات الاغتيال الكبرى لمسؤول كبير بالحكومة كانت في سبتمبر عام 2013، عندما حاولت جماعة أنصار بيت المقدس قتل وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم بسيارة مفخخة في القاهرة، لكنها فشلت في ذلك، وأعلن التنظيم منذ ذلك الوقت ولاءه لتنظيم داعش، وأطلق على نفسه اسما جديدا وهو ولاية سيناء وأعلن مسؤوليته عن هجوم في مايو الماضي أسفر عن مقتل 3 من القضاة.
وخلف الانفجار الذي وقع اليوم عدة سيارات متفحمة، وتسبب في سحابة سوداء من الدخان في سماء القاهرة، فيما أفادت التقارير الإخبارية أنه لم يتم العثور جثة المهاجم الانتحاري منفذ العملية، ما جعل السلطات تعلن أن التفجير قد تم من خلال جهاز للتحكم عن بعد (ريموت كنترول).
وفي منصبه كنائب عام، ترأس هشام بركات حملة قضائية منسقة ليس فقط ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة بل أيضا ضد المعارضين العلمانيين للحكومة أيضا على الرغم من صغر أعدادهم.
ووصفت المحاكم المصرية من قبل جماعات حقوق الإنسان بالمسيسة على درجة عالية، واستخدمت بشكل شائع ضد معارضي الحكومة بكافة أطيافهم لكن بشكل خاص الإخوان المسلمين، أما مرسي فقد حُكِم عليه بالإعدام في واحدة من عدة قضايا جنائية ضده، فضلا عن إدانة مئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في محاكمات جماعية.
وعلى الرغم من استئناف الحكم ضده، فقد ظهر مرسي عدة مرات مرتديا الزي البذلة الحمراء التي يرتديها المحكوم عليهم بالإعدام، وإذا تم تنفيذ الحكم، ستكون تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها إعدام رئيس مصري سابق.
ويأتي اغتيال بركات على خلفية التمرد المسلح في شبه جزيرة سيناء الذي خلف مئات القتلى من جنود الجيش والشرطة على مدار 23 شهرا منذ الإطاحة بمرسي، حيث استهدف مسلحو سيناء بشكل أساسي أهداف الجيش والشرطة في شبه الجزيرة الوعرة، لكنهم صعدوا من هجماتهم في المدن الرئيسية بما فيها القاهرة.
وضربت سلسلة من الهجمات متوسطة النطاق خلال العام الجاري، أهدافا اقتصادية بما في ذلك مواقع سياحية مثل الأهرامات ومعبد الكرنك بالأقصر، وظهرت علامات تعافي قطاع السياحة في الأشهر الأخيرة، ما جعل ذلك يصبح أحد النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد المصري، الذي عانى في أعقاب الانتفاضة الشعبية في عام 2011 والتي أطاحت بالديكتاتور حسني مبارك.
مصر العربية
0 التعليقات:
Post a Comment